الجزء الرابع ▪

802 38 85
                                    

تجاهلو لو في اخطاء لاني ما دققت على البارت عشان لا اغير شي.

تلك المواقف التي تعجز الكلمات عن وصفها .. ذلك النوع من المواقف هو ما وضع به سونقهيون .. فلقد علم بحياة رئيسه بأكملها .. علم مالذي يحمله ذلك اليوم الذي الى الان يعاني منه رئيسه.. علم بقصته بالكامل .. بالتأكيد ستتسألون كيف له ان يعلم وهو لم يتحدث مع رئيسه ولكن بذلك اليوم الذي تمت به دعوته به هو والاخرين الى حفل الترحيب وبالتحديد حينما كان صديق جييونغ "يونغبي" سيوصله ، رن هاتف يونغبي ليطلب من سونغهيون ان يوصل جييونغ لان عليه الذهاب الى مكان ما للضروره ، فقد انتهى به المطاف يوصل رئيسه ، انه بالتأكيد يعرف منزل رئيسه لانه كلما ينتهي جييونغ من عمله يتبعه سونغهيون بخلسه ليطمئن عليه ، انه حتى لا يعلم لماذا يقوم بفعل هذا ولكنه يظن انه يمتلك كامل الحق للحفاظ على رئيسه وحمايته ، حينما وصل سونغهيون الى منزل جييونغ ، قام بحمل رئيسه على ظهره ليدخله الى منزله ، حينما دخل ، اول ما فعله كان اصداره ل شهقه ، لروعة ما رأه ، انها حقا كالاحلام ، تلك الشقه تغنيك بمئه مره عن جناح فاخر في احد اشهر الفنادق ، فقد كانت بالحد ذاته وبكل ما تعنيه الكلمه من فخامه ، انها حقا الافضل على الاطلاق ، لم يطل تأمله للمنزل بسبب حركه جييونغ ، انفاس رئيسه تضرب عنقه ، او عندما يغرق رئيسه رأسه في ظهر السيكرتير لتتلامس بشرتهم بشكل غير مباشر تبعث بعض الكهرباء لجسد السيكرتير ، بحث سونغهيون عن غرفة نوم الرئيسه الى ان وجدها ليضعه على السرير ، جلس بجوار رئيسه الذي يتحدث بلغه غير مفهومه ، بقي يتأمل وجه رئيسه ليخبره بصوت شبه مسموع "فالتدعني اقترب منك ، اريد حقا ان اعرفك اكثر ، عن قرب لماذا لا نصبح اصدقاء ، يمكنني حينها مشاركتك الم ، يمكنني حينها معرفة ما تبكي لاجله ، معرفه من حاولت الانتحار بسببه ، يمكنني حينها التعرف عليك اكثر فأكثر.." ليرفع بعد ذلك يده لتستقر على شعر رئيسه ويحركها بخفه لتكمل مرورها بعد ذلك الى وجهه تتحسس بشرته بشكل اعمق بدايةً من جبهته وصولاً الى ذقنه ، اراد ان يكمل ولكنه استطاع منع نفسه ، تحرك رئيسه قليلاً ليتحدث بعد بذلك بنبره لم يسمعها سونغهيون ابدا 'تشوي .. انت هنا ، لقد افتقدك ، ظننت انك حقا نسيتني ولم تعد تتذكرني" انهى جملته ليضع يده بعد ان رفعها على خد السيكرتير ، فتح الرئيس عينيه قليلاً وبقي ينظر الى وجه السيكرتير قليلا حتى تتضح الرؤيه ، 'سونغهيون..' همس لتسقط يده بسرعه معبره عن خيبة الامل الواضح ، همهم السيكرتير مجيبا الاخر ومن ثم خلع عنه ربطة عنقه ليغطي الاخر ويذهب خارجاً..
توجه الى المطبخ فسكب له كأس من الماء ليجلس على طاولة الطعام يفكر وهو لا يعلم بماذا يجب عليه التفكير ..
.
.

في الحقيقه الرئيس لم يكن نائماً بل وانما استمع لكل ما قاله سيكرتيره له لذا توجه الى حمامه ليغسل وجهه بماء بارد حتى يستفيق قليلا ومن ثم توجه الى السيكرتير والذي عثر عليه في المطبخ يجلس على طاولة الطعام يفكر بشيء ما ، بدأ حديثه دون اي مقدمات وهو يسحب الكرسي ليهبط بجسده باهمال مفاجأً السيكرتير ومن ثم رفع قدميه من الارض محاولاً ان يحشرها تحته ونجح ، "فالتخبرني بصدق مالذي تريد ان تعرفه؟" اجاب السيرتير بصدق متفاجأ قليلاً  من صراحة الاخر "اريد معرفة الكثير من الاشياء ، اولها اريد معرفه ما حصل في ذلك اليوم ، انه كل ما تهمس به في نومك ، في نفسك ، في عملك ، حينما تريد الموت تظل تهمس به ، حتى في وعيك ، اريد حقا معرفته ." لم يتفاجأ الرئيس من السؤال بل وانما تنهد بصوت واضح ، "مالذي تريد معرفته به؟" " اريد معرفه سبب كونك تعتذر بأستمرار معرفه السبب الذي جعلك اسفا هكذا ، ذلك ما اود معرفته." تنهد بعمق قبل ان يبدأ بسرد قصته للسيكرتير ،  "بدايةً في الحقيقه انا شاذ ، لذا كنت بالفعل مرتبط بشخص ما ، وقعنا في الحب ونحن صغار بعد علاقة كانت تملئها العداوه ، كنا واقعين لببعضنا البعض لاقصى حد ، لم يمر يوم قط لم ترى بعضنا البعض به ، وان لم نستطع بسبب بعض الظروف القهريه كنا نتحدث على الهاتف طوال الوقت لنشعر بوجود الآخر مع الاخر مضت سنوات عديده على علاقتنا ،قبل ما يقارب الخمس سنوات وفي يوماً ما كنا حينها ذاهبين معا لحضور حفلا ما ، كنا بالفعل سعيدين هكذا ، لم يكن ينقصنا شي ، كنا بالفعل حينها مكتفين ببعضنا البعض ، كان كل منا يكمل الاخر بالرغم من شعوره بالعكس ، في ذلك اليوم اخبرني ذلك الشخص بانه سيأتي ليقلني لنذهب معا ، الحفل كان من المقرر ان يبدأ في التاسعه ، انتهيت من الاستعداد للحفل في الثامنه ليتصل بي بعد ذلك يخبرني انه بالفعل في الاسفل ، نظرت الى نفسي نظره اخيره في المرأه لاشجع نفسي وانزل من الدور الاول من منزلي واذهب اليه ، وكعادته حينها رفع بصره من هاتفه بعد تأمل صورتنا التي اتخذت من هاتفه حيزاً كبيراً ، القى ببعض الكلمات المبتذله ليعبر بها عن جمالي في حين انني لم اكن اجمل منه ، انه وسيم لدرجه الموت ، فتح لي باب السياره ودخل بعد ان جلست ليقبلني قبله خفيفه ولكن عميقه في الوقت ذاته ، صعد في مقعد القائد لنسير بعد ذلك الى الحفل،  كنا حينها نتبادل الحديث ، استمعنا قبلها الى اغنيتها المفضله ، كنا حينها في خط السرعه به دون حد بمعنى انك تستطيع ان تقود لاقصى حد ولكننا اكتفينا بان نسير على سرعه 140 ، بضحكات تملئ السياره ،  وحب يطفى فوقنا ، وبسبب حركه غبيه صدرت مني ، بسبب تلك الحركه السخيفه فقدت كل شي ، حب حياتي ، عشقي ، روحي ، تحركت من مقعدي لاحاول الوقوف حتى اقبله في شفتيه ونجحت،  حينما فعلت هذا ، كنت بالفعل قد حجبت عنه الرؤيا، رؤية الطريق ، حينها كنت حقا قد ابتعدت بسرعه حتى لا نتمادى اكثر ، في حين انني وعدته بان هذه الليله ستكون مختلفة تمام عن كل ليله نمضيها معا ، وفي وقت ابتعادي عادة الرؤيا مره اخرى لتظهر امامنا لوحات تحذيريه بان هنالك خلل بالطريق لذا يجب ان ننعطف ، ولكن حينما ظهرت كنا بالفعل قد تخطيناها ليظهر بعدها بقليل شارع محطم تماما ، ضغط ذلك الشخص المكابح بشده ليرتطم جسدي بمقدمة السياره الداخليه فشعرت حينها بجزئي الايمن وهو يرتد بقوه و بدأت السياره في الدخول في موجه من الدوارن وانا اشعر بجميع اعضاء واجزاء جسدي الداخليه والخارجيه وهو تلتطم بالباب لاشعر بفصل ذراعي عن جسدي في حين انني كنت احاول ان اتمسك بذلك الشخص شعرت بالسياره وهو تتقلب لاكثر من مره، ليخترق الزجاج ارجاء جسدينا ،  عيناي كانت تراقبه وهي تحاول حمايته ، في حين انني شعرت بان اجزاء جسدي باكملها تحطمت بالفعل ، لم يختلف الاخر عني سواءً فقد اتخذت الدماء حيزاً  كبيراً  من جسده ، توقفت السياره بعد ان تقلبت لمده لا تتجاوز الدقيقتين اكثر من 10 مرات ليهبط جسدي وجسده بقوه على السياره وهي مقلوبه ، لم استطع التحرك لاخرج فقد كنت في حال يرثى لها وهو كذلك ، دماء تسيل من ارجاء وجهه تعلن عن ان رأسه قد تضرر وبشده ، يده اليسرى كانت بالفعل ملتويه لتتحول الى يد رُكِبتْ بالشكل الخطأ ، في تلك اللحظه كان عينان بالفعل تنظر لبعضها البعض ، كنا نحاول حمايه بعضنا ، علمنا حينها بأن هذه هي لحظتنا الاخيره معا،  هنا سنتفرق ، كنا على يقين بأننا سنموت هكذا ، فقد حاول كلانا ان يشبع نظره من الاخر بالنظر اليه ، لقد كان ابشع حادث قد يصيب اي شخص ، وهو ينظر لعيناي حاول تحريك يده اليمنى التي قد تصبغت باللون الاحمر  لتصل الى يدي الملقى باهمال ، فحاولت انا كذلك تقصير المسافه ليضع يده فوق يدي ونجحنا ، سمعته وهو يحاول بجهد يملأه الالم من كل الجهات ان ينطق ب (احبك) ، لتدمع عيناي تلقائيا غير آبِها بالالم الذي يخترق جسدي لتلك الكلمه وتتحول حينها رؤيتي التي كانت تحاول مسبقا ان ترسم وجهه الوسيم المشوه الى رؤيه ضبابيه ليعلو عليها السواد لتنغلق عيناي ببطء معلنه عن رظوخها التام للموت الان ، حرك ذلك الشخص يدي لتُفتح عيناي بثقل شديد حتى يخبرني ان لا اغمض عيناي ، يخبرني ان لا استسلم للموت الان ، يخبرني ان اليوم ليس موعد افتراقنا ، يخبرني ان اكمل النظر له ، كان يخبرني بالكثير من خلال تلك الحركه الصغيره ، لم نستطع الصمود معا كثير فقد انغلقت عينانا بتلقائيه ، لتتحول حينها تلك الضحكات التي كانت تصدر مننا قبل قليل الى تنفس بطيئ يحاول ان يستقبل بعض الاوكسجين ، لم نشعر كلانا بعد ذلك بأي شيء ، ولكننا كنا نستمع لبعض الاشياء ، اصوات الكاميرات وهو تتلهف محاولاً ان تلتقط الصور حتى تنشرها في صحفها ، او رجال الشرطة وهم يحاول ان يوثقو كيف وقع الحادث والمسببات ، او رجال الاسعاف وهم يحاولو انتشال اجسادنا من السياره ويحاولو تفسير ما قد تعرضنا له ، بعد مرور ثلاثة اشهر ، استيقظت لتواجه عيناي ببطي اللون الابيض لتستقبلني بعد ذلك الممرضه وهي تخبرني ما ان استيقظت وما ان كنت استطيع الرؤية ، وحينها بسبب رؤيتي للون الابيض جزمت انني عميت ولكن عندما حاولت تحريك عيناي للجهه اليمنى حتى استوعب اكثر رأيت اجهزه تحمل اشارات ورموز لم استطع فهمها ، مرت دقائق معدوده ليعاد بها سيناريو الحادث من جديد وبتفاصليه الكبرى جميعها ، لم اتحدث حينها بشي فذهبت الممرضه لاستدعاء الطبيب المشرف على حالتي ، سألني بعض الاسأله ولم استطع الاجابه فهز برأسه متفهما ليقول (كما توقعت لن تستطع التحدث حيث انك لم تكن بوعيك منذ ثلاثة اشهر لذا يبدو ان صوتك يحتاج ان يتدرب وستستطيع التحدث بعد ثلاثه ايام ان واصلت التدريب ) اصبت بصدمه حينما علمت انني هنا منذ ثلاثه اشهر ، هذا يعني بانني كنت في غيبوبه ، فطلبت منه وانا احرك يدي محاولاً رسم قلم و دفتر حتى اكتب عليه فتفهم الامر ليخرج قلمه ودفتره لامسك واكتب فوقه (اين هو الشخص الذي كان معي في الحادث؟).

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 31, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

LET'S SWIM TOGETHER ▪حيث تعيش القصص. اكتشف الآن