انا فتاة عادية.. عائلتي متوسطة الحال.. أرتاد جامعة الفنون في المرحلة الثانية.. أبي رسام وموظف في الدولة.. وامي ربة بيت... لدي من الاخوان ثلاثة أصغر مني ومن الأخوات واحدة لم تبلغ السنة ... حياتي مملة إلى آخر حد! استيقظ في الصباح الباكر.. اغسل أطباق عشاء الليلة الماضية واوقظ اخواني الثلاثة أقف إلى جانبهم كي يغسلوا اسنانهم ثم يبدلوا ملابسهم ويتناولوا شيئا" ثم أودعهم ليذهبوا إلى مدرستهم.. ثم أبدل ثيابي وأذهب إلى جامعتي مشيا" على الأقدام لأنها قريبة....في الجامعة حياة أخرى... ربما لأني جميلة بعض الشيء احس بهذا الاختلاف... احس أنني محط اهتمام بعض الشباب.. ولكن لم يأتي حتى الآن شاب وصارحني بأعجابه بي... ربما وكما تقول صديقتي إيلاف(انت لاتهتمين بمظهرك والشباب مولعين بلمظاهر)... ليست مشكلتي اني فقيرة جدا لاشتري الملابس بل مشكلتي اني لا أملك الوقت لتجميل نفسي وترتيبها...
دائما ما اكذب على نفسي واقول.. انا لا أهتم أن أنال إعجاب أو حب الشباب.. يكفيني حب ابي وامي واخوتي واساتذتي... ولكن كل هذا يصبح كذبا عندما اخلو لنفسي وانظر للفراغ الذي حولي... ليتني مثل زميلتي منال.. وحيدة لأهلها مرتبة وجميلة.. وكل الشباب يلاحقونها...الكل يتمنى أن تصبح صديقته وانا اتمنى ان اكون محلها.. ولو ليوم واحد..
استيقظ من حلمي على صوت ضحكات اخوتي العاليه .. لايكفون يلعبون وقت قيلولتي... ااااه كم اكرههم عندما يفعلون هذا بي... واختي التي تصرخ وتصرخ حتى أكاد اجن... أمي اكرهك لماذا لاتسكتيها... ااااااه كم أكره نفسي لاني ولدت هنا.... أكره الحياة التي انا فيها... ااااه منك يا أبي والف اااه ليتك وافقت عندما عرضوا عليك العمل رساما في أمستردام.. قلت لا أستطيع بسبب امي المريضه.. هاهي ماتت جدتي فماذا استفدت!!
يبدو أن الملل والكابة موسمين في قاموس حياتي....
....
.......
مضت العديد من الأيام.. واذا بي في أحد الليالي...هالة.. هالة.. هااااااالة.. ابنتي هل تسمعينني؟؟!!
استيقظت.. أمي أين أنا...؟ ؟؟
بكت امي... كثيرا بكت... عندها علمت اننا في المستشفى... هدأت قليلا ثم قالت... إلا تذكرين ماحصل؟!
ماحصل!!!! لا لا أذكر شيئا!!!
أجبتها..لا مالذي حصل قولي بسرعه؟؟؟؟
لكنها بكت وبشدة... حتى جاء الطبيب واخرجها من غرفتي..
بقيت في سرير المشفى انظر إلى ساقاي الملفوفتان بلشاش... وإلى يدي المشدودة إلى عنقي...!!!
بعدها جائت فتاة إلى غرفتي.. قالت كيف حالك..
أجبتها.. قولي لي مالذي حصل لي؟!
قالت.. ولكني اخاف ان تنزعجي..
الححت عليها فقالت... :لقد تعرضت وعائلتك لحادث سيارة خطير.. كنت انت واباك واخوتك الثلاثة في السيارة... ولكن البقاء لك في والدك واخواك احمد وعمر.!!!!!!!!
!!!!!!!!!!
صرخت بقوة ااااااااااااااااااااه حقيرة كاذبة اخرجي نادي امي... بكيت وصرخت حتى أحسست بالعمى!
