لعبة وداعيہ

2.3K 85 18
                                    

بدأنا باللعب... و كلما رفعت عيني لانظر إليه وجدته محدقا في ملامحي وعلى وجهه تعابير لم أستطع تفسيرها كان وجهه مريحا يدعوا للثقة والاطمئنان .
أحببت قضاء الوقت معه فقد كان رفيقي الوحيد الذي شاركني العابه

في يوم من الأيام وعندما كنا نلعب كالعادة في الغرفة المعزولة كان الجو حارا جدا وكنت مرتدية ثوب قصيرا واسعا بعض الشيء فقال عادل
"الجو حار جدا ما رأيك أن نذهب إلى الحديقة ونكمل اللعب هناك "
لم ارد الذهاب هناك لأني ظننت أن كل الفتيات سيأخذن عادل مني كالعادة وساعود وحيدة كما كنت ، رفضت الذهاب واصررت على البقاء في الغرفة معه .
وهكذا كانت أيامنا الصيفية تمر بسرعة تغمرها ساعات شقاوة ولعب كانت أجمل الأيام وليتها تبقى ... ولكن لا شيء يبقى ولا متعة تستمر ف العطلة أوشكت ع الانتهاء وعائلة عادل يجب أن تعود إلى المدينة حيث الحياة الروتينية والأعمال والموسم الدراسي سيبدأ مع انتهاء مرحنا الذي بدأ للتو .
" عليا سنرحل غدا جئت اودعك قضيت وقتا ممتعا يا حلوتي "
" هل ستعود ؟ "
" نعم وسنلتقي مجددا "....
كنت أعرف بأنه لن يعود لأنه سيتغير.... شي ما سيتغير
" هل تريدين اللعب ؟؟ لعبة وداعيہ "
اومئت برأسي رافضة ذلك كنت غاضبة لرحيله أردت أن يبتعد لم أكن أرغب برؤيته ولم ارد توديعه
" هيا عليا تعالي معي لا ترفضي "
أخذ يدي وجرني ورائه ك خروف يأبى أن يذبح كان كالمجنون ..... جنون من نوع لم اعهده مطلقا لم يكن غضبا فلا يحق له الغضب
ولا كرها فلا يحق له ذلك أيضا
دخلنا إلى الغرفة المعهودة سحبني بقوة دفع بي إلى زاوية مظلمة وبدأ يقترب فتظهر تفاصيله شيئا ف شيئا مع قربه لنور الشمس البسيط الذي كان يفصل بيننا ... بدأ لي كالذئب في قصص الأطفال والرسوم المتحركة عندما يدنو من فريسة عاجزة .
" أريد امي "
" ليس الآن .... صمتا "
" أريد الذهاب " بدأت أبكي كان قلبي يخفق بقوة حتى شعرت بأنه سيخرج من صدري
كان جسدي الواهن يرتعد خوفا ولم أقوى على الوقوف وقعت ، بكيت ، صرخت وقاومت
" اهدئي أنها مجرد لعبة وسينتهي كل شيء "
لم أعرف ما الذي يحدث لم أفهم ما يجري كل ما اردته أن تنتهي هذه اللعبة وأخرج ل أعود لعزلتي وارجوحتي كما كنت ... استسلمت لفقدان الوعي ولم أعرف بعدها ما حل بي
عندما استيقظت وجدت امي تحيطني بذراعيها كانت تمسك بيدي كم هي دافئة وقوية كانت ك حصن صنديد يمنع اقتراب اي شيء مني بدأت بالبكاء وحشرت جسدي الضئيل في احضانها أكثر وكأني كنت أريد العودة داخلها
" امي ليت لك كيس مثل أم كنغر "
لم تقل شيئا ... لم يقل أحد شيئا
رحلت العائلة ... ورحل الصيف واشيائه الجميلة معهم

علياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن