اشرقت الشمس فركب سيارته يقود الى تلك الوجه التي لطالما كانت ملجئه ومكانه السري لطالما كانت تخفف عنه دون ان تنطق بشي .. بأنامله التي تتحرك بخفه ضغط على ذلك الزر المستدير ، اصدر مسجل السياره صوت يعلن عن انه تم تشغيل الراديو ، بدأت اغنيه جديده ليستنتج من لحنها انها اغنيه حزينه ، لربما فراق ، غدر ، خيانه او امل شبه معدوم ، استمع اليها بدون ان يحمل وجهه اي تعابير ، كانت الاغنيه تحكي عن رجل يتحدث عن انفصاله عن حبيبته وكيف انه يعاني من الانفصال وانهم يتمنى ان يعودو وكذلك عن عودتهم وكيف انهم تصدو للمتحدثين لذا.. فأن استنتاجه شبه صحيح ، في الواقع لم يتوقع ان تكون هكذا لان اللحن الذي تحمله من الوهله الاولى والى الاخير يوحي بالحزن لذا فهو لم يتوقع تلك النهايه ، تماماً كنهايته ، التي لم تطرء على بال احد ، اكمل وهو يقود الى وجهته يفكر في اشياء كثيره ولكن جميعها تحمل نفس المعنى ، نفس الشخص ولكن بأفكار اخرى ، الفكره الاولى ماذا ان كانو معا ، الثانيه ماذا سيحدث ان اعترف حينها بالذي اراد ، الثالثه ماذا ان لم يلتقو ، الرابعه ماذا سيحصل ان كانو لم يذهبو لذلك المطعم ، الخامسه هل انفصالهم كان الاختيار الأمثل لهم ؛لكليهما ، وغيرها من الافكار ولكن جميعا تتمحور عن ذلك الشخص ليس غيره، مرت ساعتين وهو يقود الى وجهته وصل اليها أخيراً ، خرج من سيارته وحرك قدميه بخفه وهو يحاول ان يغطي رقبته وانفه من تلك الرياح التي تصر على ان تكشف عن اجزاء جسده ، اكمل طريقه بخطى خفيفه حتى اصبح يرى الشاطئ امامه ، اشعه الشمس التي تنعكس عليه و الوان السمك التي تزينه والاحجار التي تشبه العقيق وهي بداخله تكمل مظهره تماما ليسحر عينه ، تأمله وهو واقف ، يفكر كيف انه يمتلك تلك الالوان الجميله وكيف انه في كل ثانيه ربما تخلق موجه جديده تتناسب سريعاً مع الموجه التي سبقتها ، كيف ان اصوات تلك الامواج تعنبر موسيقاه المفضله ، بخفه وصدق تتحرك تولد نفس الصوت ولكن بصدى مختلف عن التي يسبقها ، كيف انها تغطي بعض الاجزاء من الرمال وتنسحب مره اخرى ولكنها تعود لتحتضنها مره اخرى كيف انها صداقه في حركاتها حيث انها لا تحاول جذبها الى الداخل ولكنها فقط ترويها من مياهها ، خلع احذيته عند بداية الشاطئ و بخفه كعادته نزل ليتكأ على كفيه ويسقط قدميه في المياه ، بروده ... كان اول استنتاجه كالعاده، لم ينتظر الى ان تعتاد قدميه على برودتها ولكنه فقط اكمل سيره داخل البحر ، احب شعور البروده الذي اصبح ينتابه ، احب كيف انه يشعر بالحجاره وهو يضغط عليها بقدمه ، احلم كيف ان المياه تسللت بنطاله لتلمس بشرته ، احب كيف ان الهواء يضرب بشرته ويلعب بشعره ليتطاير معها ، احب كل شعور لم يستطع وصفه او لم استطع انا ان اوصله لكم .. انه فقط معتاد على هذا ، ولكن في كل مره يقول بهذا تبدو وكأنها مرته الاولى ، في الحقيقه انه يكره البحر ، كونه مخادع ، يتظاهر بالجمال والبراءه في حين انه يحمل بداخله معظم ارواح البشريه الذين غرقو بسبب حبه ، ليستكشفوه فقط ، او للاخرين الذين كانو يحملون نيه طيبه فقط ليصتادو ولكنه كان جشع ليتقبل حقيقه انه لم يأتو لاجله بل لاجل الذين يحمله لذا.. اغرقهم فقط، انه فقط خداع، توقف وهو اغمض عيناه ، ليستشعر اكثر كل تلك الاحاسيس ، ليتمعن فيها بدقه اكثر ، ابتسم وهو يحرك يديه بخفه بداخل الشاطئ يشعر بالرمال تحت قدميه تسحبه اليها راغبه به ، ومن لا يرغب؟ بشخص مثله ، ان الشاطئ يعتبر ثاني اكثر شي حظا كونه محبب لقلب الذي بداخله الان لانه يستطيع ان يلمسه كما يريد ، غطس فجأه بداخله ليتحول الشعور الدافئه الذي كان يشعر به جسده منذ لحظات الى بروده عاليه ، اغرق نفسه اكثر يستمتع بلعب المياه بشعره يميناً و يسارا ، حاول دفع نفسه للاسفل اكثر حتى لمس باقي جسده الرمال ،تقوقع حول نفسه مغمضا عيناه افرغ الاوكسجين الذي تحمله رئتيه ، لم يشعر بما حوله ، كل ما يسمعه هو صوت الشاطئ ،وكل ما يشعر به هو دموعه التي تختلط مع المياه , لم يدرك نفسه ليطفو جسده فوق البحر ليعلن عن فقدانه للوعي ، استيقظ بعد فتره شبه طويله ،على الرصيف ، امام شخص ما ، لم يستطع تميز ملامح بسبب رؤيته الشبه منعدمه ، كشخص شبه اعمى لا يرتدي نظارته ، " هل انت بخير؟ ، هل تسمعني؟ ، هل تراني؟" كانت اول كلمات تحط على اذنه لتعلن انه لم يذهب الى اي مكان اخر ، انه واقعه فقط لا غير ، حاول ان يرفع جسده الممدد ونجح ، اشاح بعينيه ينظر حوله ليستنتج انه لا يزال في نفس الشاطئ ، " الا تستطيع التحدث؟" جمله جعلته يدير وجهه ليلتفت لمن انتشله من الشاطئ ، نظره اعتاد على ما يراه فأستطاع رؤية وجهه جيداً ، فتح فمه مترددا فيما سيقول لم يستطع التفكير جيدا ولكن تحرك فمه وحده ليقول "شكرا.. لانقاذي" رفع جسده واتجه للشاطئ مره اخرى ، شعر بجسده يلتف اثر سحب الرجل المجهول له ، " ماذا بك اتحاول الانتحار ؟ كيف لك الا تقدر الحياه التي تملكها ماذا عن روحك وجسدك كيف لم ان تضحي بكل هذا للحظات مريره ؟ ان اردت الموت فلا تقتل نفسك بالغرق ماذا عن الانتحار من فوق جسر او عماره بدلاً عن قطع اوردتك ، فالتتوقف عن تعذيب نفسك" انتهى الرجل من حديثه لينطق الاخر " هل انتهيت؟ " واستدار مره اخرى ليكمل طريقه ، انه يعلم ان هذا يعتبر وقاحه كونه يستدير لشخص لايزال يتحدث إليه ولكنه توقف ليتقط انفاسه ، اكمل طريقه مره اخرى فلحقه الرجل المجهول مره اخرى وجعله يستدر للمره الثانيه له ، "ماذا بك هل انت يأس لهذه الدرجه هنالك غيرك من يعانو اكثر منك ، هنالك غيرك من يحملون ألماً وجروحا اكثر مما تحمله يدك ولكنهم لا يزالو على قيد الحياه ، فالتتوقف عن جعل جسدك وروحك يعانو اكثر ولتستسلم لما هو مقدرا لك" ، نفس جملته الاولى كررها "هل انتهيت؟"واستدر ليكمل طريقه ، توقف في بداية الشاطئ ليروي قدميه قليلاً بالماء ومن ثم انتعل حذاءه ، استدار ليعود الى سيارته ويخطى في طريقه ذلك الرجل المجهول ، في الحقيقه ، لم يكن ينتحر او انتحار ،بل وانما هكذا هو يسترخي دائما ، هكذا هو يخفف عن ضغوطه ، هكذا هو وهكذا كان وهكذا سيكون ، وايضا عندما عاد لم يخطط للانتحار بل وإنما ليرتدي حذائه ، وصل الى سيارته وفتح الباب ليدخلها ولكن يد ذلك الرجل المجهول منعته ، تحدث وهو ينظر للاسفل وما الى ذلك ، "انا اسف ، لقد استنتجت سريعا والقيت عليك بكلام لم يجدر بي قوله ، اعتذر مره اخرى" تحدث الاخر "اوه ، حسنا" وعاد مره اخرى ليركب سيارته ، تجاهل الرجل الذي يقف في الخارج وقاد بسيارته مبتعدا عن الاخر ، |مزعج| ذلك كان استنتاجه عن الاخر
أنت تقرأ
LET'S SWIM TOGETHER ▪
Lãng mạn-بدايةً اضع بين يديكم رواية محببه لقلبي جدا تشاورت مع نفسي كثيرا ما ان انشرها او لا ولكن في النهاية قررت نشرها. -رواية تحمل جزء من حياتي. -تحمل بداخلها الصنف العادي والشذوذ كذلك ولكن يطغى بها الشذوذ. الاسم بالانقليزي : LET'S SWIM TOGETHER. النوع : ع...