دخلت (جنا) المنزل وعلامات الغضب تعلو وجهها ...فألقت السلام بقتضاب ثم دخلت غرفتها ...فنظرا كلا من الأب وحور إلى بعضهم البعض باستغراب ...فاستأذنته حور لترى مابها .
دخلت حور الى غرفتها لترى مابها ...لتجدها تجلس على سريرها وتبكى .
حور بلهفة : جنا حبيبتى مالك حصل ايه ؟!
جنا بحزن : التنسيق الداخلى ظهر ياحور .
حور : طب وأيه ؟...جبتى لغة أيه ؟
جنا بحسرة : المانى .
حور (بفرح) : ماشاء الله الف الف مبرووك .
جنا بحزن : مبروك على ايه بس ؟....انا كان نفسى إنجليش ياحور .
حور : معليش ياحبيبتى ممكن تأخديه لغة تانية .
جنا : اه ممكن أخده لكن مش زى ماهيكون لغة أولى ومتخصصة فيه .
حور : ربنا أرادلك كده ياحبيبتى ...اكيد خير .
صاحت جنا غاضبة : هى مفيش حاجة بتمنها بتتحقق ليه ؟....كنت بتمنى اكون فى طب ومجبتش المجموع بتاعه ظلم ...روحت عملت تظلم وشوفت بعينى اجابتى الصح وهم عاملين عليها غلط ومأخدتش ولا درجة ...دخلت كلية مكنتش عايزها وقولت هدخل قسم أنا عايزاه دلوقتى برده بيدخلونا على مزاجهم ....وياترى بقى بعد كل ده ...هلاقى شغل ...ولا هقعد زيك فى البيت اطبخ واغسل زى الخدامة مع انى معايا شهادة ...
قطعت كلامها على الفور عندما انتبهت لكلامها ...فقالت معتذرة : أنا آسفة ياحور.....مكنتش اقصد .
ابتسمت حور قائلة : لا ياحبيتى انا مش زعلانة منك أنا عزراكى بس انا عايزة اقولك حاجة .
نظرت اليها جنا بانتباه فأكملت حور كلامها قائلة : ممكن تقوليلى ايه أركان الإيمان ياجنا ؟
جنا : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره .
فابتسمت حور قائلة : اديكى قولتيها ...انتى مؤمنة بقى بالقدر خيره وشره ؟
حنت جنا رأسها فى خجل قائلة : استغفر الله العظيم .
حور : طالما مؤمنة بالكتاب ...ليه مبتعمليش اللى فيه ؟....ربنا قال ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون )) ....شوفتى ياجنا الله يعلم وأنتم لا تعلمون .
جنا : صح ...عندك حق ....ان لازم أكون راضية باللى ربنا كاتبه ليا ....مهما كان مش عاجبنى طالما ربنا اختاره ليا يبقى خير .
حور : وافتكرى دايما كلام ربنا (( أنا عند ظن عبدى بى )) يعنى لو ظنتى ان ربنا كتبالك القدر ده خير ليكى هيديكى الخير ...لكن لو ظنتى ان ربنا أعطاهولك شر يبقى هتلاقى الشر ...فاستغفرى ربنا وقومى صلى ركعتين توبة ياحبيتى .
احتضنت جنا أختها حور بشدة قائلة : ربنا ميحرمنيش منك ياأحلى وأجمل أخت فى الدنيا .
حور بابتسامة جميلة تنم على قلبها الطيب والحنون : ولل يحرمنى منك ياقلبى ...يلا انا هروح أشوف بابا .
جنا : ماشى .
وحينما كادت حور تخرج من الغرفة نادت عليها جنا فالتفت إليها حور بابتسامة قائلة : خير ياحبيبتى .
جنا بأسف : متزعليش منى .
ابتسمت حور وقالت لها : تؤ أبدا .
ثم خرجت لتجد والدها ينظر إليها بحزن. ففهمت ان والدها قد سمعهم فنظرت إليه بابتسامة قائلة : هتكون بخير ...متقلقش .
فاكتفى بابتسامة حزينة ...فأسرعت تقول له حتى تنسيه هذا الموضوع : هاااه يابابا مش هتقول هنعمل ايه بقى لعمى لما يوصل ....عمى بيحب أكلات ايه وانا أعملها .
فالتفت اليها بابتسامة كبيرة لعلمه بانها تزيل عنه حزنه الذى يعتلى بقلبه ليقول لها : ربنا يسعدك يابنتى ويجزيكى عنا كل خير ....ويرزقك بالزوج الصالح .
نظرت اليه متصنعة الغضب : ايه ياحاج زهقت منى ولا ايه ؟....شكلك زهقت منى .
ابتسم الحاج حسين قائلا : انا مزهقش منك ابدا ياحبيبتى ...انتى واختك كل حاجة ليا فى الدنيا يارب اشوفكم سعداء على طول .....انا عايز أشوفكم متهنين قبل مااموت .
حور : بعد الشر عنك يابابا ربنا يديك طول العمر .
الحاج حسين : حور أوعى تزعلى من أختك ياحبيبتى .
حور بابتسامة : أبدا يابابا انت عارف أنا بحب جنا ومقدرش أزعل منها أبدا .
الحاج حسين : ربنا يسعدكم يابنتى ...اقوم أنا بقى .
حور : رايح فين ؟
الحاج حسين : هروح مشوار كده وراجع .
حور : ماشى يابابا فى رعاية الله .
*************************
اجتمع (عبد القادر ) وزوجته وأولاده على العشاء ...يترأس هو الطاولة ...وبدأوا فى تناول طعامهم ...حينما قال عبد القادر : أنا عايزكم فى موضوع بعد الأكل ...محدش يقوم من مكانه.
نظر آسر الى والده ففهم مايريد أن يقوله ...وعرف بأنه بالفعل قد عزم على الأمر .
((آسر هو شاب فى الثلاثين من عمره يتميز بوسامته وطوله وجسمه المتناسق ولكن وسامته تحمل بين طياتها بعض الجدية والعناد وأحيانا الغرور ...تخرج من كلية هندسة بالمانيا كان يعمل مع والده فى الشركة ...يعتمد عليه والده كثيرا فى العمل ....يصغره يوسف الذى يبلغ عمره الخامس والعشرون ...تخرج من كلية إعلام قسم صحافة لشغفه بالكتابة والأدب وهو الأن يحضر الماجستير فى مجال الأدب .....يشبه أخيه قليلا فى جسمه وطوله بينما لون عينيه فهى خضراء مثل والدته ..... تصغره نسرين ...هى تصغر حور بسنة ...تتميز بلون عيونها الخضراء أيضا وملامحها الرقيقة ...والى جانب ذلك محجبة رغم اقامتها فى الماني ولكنه ليس الحجاب الصحيح.....تدرس فى كلية صيدلة ومتفوقة بها دائما ..... تصغرها مريم ..وهى العشرين من عمرها تشبه أبيها إلى حد بعيد تدرس فى كلية هندسة أيضا ...لحبها لها الا أنها مؤخرا لم تعد مهتمة بدراستها لخروجها المتزايد مع صحبة السوء )).
بعدما انتهت العائلة من الطعام ....انتقلوا جميعا الى حجرة المعيشة ..فقال عبد القادر بجدية : أنا خلاص أخدت قرار إننا ننزل مصر .
نظر الجميع الى بعضهم البعض ماعدا آسر الذى يعرف أخوته جيدا ...وينتظر العاصفة التى ستهل بينهم وبين والدهم ...بينما نهلة ظلت تنظر إليهم لترى تعابير وجههم .
للحظات حل الصمت ضيفا عليهم ليقطعوا يوسف قائلا : هننزل مصر نعمل ايه يابابا ؟
نظر إليه الأب قائلا : هنعيش هناك يايوسف .
صاحت مريم :على طول ؟!!
نظر اليها الأب فى تحدى قائلا : أيوة على طول فى حد عنده اعتراض .
يوسف بصدمة :إزاى يابابا على طول وشغلنا ودراستنا والشركة ؟
الأب : أنا نقلت كل شغل الشركة فى مصر ...وانت هتأخد الماستجير الأسبوع الجاى ابقى حصلنا هناك ....وأخواتكم هيكملوا دراستهم هناك .
صاحت مريم بضيق :ايه ؟....يعنى ايه نكمل دراستنا هناك ؟....وازاى نسيب بلد زى المانيا وننزل بلد متخلفة زى مصر .
صاح بها والدها قائلا : البلد المتخلفة دى بلدك ....انتى فاهمة ؟
صاحت مريم فى وجه ابيها : لا مش بلدى دى بلدكم أنتم ...انا مكانى هنا وهفضل هنا .
زاد صوت والدها شدة قائلا : انتى اول واحدة هتنزلى معايا انا وماما الخميس الجاى .....ومفيش خروج لحد اليوم ده مايجى انت. فاهمة ؟
مريم وقد علا صوتها أكثر : لا طبعا انتم مش هتتحكم فيا زى مانتم عايزين ....أنا خلاص كبرت وبقيت حرة ...التخلف والجهل بتاعكم ده مش هيمشى عليا .
وقبل أن تكمل كلامها وجدت يد والدها يرتطم بشدة على وجهها ....حلت الصدمة على الجميع
وأسرعت مريم إلى غرفتها تبكى ....ليصيح بهم الأب جميعا : ده قرارى ومش هرجع فيه تانى ....ويوم الخميس الجاى تكونوا جاهزين للسفر ....وانت ياآسر تروح كليات أخواتك وتسحب ورقهم وتبعتهم لإياد فى مصر ....سامعنى ؟
آسر: حاضر يابابا.
ثم التفت عبد القادر إلى زوجته قائلا بحزم : البنت دى متخرجش من أوضتها الأيام دى خالص وتأخدى منها الموبايل ....انتى فاهمنى ؟
هزت رأسها قائلة : حاضر .
خرج الأب متجها إلى غرفة المكتب ويتركهم فى حيرتهم وصدمتهم .
فالتفت نسرين إلى والدتها قائلة : هو فيه إيه ياماما ؟...ليه القرار المفاجئ ده ؟
ردت الأم بجدية : ده عشان مصلحتكم ...عاجبكم حالكم ده .
يوسف : ماله حالنا ياماما ؟....مااحنا كويسين اهو .
الأم بسخرية : كويسين خالص ....شفت أختك من شوية عملت أيه مع بابا وبتقول علينا متخلفين ....وتقول كويس ....ولا انت اللى كل حاجة فى حياتك شغلك وبس ولاعندك اهتمام باخواتك ولا ابوك وامك ...كل حاجة شغلك وبس ...عجبك حالتك ولا حال ءخواتك ؟....لو عجبك قووول .
آسر : خلاص ياماما اهدى انتى بس....بابا خلاص اخد القرار ومش هيرجع فيه حتى لو أيه .
الأم : ياريت يكونوا فاهمين كده .
***********************
ف صباح اليوم المنتظر قامت حور مبكرا عن المعتاد لتجهز الطعام لعمها وزوجته وأولاده .....وقامت معها جنا لتساعدها فى الطعام .
جنا : إلا قوليلى ياحور ...تفتكرى آسر ابن عمى بقى أد أيه دلوقتى .
نظرت إليها حور بدهشة : أد أيه يعنى أيه ؟
جنا : يعنى بقى عنده كام سنة ؟
حور : معرفش ليه ؟
نظرت جنا إليها بخبث قائلة : عادى بس عشان ممكن تجيبله عروسة من عندنا ولا حاجة ؟
حور : عروسة !! ومين دى بقى إن شاء الله ياست الخطبة .
جنا بخبث : وأنا ألاقى عروسة أحسن من أختى .
نظرت لها حور بجدية قائلة : أيه اللى بتقوليه ده ياجنا ....عروسة أيه ؟....خليكى فى مذكرتك وملكيش دعوة بيا .
جنا : نعم يعنى هتفضلى قاعدة جنبى كده .
حور بتحدى : أه هفضل قاعدة جنبك لحد ماتتجوزى ...ملكيش دعوة بيا .
جنا : يعنى ايه ياحور ...انتى بتهزرى صح ؟
حور : جنا ملكيش دعوة بالموضوع ده ....وياريت متكلميش فيه تانى .
جنا : بس ياحور .....
قطعت حور كلامها قائلة : جنا ...أنا قولت أيه ؟
جنا باستسلام : خلاص ...مش هتكلم .
***************************
ذهب الحاج حسين مع إياد لاستقبال أخيه فى المطار وذهب بهم إلى بيت عبد القادر الذى قام إياد بمعاونة الحاج حسين فى تنظيمه لهم ....وقامت حور مع جنا بنقل الطعام إلى بيت عمهم .
★★★★★★★★★★★★★★
هنعرف البارت الجاي بإذن الله أيه حصل لما عمهم وصل
.
اتمنى عدد المتابعين يزيد وتتفاعلوا باللايكات والكمنتات عشان انزل بسرعه وانزل احلى ...