عواء روح

530 38 86
                                    

إلى تلك الصديقة الراحلة دون وداع

إلى التي لم تخن ، إن تلك التي لم تغدر بل هونت علي ألم رحيلها

اتذكرين ! اتذكرين كلامك الغامض ، كلامك الغريب !؟

إن كنت نسيتي ، أنا هنا لأتذكر.

كنت دائما أستمع إلى آهات حروفك ، كنت دائما أشعر بثقل أنفاسك ، لكنني لم أكن يوما مصدقة لأقاويلك.

كنت أكبر مني ببضع قرون ، على الاقل هذا ما كنت أشعر به حين أكون جانبك ، صغيرة أنا أمامك ، صغيرة جدا أمامك.

لا أعلم إن ٱصطحبتك غفوة الحياة ، أم مازلت على صحوة الموت ، صدقا لا أدري أين تترددين و متى تنامين أو حتى بما تفكرين.

أعلم أنك تحبين القراءة ، لا بل تعشقينها ، لربما يجمعنا القدر على صفحات عمري ، و يجعلك تقرئين كلامي و تتذكرين الطفولة .

كل كلمة من عبير شفتيك ، أحفظها بوجعها عن ظهر قلب.

كل فكرة من صيحات دماغك أدركها حد الصدق و الإيمان.

كلمات ، هذه مجرد كلمات ، غيرت في نفسي ما غيرت ، أحرقت ما أحرقت و بنت لك تمثال للوصال البعيد.

لعل صدى فراقك المؤلم ، يصلك ، لعلك تقرئين مجددا كلامك فتستفيق عاطفتك و تعودي إلي لتقصي المزيد.

كلماتك محفورة بغصن شجرة الصفصاف التي كنا نلعب سويا تحتها ، كلماتك منحوتة على الجدار الداخلي لقلبي ، كلمات لن أنساها ما حييت.

أتذكر نظراتك و أتذكر نبرتك المنكسرة بهمجيتها ، حين أفصحت المجال للصراحة أن تجد مكانا بين قلبينا.

كان هذا كلامك ، إقرئيه إن وجدت و ٱشعري به إن فنيت .

هذا كان كلامك ، تمعني سطوره ، علك ترجعين لمن كانت يوما سرك :

{ ذئب سماوي اللون ، لامع المدمع ، متعب الخطى .

سمفونيات من الألم تتحرر من فاهه المهجور كرف مكتبة لا قراء لمجلداتها.

فرو ناعم يدفؤه و يحمي جثته المتجمدة برياح الوحدة .

قلب نابض بالوجع المضني و المرارة القاتمة .

عقل منهك بأفكار الظلام .

ذئب وحيد لا أهل له و لا أصحاب .
ذئب ضائع لا وطن له و لا مهرب .
ذئب كئيب يدمن التعاسة.

عواء روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن