الخذلان

70 4 4
                                    

استيقظت سارة منتصف النهار وجهها شاحب و عيناها كانتا ذابلتين كأوراق الخريف ، اه كم كانت ليلة مرهقة فمن كان يعرف أحاسيس الجياشة التي تحملها سارة يدرك جيدا كم هي صعبة معانتها طوال اليل
عند استيقاضها وجدت رسالة من حبيبها ، اعتقدت انها تحمل في طياتها الاعتذار و التأسف إلا انها عكس ذلك تماماً فهو ينبهها بأنه سوف يرحل الى بوسطن من اجل حضور تظاهرة لفن السحر و الخدع البصرية و غيابه ليومين او ثلاثة على الاكثر ..
لم تستغرب كثيرا لأنها اعتادت على غيابه و اللامبالات مع ان الشيء الذي احزنها كثيرا بالأمس هي قيمة الرسالة ،
فدوما كان إليسيو يستهزء بكتابتها ، فهو يعتبر الادب هراء و الشعر إفتراء و ليس فن , فالفن بالنسبة له هو تحويل الواقع الى خيال اما الكتابة فيعتبرها سهلة المنال
مسحت سارة جفنيها ثم ذهبت للحمام , اغتسلت و بعد ذلك تناولت قهوتها المعتادة فهي مدمنة على مادة الكافيين
قد تصبر على كل شيئ الا القهوة ، ثم قامت بترتيب منزلها ، بعد انتهائها من الأشغال و كما هي العادة الولوج الى عالم الكتابة  الا انها لم تستطع ان تحمل قلم لانها احست بثقل الالم ، كانت الافكار تطاردها    و كأنها تمزق مفكرتها
فهناك العديد من الأسئلة كانت تطرحها على نفسها ،  ، لماذا دوما يعاملني هكذا ? هل انا عائق بالنسبة له ? هل هو يحبني
لقد ارادت ان تسمع منه و لو إجابة ، لكن في نفس الوقت كانت متخوفة منها ........
كل هذا اصابها بدوار ،فكثرة اليأس تأدي الى الإكتئاب و الذي يعتبر كالورقة السوداء في الكتاب
فالإكتئاب يؤدي دائما الى التفكير السلبي ، فبه يعتبر الممات افضل من الحياة 
لكن سارة ذكية بما فيه الكفاية ، لذلك أخذ تشرب دواء الصداع ثم جلست تفكر بعمق
الا ان اتخذت قرار وهي ان تتناقش في الامر معه عند عودته و معرفة كل شيئ
فبهذا القرار الذي اتخذته ، احست انها تنفست بعض الشيئ و زال عنها بعض من الهم
بعد 3 ايام من سفر إليسيو لم يعد !!!
اصبحت سارة قلقة للغاية فلم يتصل بها و لم يكلمها منذ تلك الليلة ، فكل الاحتملات و ضعتها نصب عينيها من احتمال تركها و مهاجرتها الى احتمال اصابته بمكروه ، منذ ذلك اليوم لم يزرها النوم و لو للحظة.
بعد اسبوع من الغياب ، سمعت الباب يدق ، اسرعت بل ذهبت مهرولة له ، فتحت الباب إذ بالشرطة
قال لها مفتش الشرطة هل انت زوجة إليسيو ...
طبعا انا ماذا جرى له ، هل هو هو بخير ، اين هو ، ارجوك اجبني اين هو !

تفاعلو معنا  فتعليقاتكم تفيدنا و اهتمامكم يفرحنا و شكرا

سخرية القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن