هديہ

4.1K 107 25
                                    

اسمي عليا عمري أصبح 16 سنة
الآن تأكدت وأصبح شكي يقينا بأنه لم يكن حلما مزعجا كان حقيقة ... حقيقة مرة لطالما رفض عقلي تصديقها ف دفع بها بعيدا في زاوية النسيان غير أنها أبت الرضوخ خلف قضبان الوهم لانها ليست من نسيج خيال أو خيط كابوس أنها حقيقة لاذعة المرارة وعلي أن اتجرعها كل يوم و آراها في وجه كل من حولي حتى بت امقتهم جميعا
لا أدري من أين أبدأ لم تكن طفولتي طبيعية البتة لم يكن اي شي طبيعي
سأبدأ من عمر 5 فهذا العمر حدود ذاكرتي
كنت طفلة هادئة مرتبة نظيفة نقية جدا لم يكن الكبار يرغبون بمدعابتي كما كانوا يفعلون مع باقي الاطفال يبدو اني لم أكن طفلة محبوبة بل كان الهدوء يغلب على طبيعتي حتى أني أذكر أني كنت صيد سهل لكل مشاغب فهذا يأخذ لعبتي و هذا يدفعني وهذا يوبخني .... كنت مستسلمة جدا
في ظهيرة أحد الصيفيات كان الجميع يلعب من حولي كنت مشغولة بترتيب مكعبات اللعب فهذه كانت لعبتي المفضلة ربما تنبأ البعض بأني سأصبح مهندسة من شدة إلحاحي على هذه اللعبة بالذات ... فجأة إختفت أصوات من حولي كنت وحيدة لم اكترث لطالما كنت كذلك
سمعت صوت أقدام تدنو .. كان أحد أقاربي شاب بمقتبل العمر كان وسيما يغلب عليه هدوء و خجل ملحوظ من احمرار وجنتيه جلس بقربي وقال :
" عليا لماذا تلعبين وحدك إلا تحبين صديقاتك ؟ "
" بلى ولكنهم لا يشركوني بالعابهم ولا يحبون اللعب معي "
" لماذا تقولين ذلك !؟ سالعب معك أن لم تمانعي موافقة؟ " .... مع ابتسامة دافئة على شفتيه
" نعم " ... ابادله ابتسامة بكل براءة اطفال العالم بكل فرحهم بصديق جديد بكل مرحهم بكل وداعتهم
" ماذا سنلعب يا عليا ؟ "
" مكعبات "

" أنها مملة قليلا ولكن لأجلك سالعبها "
مرت بضع دقائق على بدء اللعبة وبدا عليه الملل هم بالنهوض ليرحل وقف و أزال تراب مكان جلوسه في الحديقة بجانبي من بنطاله ثم قال :
" قضيت وقتا جميلا عليا ولكني يجب أن أذهب لدي عمل أقوم به نكمل اللعب في وقت لاحق اتفقنا "
" نعم اتفقنا ."
ذهب وكنت أراقب ذهابه كيف يمشي على مهل وبتردد واضح كأنه لا يريد الذهاب التفت الي وكان ينظر بغرابة وعلى وجهه ملامح لم أفهم معناها ولكن بدا لي أنه كان حزينا ظننت انه يريد اللعب معي لوقت أطول ولكن لديه شيء أهم ويجب عليه فعله
كل الكبار لديهم أشياء أهم ويجب عليهم فعلها ... عاد ادراجه الي وقال:
" أريد أن العب معك ولكن لدي لعبة أفضل من هذه أنها مسلية و ستعجبك "
" حسنا ما هي اللعبة ؟ "
" تعالي معي ... "
أخذني لغرفة في البيت لم يكن أحد يدخلها كانت مزدحمة ب اثاث قديم و ملابس لم يعد أحد يرتديها وأغراض منوعة وتحفيات أخفى التراب جمالها
" لم نحن هنا عادل "
هذا كان اسمه عادل
" هذا المكان مثل السوق اشتري منه ما تريدين ولا تدفعي اي مبلغ ... انظري " انحنى بقربي مشيرا بيده إلى كومة أغراض مغطاة بملاءة بيضاء وعليها رسومات العاب للاطفال أخذ بيدي نحوها و كشف غطاءها بحماس و غبطة كأنه طفل عثر على كنز مخبأ
" خذي ما شئت عليا لا أحد يريدها كانت ملكي عندما كنت صغيرا وهي لك الان "
" شكرا لك "
هديہ قديمة مستعملة تركها أحدهم خلف أنقاض من تحفيات قديمة وملابس بالية لا تصلح للاستعمال أو العرض هذا ما حصلت عليه ولكنها في الآخر هديہ ولم يكن بي إلا طرت فرحا بها
... يتبع

علياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن