مأساة يوم حقيقي...

130 5 0
                                    

مرت الايام......وبدأنا اسبوعا اخر جديد....كان في بدايته اسبوعا عاديا ..بل جميلا بعض الشيء...الى ان جاء يوم الثلاثاء.....
كا لدي اختبار احياء......لم تكن المشكلة بالاختبار قط ....بل بما سبقه من متاعب.....كالعادة استيقظت باكرا ...وارتديت زيي المدرسي ...اخترت ارتداء بنطال جينز ضيق ذو لون كحلي قاتم ...وحذاء رياضي ذو لون ابيض على جانبيه ثلاثة خطوط باللون الكحلي ....ورفعت نصف شعري الطويل عاليا بربطة شعر بيضاء مرقطة باللون الكحلي...وتركت نصفه الاخر ينسدل على اكتافي...انتهيت من كل شيء وخرجت بكامل حيويتي....وقررت ان اسلك طريق اخر غير المعتاد ....

انه اطول قليلا...وهذا ما اريده...كي اتمكن من مراجعة الاختبار اثناء سيري.....سرت في الطريق الخالي لوحدي وانا احمل كتاب الاحياء بيدي ...كان الطريق هادىء ويخلو تماما من الناس...لا اعلم لماذا ولكن اعتفد ان الجميع الان في عمله ....او ربما مستغرقون في النوم....كان في منتصف الطريق على الجانب الايسر ...بناية كبيرة ما زالت قيد الانشاء ولكن توقفت فيها اعمال البناء....

سرت بخطوات متزنة...في طريقي وانا اثبت نظري الى كتابي بتمعن ...الى ان سمعت صوت صراخ خفيف ...لكن لان الطريق خالية فقد تمكنت من تحديد موقعه....انه من تلك البناية ..التي ما زالت قيد البناء....نظرت وتمعنت جيدا بحثا عن الصوت....حتى استطعت انا ارى من النافذة التي ما زالت غير مكتمله شخصان احدهما يلصق الاخر في الجدار ...والاخر بدوره يحاول جاهدا اخراج اي صوت للنجدة....

سرت باتجاههم بخطوات هادئة ...كي اتمكن من الرؤيا الجيدة ....ام انني اتخيل....لا اعلم ما الذي دفعني للهذا الجنون ...كيف اسير نحوهم ،....ماذا حشرني بينهم....المهم لم افكر هكذا فقط سرت على غير هدى....وعندا اصبحت قريبة فعلا وتاكدت مما راته عيناي ....

وقفت وقد تجمدت كليا...كان شخص طويل القامة...يرتدي معطف اسود طويل وبنطال اسود واسع...وله شعر اسود ناعم طويل قليلا لكن يخفيه داخل قبعة سوداء غريبة هذا ما استعطت رؤيته من الخلف وكان يثبت رجل اخر ذو بطن ممتلىء وقامة قصيرة وشعر خفيف....ويرتجف من شدة الخوف ويقول بصعوبة ....لا ...استطيع.....

مما دفع الرجل ذو المعطف الاسود من اخراج مسدس لم اكن قد رأيته...ووضعه في رأسه واطلق النار بكل دم بارد...مما جلعني اتفوه بشهقة خفيفة الا انها مسموعة....كردة فعل مني على ما شاهدته...

.ادار وجهه لي ليعرف مصدر تلك الشهقة وليراني متجمدة في مكاني ....انظر اليه بعينان خائفتان مترقرقتان..واضع يدي على فمي الذي ما زال مفتوحا.....ولا استطيع نسان وجهه البشع ابدا....كان طويل الوجه...ولديه انف طويل ايضا ليس على استقامة واحدة...ويملك اثر لجرح قديم يمتد من جبهته حتى اسفل عينه اليسرى....
تمتم باشياء غير مفهومة وترك الرجل الاخر يسقط ارضا ويغرق في الدماء.....وارتدى نظارته السوداء بسرعة لانه لا يريدني ان ارى وجهه..وهو يتجه نحوي للخارج مما دفعني من الهرولة مسرعة دون اي تفكير......والدموع انهمرت على وجنتي من الصدمة ...

كان سريعا جدا ...ويتبعني وهو يحمل المسدس في يده يحاول جاهدا تحديد هدف له على جسدي النحيل الذي يتحرك بسرعة دون توقف ...ولكن لم يتمكن لذا اخفى مسدسه وتبعني...
تمكنت من الاختباء بحديقة احدى المنازل القريبة من المدرسة....والتقط بعض انفاسي....وانا ارتجف بقوة.....وبقيت في مكاني متجمدة ارتجف لفترة ....حتى استطعت التاكد من انه قد اختفى....وتسللت بسرعة فائقة وخوف كبير مما احدث لي جرح كبير في اعلى يدي نتيجة اصطدامي بشيء لم اعلم ما هو لانني لم اشعر حتى بالجرح من شدة الخوف...

سرت مهرولة....الى المدرسة....ووقفت عند بوابتها الضخمة بعدما اغلقتها خلفي كان الجميع في صفوفه ولم يبقى سوى الطالبات المتأخرات اللواتي يستمعن للمعلمة المسؤولة عن هذا الامر...وهي توجه لهن اسئلة ...لماذا تأخرتي....وانتي ...وانتي هذه عاشر مرة....

ونظروا الى منظري الفظيع...مما جعل المعلمة تدير ظهرها لي وتنظر بوجه غير مفهوم من شدة الصدمة من منظري ....فانييييليا...قالت مع تعجب...وهي تقترب نحوي.....ما بك ...لماذا تاخرتي....لماذا كتفك يننزف ولماذا زيك مليء بالتراب....ولماذا...تبكين ....وو....لم تنتهي اسألتها....التي لم اكن بالكاد اسمعها....كنت فقط احدق ...امامي وانا ارتجف.....والدموع تنهمر...

.وسرت من دون ملاحظة حتى اانني اسير او انني اهملتها.......دخلت صفي وانا على نفس الحال...اسير بهدوء...وانا احدق بثبات امامي والدموع تتصارع على جفوني للنزول....وجلست في مقعدي على نفس الحالة.....

كان الجميع قد بدأ اختبار الاحياء الذي كان اول حصة لنا....لكني فقط احدق امامي بدمائي ودموعي ورجفتي والتراب الذي يملا زيي....مما دفع المعلمة والطالبات من التجمع حولي بسرعة وطرح العديد من الاسئلة التي لم اكن اسمع اية منها .....فقط يتكرر في ذاكرتي المشهد مئة مرة في الدقيقة دون توقف...... تاركين خلفهم اوراق الاختبار دون اهتمام.....وطلبت المعلمة من احدى الطالبات احضار مطهر مع ضماد لمعالجة يدي التي ما زالت تنزف بسرعة قبل توجيه اي سؤال لي......حتى رأيت اقدام تتقدم وتقف في البقعة التي كان نظري مثبت عليها دون حراك.....وترتدي بنطال اسود ومعطف طويل ...مما جعلني اصرخ واقفز برعب قبل ان ارفع رأسي وارى حتى من هو الشخص....لارتطم بالمعلمة وانا اجهش بالبكاء....مما دفعها لاحتضاني بقوة ومحاولة تهدئتي.....تلك المعلمة تمتلك قلبا طيبا جدا ...ومزاج هادىء جدا ....كانت تحتفظ بعلاقة جيدة مع جميع الطالبات على حد سواء......اما الذي سبب لي هذا الرعب ...فكانت نائبة المديرة...ترتدي معطفا اسود طويل قليلا وبنطال اسود لم يكن تماما كذلك الرجل.....لكني لم امعن النظر بالتاكيد...

وبصحبتها المعلمة التي تجاهلتها وان قادم .....بالتاكيد اخبرتها واتت للاستفسار....سالت بتعجب واستفهام وهي تنظرر الى صديقتي لين...ماذا هل هناك شيء مرعب بي....لماذا خافت الى هذا الحد....لم تسطع لين فهم اي شيء واكتفت بالرد بالنفي مع تثبيت نظرها الي....وانا ما زلت ابكي دون توقف على كتف معلمتي.....وهي بدورها تربت على ظهري.... .
بعد ان استطاعوا تهدأتي من تلك الرعبة .....جلست في مقعدي....وقلت برجفة...وانا ارفع رأسي الى نائبة المديرة لاوقفها عن اسألتها اللانهائية....بوجه خائف وعينان ممتلأتان بالدموع..... مااات...وقلتها وسقطة معها دمعة مع عيناي اللتان تحركتان برمشة تسببت بازاحة بعض الدموع التي تراكمت عند طرف عيني حين تذكري لذلك المشهد من جديد.....

حدق الجميع بي بكل خوف وتعجب وسألو سؤالا جماعي ......من ؟؟!....من الذي مااااات...؟!!
لاجيبهم بدوري....لا اعلم ...مع تحريك رأسي بالنفي والنظر بشفقة لوجه النائبة التي تقف امامي.........

فانيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن