عاد جيدي الى منزله مكتئباً كعادته ، رمى بثقله على السرير بينما ينظر للسقف بفراغ تام ، لطالما احس بهذا الشعور الذي يخنقه حتى اعتاد عليه ، ليس هنالك سبب للعيش ! هذا ما يفكر به دائماً ، بالرغم من كل الاصدقاء حوله الا انه يضل وحيداً فالنهايه ، اعتاد على ان يكون متروكاً خلف الآخرين ، يتلقى الحب من كل جهه و لكنه لم يعد يستطيع الشعور بشيء حتى الحزن ، ايامه الروتينيه لا تنتهي وهو لم يعد قادراً على التحمل اكثر ، امضى ليلته وهو يبلل وسادته بدموعه التي تنساب من دون شعور دائماً و كأنه فقط الشيء الذي اعتاد على فعله ...
في صباح اليوم التالي تجمع الطلاب امام باب المدرسة كما فعلوا بالامس وسيفعلون كل يوم ، كان بيكهيون يقف بين الحشود و بجانبه تشانيول يتطلعون للاشخاص الذين افقدوهم عقولهم ، ظهروا الفتيان اخيراً و بدأ الجميع بالهتاف ، كانت اعين بيكهيون تلمع بشكل واضح عاكسةً ذلك الفتى المليء بالكاريزما ، ملك الراب كما يحب ان يلقب ، بينما ملامح تشانيول بدت قلقة بشكل واضح بعد ان رأى اعين جيدي الحزينه عندما لم يلاحظها احد غيره ، ديسونغ بدى غريباً اليوم فأعينه لم تكف عن البحث عن لاي الذي تعرف عليه بالامس فقط ، بائت محاولاته بالفشل فالفتى الانطوائي لن يظهر في اي مكان ..
رن الجرس و حان وقت الدخول الى الفصل ولاكن جيدي استأذن للذهاب للحمام قبل دخول الفصل و لكن الحمام لم يكن من هذه الجهه ، اتجه مباشرةً الى السطح بخطوات حزينه و كأنه يحمل هموم الناس كلها على عاتقه ، السواد المحيط حول عينيه اضفى على مظهره المزيد من الكآبه ، و ملابسه الخالية من الحلي و البهرجه التي اعتاد عليها اختفت ، وحل محلها اللون الاسود القاتم ، واخيراً استطاع الوصول الى السطح في الدور السابع بعد ان قفز تلك الدرجات ، تقدم نحو الحافه و اخيراً وضع احدى قدميه عليها لتجر الاخرى ، خيط رفيع يفصله عن الموت ، بمجرد فقدانه لتوازنه في الجهة الخاطئه كافية لنقله للحياة الاخرى ..
صرخت احدى الطالبات من الاسفل وهي تشير الى جيدي بينما التفت الجميع ، المزيد من الصرخات كانت كافية لاخراج الجميع من المدرسه بعد ان اصابهم الفضول بشأن الضوضاء في الخارج ، وقف اصدقائه الثلاثه مندهشين بينما ديسونغ لم يكف عن عملية البحث التي اذابت عقله.
هتف سينغري :" جيدي لا تفعل ! "
و لكنه لم يبدي اي ردة فعل لمحاولات صديقة البائسه فالحياة بالنسبة له اصبحت سوداء بالكامل ، رفع جيدي رجله ليسقط في الفراغ و يسبح فيه ، احس بالهواء يتخلخل شعره و الجاذبية تسحبه للهلاك وهو يسقط نحو الارض ، ولكنه لم يمت حتى الان بل هبط على تلك اليدين العملاقه ، فتح جيدي عيناه ليجد تشانيول ممسك به و القلق بادي على ملامحه و طريقة نظرته المعاتبه جعلته يفكر مجدداً بما كان سيقدم على فعله.تشانيول :" لماذا جيدي هيونغ ؟ لماذا تفعل هذا لقلبي ! انا احبك ! "
دخلت كلماته في اذنه كالصاعقه لم يسمع شيئاً بعدها ولم يرد ان يستمع لشيء بعدها ، كانوا اصدقائه متجهين اليه ولكنه انزله من بين يديه فذهب راكضاً الى الحمام قبل ان يصلوا ليدخل احدى ابوابها و يشهق بالبكاء ،' مابال هذا الشخص ! يحبني وهو لا يعرفني بعد ! هل يعبث بي ام انه احبني بصدق ؟ '