(خاطرة) ... على شاطئ البحر

921 15 7
                                        

كانت تجلس بهدوء وسكينة ، عيناها معلقتان بشمس المغيب التي تسبح بدلال في البحر لتعطي الأفق لونا أحمر ممتزجا بلون البحر الأزرق في صورة ربانية ممتلئة بالمشاعر والرومانسية ... سارحة بأفكارها الحالمة تنتظر ...
ليقطع عليها انتظارها ويخرجها من سرحانها وأحلامها بلمسته الحنونة التي حاوطت عيناها ، وهمساته العذبة التي بثت قشعريرة العشق في جسدها ، هامسا بإذنها " محبوبتي الصغيرة
أهواك بجنون وغيرة
أشتاقك صباح مساء وفي الظهيرة
مالي عن حبك حيد فأنت أصبحت لي
فتاتي الأميرة ........... كيف حال أميرتي الحالمة ؟ ، هل تأخرت عليك ؟ "
ابتسمت له ابتسامة عريضة حتى بانت ضواحكها وأمسكت يداه وأبعدتها عن عينيها لتنظر في عيناه قائلة : حتى لو تأخرت علي .. كيف سأعاتبك بعد أن أغرقتني بعسل كلماتك ؟!!
أجابها بعد أن جلس بجانبها ويده تعانق يدها : عسل كلماتي هذا ما هو إلا من حلاك و عذوبتك أنت جميلتي !!
لمست وجهه بيدها وقالت : أحبك لأعمق نقطة في قلبي ... فاتني وأميري !!
أمسك يدها تلك وقبل باطنها : حبك لا يضاهي حبي لك أميرتي الصغيرة !!
وماهي إلا لحظات حتى لفت نظره ذلك الجرح في يدها ، تحولت حينها لهجته و صاح باستنكار : ما هذا ؟!! ، كيف حصلتي على هذا الجرح ؟!!!!
أجابته مدارية لانفعاله : لا عليك إنه لا شيء ... مجرد خدش صغير ، سيشفى خلال بضعة أيام ...
كلمها بعتاب : بضعة أيام أم بضعة ساعات .. ألم أنبهك أن تحذري وتعتني بنفسك دائما !!! .... هل يجب علي أن أحرسك في كل دقيقة من يومك حتى لا تصابي بأذى !!!! .. على مايبدو لابد لي من هذا ..
ابتسمت برقة وقالت : حبيبي ... لا داعي لكل هذا ، إنه جرح صغير فقط !! .... هل تخاف علي لهذه الدرجة ؟!
رفع يدها وقبل جرحها بشفاهه المخملية ، ثم نظر في عينيها وتابع كلامه : أخاف عليك من نسمة الهواء الرقيقة ... فكيف إذا من جرح كهذا ....
ضيق عينيه وبدا على وجهه ملامح المكر : أتعلمين ! ، لابد أن أخبئك في صدري ولا أخرجك منه أبدا حتى لا تؤذي نفسك مستقبلا حتى لو بدون قصد !!
وبحركة مباعتة .. شدها لصدره وعانقها بقرب حتى كادت أنفاسهما تصبح واحدة .... اتسعت عيناها على آخرهما بينما هو علت وجهه ابتسامة النصر ، رويد رويدا اقترب منها وقبلها بشغف عاشق و فارس أحلام ارتقى بأميرته لعالم وردي آخر لا يسكنه سواهما ...
بعد لحظات و بعد استعادتها وعيها وعودتها من عالم الأحلام الذي أخذها إليه بقبلته العاشقة ، ابعدته عنها وكلمته بتعجب واستغراب : هل أنت مجنون !! ، الناس يحدقون بنا !!!
قلب شفته وكلمها بلا مبالاة : فليحدقو !! ، ماهمي أنا ....كل الذي أفعله أنني أقبل حبيبتي وأميرتي .... فليتجرأ ويحاسبني أحدهم !!!
ضحكت على شكله الطفولي و أجابته : أنت حقا مجنون !!
انتفض واقفا أمامها وفرد يديه عاليا وصاح : نعم أنا مجنون !!! ، مجنون بك حبيبتي .... أحبك بجنون !!!! ... فليعلم العالم كله بحبي لك !!!
اشتعلت وجنتيها خجلا من تصرفاته أمام الناس فسحبته من ذراعه وأجلسته بجانبها من جديد وكلمته بخجل عارم : يا إلهي !!!! ، ما الذي جرى لك !!! ... هل كان من الضروري أن تصيح و تلفت أنظار الناس إلينا !!!! ..... فلتهمس بها بأذني كنت سأسمعها ، ليس هناك من داع لكل هذا
ضمها من جديد لصدره وعاد وهمس بأذنها : نعم أنا مجنون ... مجنون بك حبيبتي .... أحبك بجنون ... فليعلم العالم كله بحبي لك ... أهواك ولا يهمني كل الكون ... سأفعل المستحيل لتكوني لي وحدي ...
قرصت وجنتاه واسندت جبهتها على خاصته : حبي تعدى حبك لي بأشواط .... مأواي وملجأي هما عيناك ... أحبك ولن أكون لأحد سواك .....

خواطر وأشعار بقلمي ....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن