بداية الطريق

213 16 16
                                    

عندما هممت بالرحيل ذهبت لكي أخبرهم بهذا لكنهم كانوا غير موجودين بداخل الغرفة التي أنا بها لهذا ذهبت لأراهم بالداخل ،لكن لفت إنتباهي أن الأضواء مطفأة لهذا تشجعت وتقدمت إلى الداخل وفجأة فتحت جميع الأضواء ،وفوجئت بهم يصرخون "عيد ميلاد سعيد ساندي"

هذه العبارة وحدها تجعلني أكثر فتاة محظوظة أنتم الأروع أصدقائي،هممت بالرحيل بصمت لأن التعابير قد خانتني، ولكن قاموا بإيقافي واصطحبني ليتوك إلى غرفته وأغلق الباب ثم خرج .

ما هذا لما احضرني إلى هنا ؟.!

التفت ووجدت فستانا رائع الجمال وبجانبه ورقة صغيرة كتب ما فيها بخط اليد وكان ما كتب بها هو

"سان-شي لا نريد أن يكون الحفل بسيطا لهذا استعدي وبعد أن تنتهي من كل شيء ستجدين سائقا ينتظرك بالخارج التوقيع :هيتشول "

ابتسمت حتى ظهرت تلك الحفرة الصغيرة الواقعة على خدها الأيمن ،ثم قامت بارتداء ذلك الفستان الذي تركوه لها ،توجهت بخطواتها إلى المرآة لتضع بعض المساحيق التي تزيدها جمالا ،ثم تصفف شعرها الاسود المائل إلى اللون البني بعناية فائقة ،لترتدي بعدها ذلك الحذاء الجميل ذو الكعب العالي ثم تتوجه إلى الخارج حيث كان السائق ينتظر .

بعد أن قام بالقيادة باتجاه المكان المنشود الذي لا أعرف أين هو نظرت إلى ساعة يدي لآرى كم الوقت الآن وكانت تشير إلى ٢:٣٥ فجرا
بعد أن توقف السائق وأخبرني أننا وصلنا ،نزلت وأنا مابين حيرة وحماس ممزوج ببعض التوتر ،لكن استجمعت كل شجاعتي وتوجهت إلى الباب وحينها وجدت رجلا عجوزا قام باصطحابي إلى مكان رائع جدا .

كان يبدو كفندق للاثرياء ،لكن بساطته تفوقت على لمسة الثراء فقد كانت الالوان الكلاسيكية تسيطر على اغلب الزوايا به ،وكانت به بعض اللمسات الاضافية التي تجعلك تظن أنك داخل قصر لأحد الملوك.

دخلت ووجدتهم يجلسون والتوتر بادٍ على محياههم ومن ينظر إليه يظنهم بانتظار شخص مهم جدا كوزير أو سفير أو من عظم شآنه.

توجهت بخطواتها الواثقة نحوهم ثم توقفت وانحنت بلباقة ،كانت الصدمة من جمالها كبيرة فهم لم يعتادوا رؤيتها بهذه الدرجة من الجمال ،فهي لاتحب المساحيق ولا الملابس الأنثوية بشدة لهذا فيحق لهم أن يصدموا لهذه الدرجة .

جلست على كرسي كبير ،مصنوع من الحديد ويكسوه بعض الريش والقطن لراحة الجالس،شكله البسيط والجميل والأنيق لفت انتباهها وأثار إعجابها ، ما هي إلا دقائق معدودة حتى وصلت الكعكة إليهم ووضعت على تلك الطاولة الكبيرة التي تتوسط المكان ،كانت النار موقدة على الشموع المغروسة بعناية على تلك الكعكة الشهية ،ولكن قبل أن تطفئ الشموع تمنت أمنية أبسط مما يكون ثم اتبعتها بابتسامة ،تلاها ذلك الهواء الذي قام بإخماد النار من على تلك الشموع الملونة .

كانوا يسألونها عن ما تمنته ولكنها لم تخبرهم مما جعلهم يتظاهرون بالغضب بلطف !!

بعد أن إنتهينا من الاحتفال وتقديم الهدايا هممت بالعودة إلى منزلي للمرة المليون لهذا اليوم ولكنهم قاموا بإيقافي وقد أخبروني أننا سننام الليلة بهذا الفندق الجميل ،راقت لي الفكرة وقد تتحسن نفسيتي قليلا بعد أن فقدت جون أو مي صغيرتي المشاكسة
.

بعد أن توجه كلٌ منهم إلى غرفته كانت تقف هي خلف باب الغرفة المفتوح جزئيا وتبكي بصمت ،تبكي لعدة أسباب
أول الأسباب رحيل أو مي ،حبها لهيتشول،بعدها عن عائلتها،صديقاتها ،وأسباب أخرى كثيرة لا يعلم بها سوى الله قد تكون تافهة بالنسبة للآخرين ومهمة للبعض .

دخلت إلى داخل الغرفة وتوجهت إلى الشرفة المطلة على البحر وتنظر إليه بصمت مع استمرار انهمار دموعها ،أغمضت عيناها لوهلة لتشعر بجسد يعانقها ويمسد على شعرها فتغفو بين يديه ،ويقوم بحملها إلى فراشها .

ويضعها على الفراش ،ثم يغطئ جسدها خوفا عليها من نسمات الهواء الباردة ،ثم يهمس لها بكلمة "أحبك"،فيهم بالرحيل ولكن يغلبه النعاس فينام بجانبها وهو يضمها إليه ،لينعم كل منهما براحة وآمان ،وآخرون بغيرة و أمسية حقودة يملؤها الحسد .

ترى من هو هذا الشخص ؟.!

(سأترك لكم الحياة و أكتفي به)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن