سأبقى عليا

2.4K 99 40
                                    

جاء يوم الخميس مسرعا لم أستطع بعد لملمة أفكاري المبعثرة ما بين تقدم أمير ل خطبتي و امتحاناتي التي ستحدد مستقبلي و ما ساكون ف انا الان في مرحلة منتهية من الاعدادية وما بين مسؤولية لم أصل بعد لمرحلة النضج للتفكير بها فكيف ب خوضها أعلم جيدا ان الزواج ليس سهلا ليس غرفة نوم و عطور ومواد تجميل وملابس نسائية جذابة تملأ خزانتي ليس علبة مجوهرات تقبع في درج ما ليس دببة أو باقة ورد كل مساء ... إنه مسؤولية بناء أسرة في مجتمع شرقي المفترض أن يكون محافظا سيكون هناك بيت علي الحفاظ عليه و زوج له متطلباته وحقوق وأطفال يجب تربيتهم ومراقبتهم لا أريد أن اغفو عنهم لكي لا يكونوا أفراد غير نافعين أو ضحايا لا أريد أن يشفق عليهم أحد .... دخلت امي قاطعة تلك الافكار التي تربكني كانت مبتسمة لاول مرة ارى في وجهها فرحة مختلفة لاول مرة اراها فخورة بي كانها تنتظر هذا اليوم اكثر مني كل ام هكذا تنتظر عرس ابنتها كانه عرسها لتفرح بها وتطمئن عليها امي ارادت ان تفرح بي وان يجد الفرح اخيرا طريقه الى قلبي
" حبيبتي اليوم مهم جدا في حياتك لا تتسرعي في جوابك ابدا على مهلك لا تقرري بناء على مصلحة او سعادة احد اختاري انت أمير شاب متزن وخلوق وعائلته محترمة جدا لا تقلقي ابدا ساكون بجانبك مهما كان اختيارك انا ووالدك ندعم اي قرار تتخذينه ف نحن نثق بك "
تطبع قبلة دافئة على جبيني وتذهب لتدعني استعد لا اعلم ما الذي فعلته امي التي اعشقها اكثر من اي شيء في الدنيا لتجعلني اقوى من ذي قبل ما هذه الثقة التي زرعتها بداخلي بمجرد ان القت علي ترانيم تنهيدية جعلتني استرخي و اعرف تماما ما اريد كانها اعطني ترياق جدد كل خلايا جسدي ملاءها تفاؤلا ترياق امومة انثوية احسست بأني امرأة قرينة لها وهذا ما اتمناه ذهبت لاستعد كانت امي قد احضرت كل ما يلزم لمثل هذا اليوم تركته على سريري مرتب بعناية فائقة وحنان ورقة .... في هذه الأثناء تتصل حنين،
" الو حنين "
"الو عليا يجب أن تخبريني ماذا سيكون قرارك بشأن أمير اياك أن تقولي لي انك ستقبلين عرضه "
" ولم لا أقبل لا أفهم سبب رفضك ألا تتمنين لي السعادة "
" لا يهمني أمرك عليا يهمني أمير لا أريد له فتاة مثلك انه يبحث عن فتاة نقية ليست مشوهة يعتقد بأنك كذلك ولكني لن أدعك تخدعيه ب براءة مزيفة ساخبره عليا شئت أم ابيت ساخبره بكل شيء عنك وتعلمين تماما ما أقصده " أغلقت الهاتف .
ما أن أغلقته سارعت إلى أمي و دموعي منهمرة على وجهي لا أعلم ما أقول لها شعرت بالوهن كان العالم كله يود ابتلاعي أردت أن أدخل وأعود إلى احشائها رميت نفسي في احضانها ف شعرت ما بي اخبرتها بكل ما قالته حنين مسحت دموعي وأخبرتني بأنها تعلم تماما ما يجب فعله كل ما مطلوب مني أن أذهب و استعد ... فعلت انتظرت في غرفتي لمدة سمعت بعدها صوت سيارة أمير دخل هو و عائلته سمعت كلامهم و ضحكاتهم المتبادلة شعرت بالطمأنينة سار كل شي على ما يرام إلى أن حان وقت مغادرتهم أرادت امي أن تتحدث مع أمير على انفراد في باحة المنزل جلسا لمدة ساعة تقريبا كنت حينها أكاد اموت من القلق والخوف لاني أعلم تماما عن ماذا يتحدثان كنت أخشى على أمير وماذا ستكون ردة فعله دخلا البيت مجددا كانت عينا امي مدمعة و تعابير شفقة و اشمئزاز تبدو على وجه أمير كانت ردة فعله أهدأ بكثير مما ظننت اكتفينا ب تبادل نظرات وداعية ثم ذهبوا بعد أيام جاء أمير ل مقابلتي .. كنت قلقة جدا عن ماذا سنتحدث أردت أن يلغى الموعد تمنيت لو أن هناك سبب أو عذر يجعلني أرفض مقابلته ولكن كان لابد لهذا أن ينتهي يوما وكلما أسرع ذلك كان أفضل
" مرحبا عليا أود أن نتحدث عن تجهيزات حفلة خطوبتنا ما رأيك أن يكون منتصف هذا الشهر الطقس رائع جدا وأريد لكل شي أن يكون جميلا مثلك "
تفاجئت من موقفه توقعت أن يكون هذا لقائنا الأخير ظننت انه لن يريد أن يراني مجددا كنت انظر إليه وعيناي تدمع تسائلت هل يمكن أن يكون ما يحدث حقيقة أم اني أتخيل ذلك
" عليا .. اعرف تماما بما تفكرين ساجيب عن ما يدور في بالك بجملة واحدة أحبك جدا ولا يهمني اي شيء آخر ف هلا نكمل حديثنا عن تجهيزات الحفلة؟ "
كان موقف أمير ك بلسم لكل ما مررت به منذ طفولتي حتى اللحظة لم أعد أستطع أن أتخيل حياتي دونه أصبح أمير نصفي الذي يكملني كان الرجل الذي تحلم به كل امرأة كان أمير القلوب .
ذات يوم وصلتنا دعوة لحظور حفل زفاف اقاربنا في المدينة لبينا الدعوة فورا و سافرنا ب القطار لم يفارقني أمير ابدا فقد أصر على الحضور معنا جلس بقربي نتبادل النظرات تارة و نمسك بأيدي بعضنا تارة أخرى والجميع كان ينظر الينا بشغف و ربما حسد لم اهتم بمن حولي فقد كان بجانبي عالم آخر عالم أمير انا فيه أميرة قلبه وحياته..وصلنا لمنزل اقاربنا كان الجميع سعداء تبادلنا التبريكات والتهاني وانشغلنا بالتحدث عما مضى فنحن لم نلتقي بهم منذ فترة طويلة كنا نحن الفتيات في أحد الغرف فجأة كل الفتيات خرجن واحدة تلو الأخرى وبقيت انا وحدي انتظر قليلا ربما يعدن سمعت صوت أقدام تقترب من باب الغرفة لم تكن تلك الخطوات غريبة ابدا تأكدت من صاحبها عندما مثل أمامي شاب جذاب في الثلاثينيات يرتدي بذلة رمادية ترتسم على وجهه نصف ابتسامة مبهمة ربما بسبب لحيته التي أهملها كان وسيما ك نجوم هوليود ذوي الطبقة الأرستقراطية عندما يمرون ب فترة كآبة
" كيف حالك عليا هل تذكرين صديق الطفولة عادل أم انساك أمير كل شيء عني "
يا إلهي عاد كابوس واقعي المرير عاد يجرني ليلتهم سعادتي ب شراهة عاد كمن يريد إسقاط أحلامي التي لامست النجوم في السماء هذا هو واقعي و هذه هي فرصتي ل انجو أو اغرق من جديد ..
" اسمعني جيدا عادل لقد تغيرت حياتي نحو الأفضل عشت بسببك حياة بائسة لا تعلم مرارتها فأنت لم تجرب إحساس من يؤخذ منه أغلى ما يملك وهو لم يزل في مقتبل الطفولة لا تعتقد باني اقصد بكلامي انك سرقت عذريتي انت سرقت طفولتي وهذا أفضع سابقى عليا كما كنت ... سأبقى عذراء رغما عن وحشيتك التي اختبأت خلف وسامتك و وداعة مظهرك ... سأبقى عليا كما كنت ... سابقى عذراء رغما عن كل من همس او تحدث او قذفني بنظرات مقرفة ... سأبقى عليا كما كنت ... سابقى عذراء طالما اني سأتزوج من أحب ف ارحل وأبقى بعيدا كما كنت و لا تفسد علي ما تبقى من حياتي فقد اكتفيت من الحزن "
لم أعطيه فرصة ل ينطق بما يريد غير أنه وضع يديه على باب الغرفة مانعا خروجي منها نظرت في عينيه وقد اقتدت غضبا ..
" عليا أريد فقط أن تعرفي بأني ندمت على ما فعلت كنت اتي إلى مدرستك اراقبك من بعيد لاطمئن ثم أعود أحببتك عليا قبل أن تتعرفي على أمير أحببتك قبله وأردت أن يكون اسمي انا محفور على خاتم يديك أردت أن أكون أنا من يفوز بك أعلم بأني مهما قلت لن تسامحيني اتعلمي ربما تمنيت أن تعاقبيني لكي اتحرر من قيود الندم التي رافقتني طوال حياتي ولكنك تكتفين ب كلمات وتغادري بسهولة لتعذيبي أكثر من ذي قبل "
" تستحق ذلك عادل وأكثر اتعلم ماذا ؟! انا اسامحك فل تتعذب بذلك إذآ هذه هي طريقتي لانتقم منك
وداعا "
النهاية

علياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن