..

719 28 0
                                    

- الفرار من مخيم للغجر هو في الحقيقة مستحيل , أما بالنسبة لاستنتاجاتكالاخرى فانك مخطئ لأني صرت أعرفك كفاية كي أدرك أنك حاضر أبدا لاحباط ايةمحاولة أقوم بها للأفلات جل ما في الامر أني استغرب وجود منزل مخصص للعطلةفي مكان منعزل كما فهمت من كلامك
- لقد بنى صديقي هذا المنزل منذ اربعسنوات حتى يهرب من همومه ويرتاح هناك منعناء أعماله المتراكمة عجبت لينلكلام زوجها فكيف يتوصل غجري الى مصادقة شخص ثري يبني منزلا لمجردحبه الاختلاءبنفسه !
- لابد أن صديقك ثري جدا ! انا لم أعد أفهم شيئا آه لو تخبرنيالمزيد عننفسك فلربما صارت الامور بيننا مختلفة ضغط رادولف على المكابححتى كاد رأس لين يرتطم بالزجاج الأمامي نظر اليهابدهشة وسألها :
- ماذاتعنين بمختلفة ؟هزت المرأة رأسها عاجزة :
- لا أستطيع التفسير وبالفعللم تكن تستطيع التوضيح لأنها هي نفسها لا تعلم ماذا تقصد تماما منكلامهاانطلق الغجري بالسيارة , وقاد لساعات في طرق منعزلة تتعرج بينالهضاب الخضراءحتى انعطف أخيرا في زقاق ضيق لا يعرفه أحد وليس موجودا علىالخريطة كما أبلغزوجته كادت لين تلهث عندما رأت جمال الطبيعة حولها , صخور الشاطئ ورماله الذهبيةالمترامية كأنها لا تنتهي لايزورها سوى طيورالنورس تبحث عن رزقها بعيدا عنفضول الانسان استمر سيرهما في هذا المكانالنائي حتى وصلا الى طريق صخرية لم تعرف طعمالأسفلت , فأخذت السيارة تثب علىالحجارة وراكباها يعانيان صعوبة المسلك حتىبلغا أخيرا بوابة عتيقة منحوتة فيالحجر تدل على أن المنزل بني على أنقاضبناء قديم وخلف البوابة والسور المحيطبالأرض نمت أشجار خضراء من مختلفالأنواع , وتوزعت أزهار وورود زاهية هنا وهناكتضفي على الجو رونقا وضياء كانت أشعة الشمس ما تزال ساطعة ترسل ألوانها علىالمنزل الأبيض المحاط ببساطمن العشب الأخضر وسجادة من الأزهار انعقد لسانلين من الدهشة وصعقت لجمالهذه البقعة الطاهرة التي لم تدنس عذريتها أرجلالأنسان الشرهقالت وهي تترجل من السيارة :
- آه ما أروع هذا المكان !
أجالت طرفها بين الجبال الشاهقة والبحر المترامي الأطراف في زرقة يخالطهابياض الزبد عجيبة هي طبيعة ايرلندا في جمعها سمو الجبال ووداعة البحر فيلوحة واحدة
- كيف وصل صديقك الى مكان كهذا ؟مرت لحظات تردد قبل أنيجيب زوجها :
- أن عائلته تملك الأرض منذ عدة أجيال وقد أقامت فيها مزرعة كبيرة
أشار بيده الى بقايا البناء المتهدم وقال :
- كان هذا بيتا لعمال المزرعة وجد صديقيالمكان مناسبا ليناء منزل يرتاح فيه عندما يحتاج الى الابتعاد عن عالمالاعمال والضجيج
- وماذا يعمل صديقك ؟
- لديه أملاك كثيرةجاء جوابالغجري مقتضبا يحذر لين من التمادي في طرح الأسئلة , ويعلمها بأنهما عاد يرغبفي التوغل في الموضوع أكثر دخل الزوجان الى المنزل الفخم حيث الاثاث الوثيروالسجاد العجمي والستائرالحريرية الفاخرة وأعجبت لين بالثريات والكريستالوالآنية الفضية وتماثيلالعاج والبرونز كما لفت نظرها الديكور الذواق الذينظمت على أساسه غرفة الجلوس , ثم هزترأسها مدركة.
في هذه اللحظة دخل رادولف الى غرفة النوم مرتديا لباس نوم أنيقايتناقض معشعره غير المسرح , ويعطيه شكلا فريدا جامعا بين الظاهر الانيقوالطبيعةالبدائية لايقال عن رادولف الا أنه طائر يغرد خارج سربه !
عرفالغجري ما أثاره مظهره في نفس زوجته فقال معتذرا:
- لآسف لمظهري , ولكني سأتحسنمع الوقت اذا اهتممت أكثر بالتفاصيل
- لا ضرورة للتهكم أتسمح الآن بأن أرتديملابسي فالجو ليس دافئا كفاية هنا؟لم يحتج رادولف لسماع المزيد فسارع الىتشغيل جهاز التدفئة المركزية وعلىالفور غمر المنزل دفء عارم بعد ذلك عادرادولف الى غرفة النوم وفتح خزانةالثياب
- ستجدين ثيابك وحقيبتك هنا
أستدار وأكمل:
-أظن أني رأيت بين ملابسك فستانا طويلا تأخرت لين فيالأجابة لأنها كانت تراقب بتعجب اللباس الذي يرتديه زوجهاوالمناسب له تمامامما يدل على أن قياسه معادل تماما لقياس صديقه , حتىالكمان يناسبان ذراعيزوجها المتميزتين بطولهما
- ماذا عن الفستان ؟
- أريدك ان ترتديه الليلة
مرر نظراته الشغوفة على جسمها وأكمل :
- سنتناول العشاء بكامل أناقتناكأناس متمدنين
- عدلت المرأة عن الأعتراض لأن فكرة ارتداء ثوب أنيق والجلوسالى طاولةلتناول الطعام محبذة بعد كل هذه الفترة البوهيمية , حيث تخلت مرغمةعنمبادئها المتعلقة بالنظافة والشكليات وفي الواقع وجدت لين نفسها تبتسم وهيتتصور المائدة المغطاة بشرشف مزركش بالزهور والمزين بآنية فيها ورود مقطوفةمن الحديقة المحيطة بالمنزل منحها رادولف احدى ابتساماته النادرة وهويتناول الفرشاة ليسرح شعره قبل أنيقول :
-أرى أن اقتراحي اعجبك أخرجيالفستان المعني لأراهفعلت لين كما امرها وأخذت تتمشى أمامه في الثوب الأصفرالطويل دون ان تشعربأي حرج بل على العكس قالت بعد أن أحضرت فستانا آخر ذالون أرجواني :
- ما رأيك بهذا ؟أقترب الغجري من زوجته فأحست بالرعشة تعتريهاوكأن في الرجل قوة مغناطيسيةغريبة يزيد منها طبعه المتكبر أحمرت وجنتاالمرأة وثقل تنفسها وفي ذهنهافكرة واحدة : حبها لرادولف مع اقتراب رادولفمنها أكثر زادت دقات قلبهاأكثر فأكثر وعلمت أنه لو أراد ضمها الى صدره لماأحجمت بل لرحبت بذلك بكلجوارحها لكن زوجها خيب آمالها واكتفى بطبع قبلة ناعمة على جبينها

soon , my angel!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن