بتذكر آخر مره شفتك سنتا
بتذكر وقتا
آخر كلمه قلتا
وما عدت شفتك
كانت الأغنيه تنبعث من شرفتها بنرجسيه تامه ،كأن فيروز تغني لأجلها فقط ،فالأغاني والقصائد والروايات ليست ملكاً لمن كتبها، بل لكل واحد قرأها فشعر أنها موجهة إليه ، وكتبت لأجله ، فطابقت حاله تمام المطابقه . وهكذا فإن هذه الأغنيه على مايبدو ملك هذه الغريبه التي تحتضن سراً ما لاتبوح به لأحد .
كانت جحافل الأوراق الصفراء تتسابق أيضاً لتقف بباب بيتها كأن حفلاً موسيقياً أقيم هناك على شرفها ،حفلاً لم تدعُ إليه بشراً ،بل طبيعه جاءت من أقصى الأرض لتكون بقربها في هذا الصباح الخريفي.
أيقظني صوت أمي من شرودي لأدرك أنني تأخرت عن العمل ،وأطلت الوقوف بباب الجاره الأكثر غموضاً في حينا ،فتابعت طريقي إلى العمل ودوامه من الأفكار تدور في رأسي المتعب ،وفضول عميق يقرع الأجراس في عمق قلبي لأعرف ما وراء ذلك الباب الذي ظل مغلقاً في وجه أهل الحي لعشره أعوام متتاليه .
لم تكن تستقبل فيها الزوار ، ولم يمر عليها أصدقاء ولا أقارب "مقطوعه من شجره "، لم تخرج يوماً للتسوق ولم تعد يوماً حامله حزمه أكياس من البقاله ، لم تتشاجر مع الجارات مثلاً على الماء الذي تنظف به باب بيتها فيوسخ الشارع الذي يلعب به الصغار ، ويعودون إلى أماتهم بأحذيه متسخه تحول ساحه البيت إلى لوحه من طبعات الأرجل الطينيه ، ولم تقم عرساً صاخباً يعكر صفو المساء ويمنع طلاب المدارس والجامعات من التركيز في مذاكرتهم ، ولا عزاءً حزيناً يبكي أهل الحي فيه ، كانت وحيده وهادئه كأن لا شأن لها بكل مايفعله البشر .
الصمت المنبعث من أرجاء منزلها يكاد يقتلني ، وحتى الموسيقى الهادئه التي أسمعها من حين لآخر تزيد من شده فضولي لاختراق ذلك الباب الذي ظل يحرل بيني وبينها .
ستقول وانت تقرأ رسالتي هذه:
- لأبعد ، حد أنتِ مجنونه .
-------------------
see you
wait ✌🏻️✌🏻😜
أنت تقرأ
يافا
De Todoبَعْدَ أَعْوامٍٍ عِدّة قَدْ تَقْرَأً هذا الْكِتاب لأَطْفالِك لا أَدْرى حَتّى هذِهِ اللَّحظة إلى أيّ أم سَيَنتَمون قُل لَهُم : المَجْنونة كانَتْ تُحِبُني كَثيراً. جاءَتْ إلى القَلْبِ على غَيْمة وَتَرَكَتْ خَلْفَها الكثيرُ منَ المَطَرِ. عُد حبيبي...