نهاية اليوم المأساوي...

85 5 0
                                    

حدقوا بي جميعا وقد ارتسمت على وجوههم نظرات تعجب ممزوجة بعلامات استفهام.....اجابتني بدورها... كيف؟! ...كيف لا تعلمين؟!.....اجبت....قتله ......ووقفت وبدات اروي لهن كل ما رايته ....بصوت متقطع...ووجه تغطيه الدموع....لقد اخرج مسدسه.....واطلق النار بدم بارد.....لقد راني....ولحق بي.....كاد ان يقتلني....ولكني تمكنت من الاختباء......واسرعت الى هنا ....وزاد انهمار الدموع على وجهي.....

مما جعلها تردف قائلة....حسنا حسنا كل شيء بخير ....وانتي هنا بخير....نحن حولك كلنا لا تخافي .....هيا وضحي لنا اكثر قليلا فانيليا ... دعينا نساعدك .....قالتها وهي تمسك بيدي المرتجفتان وتنظر الى عيني المليئة بالدموع والخوف......اومأت برأسي لها بالايجاب....فاردفت المعلمة التي كانت بجانبها.....اين؟!....

اجبتها....في بناية ما زالت قيد الانشاء على الطربق الطويل التابع لذاك الحي الهادىء......سألت  لين بدرورها....فاني هل انتي متأكدة مما رأيته......اجل لين اقسم لك باني متأكدة تماما مما رايته....

حسنا قاطعت نائبة المديرة صوت بكائي...الذي يصدح داخل هدوء غرفة الصف....فالنستدعي الشرطة .....إن كان ما رأيته حقيقيا فعليكي اخبارهم بكل شيء ....

وخرجت وتبعتها المعلمة التي كانت معها....هيا هيا فاليعد الجميع الى مقاعده....فلنكمل الاختبار....صدح صوت المعلمة في الصف .....بعد ان عاد الوضع الى ما كان عليه....اقتربت المعلمة مني وهمست لي فانيليا ...اعلم انك لن تستطيعي تقديم الاختبار  بهذه الحالة ضعي القلم....يمكنك تقديمه لاحقا.... اومأت لها...حسنا...ووضعت القلم بهدوء على ورقة الاختبار المبتلة بالدموع... ...

لم تمر دقيقة واحدة حتى رأيت نائبة المديرة تقف على باب غرفة الصف...وعلى وجهها علامات راحة ...فانيليا لقد وصلت الشرطة انها في غرفة المديرة ينتظرونك هيا....قالت وهي تتجه نحوي وتحاول جاهدا رسم ابتسامة خفيفة على وجهها كتحفيز لي.....

دخلت غرفة المديرة ....كان هناك ثلاثة عناصر من الشرطة....يجلس رجلان بجانب بعضهما...على الاريكة السوداء الموجودة امام مكتب المديرة.....احدهما لديه شعر اسود يتخلله البياض...ويبدو انه في الاربعينيات من عمره...والاخر...لديه شعر اسود حالك كثيف وناعم...وعينان سوداوتان واسعتان...تستقران بنظرات ثابتة على وجهه الابيض الممتلئ....
وعلى الاريكة المقابلة...تجلس فتاة ذو شعر اسود قصير مرفوع عاليا...وتمتلك وجه جميل....لم يكونوا يرتديون زي الشرطة...الا انهم يضعون شارات على ملابسهم تثبت انهم تابعون للشرطة...بالاضافة الى المسدسات المثبتة على جانب كل منهم......
انتي الفتاة التي رأت الجريمة....بادر الضابط الكبير بالسؤال.....اجل...اجبته بصوتي الناعم ....حسنا تفضلي بالجلوس واخبرينا بما رأيته...اردفت الفتاة وهي تشير بيدها لي كي اجلس بجانبها.....

جلست وبدأت اروي لهم ...الاحداث بتفاصيلها...محاولة جاهدا عدم انزال اية دمعة....كانت الفتاة تكتب بسرعة فائقة كل كلمة اقولها.....وعندما انتهيت ...قال لي الضابط الكبير...حسنا سوف نفتح محضر بكل هذه الاقوال....ونحن واثقين بان ما رايته حقيقي لانك لست اول شخص يبلغنا بمواصفات هذا الرجل....

فانيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن