قلوب تشتهي الحب و قلوب شوهت بالحب

159 3 1
                                    

كنت قد عزمت أن أتكلم عنها هي و عن قصتي معها و ليس عن الحب و تعاريفه و تعقيداته، لكن أفروديت و كوبيدو و إيروس بل آلهة الحب الإغريقية و الرومانية و الفرعونية جميعها رفضت، حتى فنون الكلام و التعبير أبت علي ذلك، ربما لأن محبوبتي تَمَثُّل للحب في صفة بشرية، فكما نرى الحب مثمتلا في الوردة الحمراء و في القصيدة و في الشفق و الآفاق فإن قلبي لا يعرف الحب إلا في صورتها.

كعادتي كلما واتتني فرصة أجد نفسي مساءا آخذ ذلك الطريق و أتبع خطواتي نحو مكان سكناها، هو طريق طويل أمشيه وحيدا تراودني طواله رغبتان متناقضتان، أن ترضى الصدف فأراها و أظفر منها بنظرة، ورغبة جبانة ألا ألتقيها فأراها خوفا على نفسي و خوفا عليها.
طوال الطريق اتخيل و أنسج سيناريوهات عن لقائها، أما زالت جميلة كما عهدتها أم أنها ازدادت جمالا؟ أتراها قد رزقت بابن أو إثنين؟ أتخيل الطفل و أتخيلها تحمله أو تدفع عربته، لابد أنها فتاة فلطالما أخبرتني أنها تتمنى أن ترزق بالإناث، ربما لأنها ترفض أن ترى أنوثثها تضيع فلابد أن ثورثها فتاة، هل أثر فيها الزمن و السنين؟ ثم أتذكر قول مجنون ليلى:

فشب بنو ليلى و شب بنو ابنها
و أعلاق ليلى في الفؤاد كما هي

أتراي قد جننت أيضا ؟ تبا لقد جننت، أأصابني حبها بالجنون؟ توقفني نهاية الطريق عن أفكاري و تخيلاتي فآخد طريقا آخر للعودة تفاديا أن أراها و تفاديا لجنوني.

لعلهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن