Chapter 1

2.2K 49 28
                                    

تنفس نايل بعمق وهو يفكر بحجم الالم بداخله وحجم الخيبة التي فكر بانه لن يستطيع العيش معها ولكن ها هو يعيش الان فحقاً الانسان مخلوق يهتم بتلك التفاصيل يهتم ب"ماذا لو؟"  وعندما يحدث الشئ الذي افترضه يعيش ليفترض شيئاً اخر ليخاف من حدوثه فنحن نعيش على الخوف .. تنفس بعمق رياح ديسمبر الباردة التي لطالما صدق بانها تحمل الالام ومعاناة البشر لسنة كاملة هذا هو الشتاء بشكل عام كئيب وبارد يوقظ المشاعر النائمة ليجعلها ترتجف داخلنا لكن مشاعره لم تنم يوماً يتحمل ازعاجها وجوعها الدائم يوماً بعد يوم انها تنخر قلبه وتخدش روحه هذه الرياح الباردة خدشت روحه كالزجاج والعالم من حوله يتهاوى وهو يقف وحيداً يحدق بالشوارع الفارغة والترانيم  تصدح في الكنائس ...

وقف هناك طويلاً وهو يعد اللحظات التي تفصله عن السنة الجديدة فقط ليحظى بشرف القول انها ماتت في السنة الماضية تسمر مكانه لدقائق قبل ان يسمع اول اجراس الكنائس واولى الالعاب النارية بدا العالم وكانه انفجر للحظة
وعد نفسه بهذه الذكرى طويلاً عندما تحين راس السنة سيذكر الالامه  كلها

لكن لا شئ التمع في راسه لاشئ اطلاقاً!
سوى القبلة الاولى واللمسة الاولى واختلاجات باتت عنيفة في قلبه .... لكن ماذا عن القبلة واللمسة الاخيرة؟
احمرت عيناه وهو يشعر بالشعور الكاسح للالم يجتاح صدره مضعفاً اياه شهق وهو يرتجف ويشعر بمدى ضعفه الحقيقي ارتجفت يده وهو يضم وشاحها بيده تنشق العبق اللطيف لها قبل ان يغمض عيناه وهو يذكر مرته الاولى في السقوط لها
سقط بشكل عنيف حتى انكسر

هناك في مكان ما عميق في ذاكرته تذكر لقائه الاول
تذكر كيف عانقت يداه يداها وهو يغرق في عيناها صدق دوماً بمقولة لا يوجد حب من النظرة الاولى وفعلاً لم يكن هناك حب من تلك النظرة ولكن كان هناك اعجاب عميق بصوتها الراسخ وابتسامتها المشرقة وشعرها البني وقبل كل شئ صفاءها الناصع

"ليس عليك ان تذكرها كثيراً فقط انسى وتستمر الحياة" تذكر هذه الكلمات بالم مزق اوصاله تذكر كيف قالها له ليام الثمل وهو يحيط عنقه بذراعه لكن ماذا لو لم يستطع النسيان ماذا لو انه فقد الامل ؟ -وكانه لم يفقده-

مر على رحيلها ثلاثة ايام وساعتين وثلاث دقائق ومازالت الثواني تمر لتصنع دقائق اخرى والدقائق تصنع الساعات وكل ذلك يصنع عمره بدونها

اطلق العنان لشهيقه ليغطي على ترانيم عيدالميلاد وعلى اصوات الناس المتزاحمون مع احبابهم

الا هو كان وحيداً كما لم يكن من قبل لما دوماً يؤخذ منا من نحب؟
"ربما لانهم كانوا سوءاً لنا منذ البداية" رن صوت القس كريستيان في راسه وهو يبارك جسدها استعدادالنقلها لمثواها الاخير
"لكنها لم تكن سيئة اطلاقاً"احتج بصوت خافت وعيناه الحمراء منتفخة

"بني هذه مشيئة الله ان اراد ابقاها وان اراد اخذها" قالها باصرار وهو يستمر بما يفعله

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 15, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Statue|تمثالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن