:12:

948 68 46
                                    



"صراخ في كل مكان، عيون تتفجر من الخوف، وأجساد تغرق داخل النيران، بوهجها الهائل، وصور من الذكريات تذوب مع حرارة اللهب."

استيقظت "أيليس" بفزع، بينما يغطي جسدها العرق، وأنفاسها تتسابق خروجها، بينما صدرها يصعد ويهبط بعنف.

وضعت يدها على صدرها تتحسس نبضها، ثم أخذت تمسح جبهتها بكم ثوبها، تلفظت أنفاسها، وتماسكت، لتنهض من فراشها، ترتدي وشاحها وتهم نحو البوابة الزجاجية داخل غرفتها، ليلفحها الهواء البارد بعصبية فور فتحه، ليقابلها عتمة السماء الصافية، كبحر ساكن، بينما حماية الشرفة الرخامية تتوهج ببياضها الأخاذ.

اقترب من الحماية، لتأخذ شهيقًا عميقًا، تطعم رئتيها الجائعتين، نسائم الهواء العليل، ببرودته المنعشة. فتحت عيناها، لتلمعان بوميض الراحة، ثم نظرت نحو الأسفل، حيث الأشجار المتكاثفة، مشكلةً غابة من الخضار الصامت، تقبع بسكوت وهدوء.

كادت تبتسم لذلك الهدوء، الذي أدخل في نفسها الهائجة الطمأنينة، إلا أن وميضًا ظهر من بين الأشجار، كشهاب يسترق البصر ويختفي، ليشعل حربًا بين الفضول والخوف في كيانها، تتوجس، وتقاتل، لتتملك الشجاعة فتشبع فضولها.

كادت تستسلم وتعود، وتتنسى الأمر، لولا أن الوميض عاد مجددًا، وكأنه يحثها على التقدم، فغادرت الشرفة نحو الغرفة، ثم همت راكضةً خارجها، تسابق الوقت، وتدعو أن تصل في الوقت المناسب.

بسرعة البرق، داست بقدميها الغابة، لكنها لا تعرف كيف ستصل إليه، كان من السهل تحديد مكانه من الأعلى، إلا أن كل شيء متشابه، الغابة متاهة في النهار، فكيف ستكون في جناح الظلام؟!

أخذت برهة تصارع أفكارها، أتذهب وتترك نفسها للقدر، أم تعود أدراجها وتتناسى الأمر؟ هي حتى إذا دخلت ستضيع، من يهتم بإيجادها حينها؟ لكنها هزت رأسها بعصبية، توقظ نفسها من شرودها بالهواجس، لتتقد عيناها ببريق الاصرار والعزيمة، وتهم نحو الداخل.

سارت بخطىً حذرة، هي ليست متيقنةً خلوها من الوحوش، كما أنها ليست متيقنةً من عدم وجود أحدٍ، ولو كان في منطقة الوميض، أخذت تحرك الأغصان التي تقطع طريقها بحرصٍ شديد، إلا أنها فوجئت عندما أزاحت إحدى الشجيرات لتعبر، فصرخت بتلقائية، وأغشي عليها.

***

عاد "ميدوري" من رحلته، ليفاجئ بهرج القصر ومرجه، الخدم ينتشرون في كل مكان، بينما خطوات تتلوها خطوات، لا تستطيع متابعة من يسير هنا، أو من يغادر، وقف عند البوابة بدهشة، بينما لم يجرؤ على أن يأخذ خطوة أخرى، حين التفت إليه أحد الخدم أخيرًا.

- سموك!

- أي "إيزانا"؟!

فظهرت علامات القلق على وجهه، ليخفض رأسه بأسى، وقال بحزن:

" HAVEN - ملاذ "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن