في اليوم التالي، لم أرتدي تلك السترة السوداء، دخلت إلى الثانوية و سرت بالرواق في اتجاه الصف، لكنني لمحت أن جايك و صديقه ذاك، واقفان أمام باب القسم، هل كانا ينتظرانني؟
اقتربت أكثر، و عندما وصلت تظاهرت بعدم ملاحظتهما ، لكن صاحب العينين العسليتين أوقفني "تعالي معنا، نريد أن نتـ.."
"أبعد يدك عنّي " قاطعته
"لا تصعبي الأمر على نفسك " علّق مجددا، بينما كان جايك يراقبنا بصمت مبتسما
"أنا لا أصعب شيئا، ابتعد عني فقط "
أجبته و دخلت الصّف بسرعة.
بعد نهاية الدوام، و بينما أنا أغادر الصف، دفعني أحد في الرواق، استدرت فرأيت جايك يضحك مع ثلاثةٍ من رفاقه
"كرّر هذا ثانية و أقسم أنني سأحطم أسنانك !" صرخت بغضب، و لكن تهديدي لم يخفه على ما يبدو، فقد انفجر و رفاقه ضاحكين، ثم اقترب مني و دفعني بيده من كتفي مجددا، لكن هذه المرة بقوّة أكبر سقطت على إثرها.
كان كلّ الطلاب في الرواق يراقبوننا، و أصوات أصحابه تعالت، وقفت بسرعة لأواجهه "ما مشكلتك؟"
لكنه لم يرّد عليّ بل دفعني مجددا، و سقطت ثانية، ثم عاودت النهوض،
"توقّف !" صرخت في وجهه مستنكرة، قبل أن يدفعني و أسقط مرة ثالثة، أحسست بالضعف، لكنني قررت كبح الدموع و عدم إظهار خوفي..
"ألن تحطمّي أسناني؟" علّق ساخرا، فنهضت من جديد، أخذت حقيبتي و استدرت لأرحل بسرعة لكنه أمسكني بقوّة من ذراعي ثم إستدار للطلاب الذين كانوا يحدقون فينا "انقشعوا الآن، لقد انتهى العرض "
و بالفعل، واصل الجميع سيرهم و كأن شيئا لم يحدث!"ستأتين معي!" قال و هي يقودني إلى آخر الرّواق، حتى ابتعدنا عن رفاقه
"حسنا تحدّث الآن ! مالذي تريده؟"
"أنت تعرفين مالذي أريده، أخبريني فقط كيف حصلتِ على السترة السوداء"
تنهدت للحظة ثم نظرت في عينيه الزرقاوتين، يبدو جادًّا ! هل تلك السترة بهذه الأهميّة ؟!
"إنها قصة طويلة "
"اختصري !"
"حسنا، افف هاجمني بعض الأشخاص في الطريق، و عندها أتى شابٌّ خلّصني منهم و أعطاني السترة "
لم تتغير تعابير وجهه، يبدو أن ذلك لم يفاجئه، أو ربما لا يهمّه
"صفي لي ذلك الشّاب "
"إنّه أشقر، و عيناه كعينيكَ على ما أعتقد..آآه اسمه سام !" أجبته
"سام ! الوغد .." تمتم بصوت خافت
"لم تضخّمون مسألة السترة؟ ما قصّتها؟"
ارتسمت على وجهه ابتسامة جانبية و أجابني بسخرية "تلك السترة رمز للإنتماء إلى عصابة شوارع خطرة، الآن، كل من في الثانويّة يحسبك تنتمين إلى «الشياطين»، و لو رآك شرطيٌّ ترتدينها لألقى عليك القبض فورا يا صغيرتي "
أنت تقرأ
Malédiction
Romanceميسا طالبة عادية في السنة النهائية بالثانوية، يتيمة و تعيش مع جدها المسّن و خالتها السيّئة الطباع. و بين الكدّ في الدراسة و العمل بوظائف مختلفة لكسب المال، تلتقي ميسا بـ جايك و هو شابّ أقل ما يمكن أن يقال عنه أنّه ‹ غامض ›