قلعـــــة البحــــر
رواية للفتيان
تاليف
سعادة أبو عراق
إهـــــــــــــــداء
إلى روح الشهيد السوري البطل خالد أكر
إلى روح الشهيد التونسي البطل ميلود ناجح بن نومة
تخليدا لهجومكما على معسكر غيبور في الجليل الأعلى
الأربعاء 25/11/1987
بطائرة شراعية في غسق الليل
لا ننفك مدينين لكما بالفضل والإلهام الثوري
أكتب هذه القصة المستوحاة من بطولتكما المبتكرة
وأهديها لكما ولمن شارككما العملية
امتنانا واعترافا وتخليد لبطلين عظيمين
وعساي أرد لكما بعض الفضل
ايــار 1997
أدب تفكير علمي
يُجمع المشتغلون في مجال أدب الطفل على أن المغامرة أكثر ما يستهوي الأطفال ممن بلغوا سن اليفعة ، ربما لأنها تحرك بهم طاقة كامنة يبحثون لها عن متنفس ولو بالخيال .
والمغامرة كما هو مدلولها اللغوي إحدى مشتقات الفعل غَمَرَ ، بمعنى غطى أو أخفى ، والمغامر ؛ هو ألذي يذهب إلى فعل إمر غير واضح العواقب ، والمغامر؛ هوالذي يرمي بنفسه إلى التهلكة كما جاء في المعجم المحيط .
إذن فالمغامرة ؛ قفز نحو المجهول ، لا يَقدم عليها إلا الشجعان الأذكياء ،الذين يملكون خيالا واسعاً ، وهمة عالية، ولعلهم هم الذين يحركون الساكن ويدفعون بالحضارات إما إلى التقدم أو إلى الدمار ، وأمثلة ذلك في التاريخ كثيرة .
وهنا ... علينا ونحن نستثير فيهم هذه النـزعة الضرورية ، أن يعلموا أن المغامرة يجب أن تقوم على حسابات عقلية معقدة لا كما يرون في الأفلام ، تقوم على استجابة لاستفزازات صبيانية لا هدف لها غير إظهار البطولة الفردية ، وتحقيق متعة الانتقام وتدمير الخصم ، وبعض أدواتهم القوة السحرية الخارقة .
هذه القصة تغوص في المعاناة العقلية التي يكابدها الأبطال وهم يبحثون عن الحلول العلمية والعملية لمشلاتهم الحياتية والنضالية ، كيف يستلهمون أفكارهم من مخزون معرفتهم ، وكيف يقلّبون أفكارهم على مرايا المنطق ، وكيف يأخذون بالرأي المخالف ، وكيف ينظمون خططهم ، وكيف يفرحون في النهاية فرح الحكيم ، وليس فرح المغرور .
إذن... فهذه القصة التي هي في شكلها قصة مغامرات ،إنما هي نموذج لأسلوب التفكير العلمي المنتج الأجدر بأن نرسخه في أجيالنا .
التقديم الاول
ـ لقد تاخر رائد كثيراً !!!
قالها فراس بلهجة محملة بكثير من القلق ونفاد الصبر ، وما كان يتوقع جواباً من الآخرين ، فهم أكثر منه حيرة وقلقاً ، فمنذ ساعة أو يزيد وهم ينتظرون .