الجزء الاول

1.1K 8 8
                                    

  الزواج بين الانس والجن 

 هل هناك تزاوج حقيقي بين الإنس والجن كما يعتقد البعض ؟ سنتناول في هذا البحث إشارات من الكتب السماوية والأحاديث الشريفة وما رواه السلف عن ذلك . في القرآن الكريم يقول تعالى : { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ } ( الأنعام - 128).

- نلاحظ هنا جملة (يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس). - كذلك جملة ( ربنا استمتع بعضنا ببعض ) . والجملتان قريبتان في المعنى، أو أنهما تؤديان إلى معنى متشابهاً. فالأولى (قد استكثرتم من الإنس) تطرح سؤالاً واضحاً عن معنى الاستكثار وكيفيته، هل هو استكثار بالتزاوج والذرية ؟ أم استكثار بالانتماء لفكرة واحدة أو متشابهة كأن يصبح الإنسان ذو ميول وأفكار وأعمال شيطانية بحتة بحيث ينطبق عليه لقب (شياطين الإنس) ؟ أم بالاحتمالين معاً.. أي التزاوج والانتماء ؟
في التوراة  في العهده القديم نجد : 1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2 أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3 فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً » 4 كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ. (التكوين- الإصحاح السادس ).
لاحظوا جملة: ( أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا ).
وكذلك جملة: ( وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ )
فهل يوحي ذلك بوجود تزاوج حقيقي بين الإنس والجن ؟  ثم ما معنى أبناء الله ؟  هل هم من الجن والشياطين المتجسدين بصورة بشرية ويزعمون أنهم ملائكة مصلحون ؟ - مما لا شك فيه أن الأخذ من الإسرائيليات فيه الكثير من الشوائب، ومع أننا هنا نقرأ حدثاً تاريخياً أسطورياً ( نوعاً ما ) قد لا يكون صحيحاً بمعناه، ولكنه صحيح بحدوثه، خاصة وأن الأساطير الإغريقية تروي الكثير من هذه المعاني، فـ (أشيل) مثلاً كان ابن الإله زيوس، وكذلك هرقل، وكانا متجسدان على الأرض كأي واحد من أبناء البشر كما تروي إلياذة هوميروس. وكذلك الأساطير التي تتحدث عن قارة اتلانتس وسكانها الشفافون الذين انتقلوا إلى الكثير من بقاع العالم أثناء غرق قارتهم، حيث كانوا يتزاوجون مع سكان المناطق التي يحلون بها، علماً بأن سكان تلك المناطق كانوا يرون فيهم آلهة أو أنصاف آلهة بسبب تقدمهم العلمي والمعرفي عن أقرانهم من بني البشر آنذاك حسب الأساطير القديمة.
حول العلاقة الحميمة بين الانس والجن فيما يلي : - يمكن للجن ان يقع في عشق الانس تماما كما يعشق بنو الانسان بعضهم بعضا. - الجن «النواقم» و«الواعرين» - اي الاشرار - يغتصبون بعض الفتيات اثناء نومهن. - قد يتزوج الجني من بنات الانس كما قد تتزوج الجنية من بعض ذكور الانس ويتم الزواج بأن يسكن الاول الثاني - بمعنى يحل الجني في جسد الانسي . - المصاب بالصرع قد يكون متزوجا من الجن «رغم انفه» وعندما يدخل المصروع في نوبة مرض الصرع فان ذلك علامة على شروع الجني في المباشرة الجنسية. - زواج الجان من الانس لا يثمر في العادة اولادا، أو قد يثمر اولادا من الجن غير مرئيين. - قد يتزوج الجني من امرأة رغما عنها فيقوم بالانتقام من كل من تقدم لخطبتها حيث يدبر له مصيبة. - الزواج من الجان يمنح الانسان قدرات خارقة - كالقدرة على قراءة الغيب او علاج الامراض وغيرها. واذا نحن صدقنا كل ما يتداول حول الموضوع فسنعلم بالضرورة ان من السحرة من يتخذ من بعض بني الجن زوجا له او زوجة, ومنهم من يظل بلا زواج من بني جنسه تلبية لرغبة زوج او زوجة من الجن، وثمة من السحرة من له زوجة واولاد من زواجه من كائنات الخفاء.
كيف يكون هذا الزواج ؟ 
مما تقدم يمكن الوصول إلى إستنتاج مفاده: " التزاوج بين الإنس والجن ممكن " ولكن في حالتين :
- أن يكون الجني متجسداً في هيئة بشرية تنطبق عليه كافة الصيغ المادية، ويكون مرئياً لباقي البشر دون معرفة أصله الخفي.
- أن يكون الزواج غير مباشر لقوله تعالى: { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً} ( الإسراء - 64) .
نلاحظ هنا جملة ( وشاركهم في الأموال والأولاد ).

حقائق حول الجن العاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن