9

17.5K 519 3
                                    


الحلقة التاسعة

مر شهرا منذ وصول هاله للعمل في القصرو قد استمرت في حضور محاضراتها و العودة لمرافقة السيدة كاريمان و بدأت هاله تحب تلك السيدة الرقيقة القلب و التي أحبتها بدورها و أصبحتا صديقتان و طوال اليوم يتحدثان في شتى المواضيع السياسية و الاقتصادية و كانت هاله تستمتع بالنقاش مع كاريمان و تتعلم منها الكثير و عندما ياتي المساء كانت هاله توصل السيدة كاريمان الى غرفتها و قد تقرأ لها قصة قبل أن تخلد الى النوم و بعدها تتوجه هاله الى غرفتها لتستذكر دروسها و لكن دائما ما كانت تفكر في والدتها الغالية , أما باسل فلم تره هاله طوال الوقت لأنه كان مشغولا للغاية و قد كانت تتساءل هل يتعمد عدم مقابلتها ؟؟؟؟؟؟

استيقظت هاله يوم الخميس و هي تفكر كيف ستطلب أن تغيب ليومين متتالتيين حتى تزور والدتها و كيف ستطلب الراتب الذي تنتظره بشدة , ارتدت هاله ملابسها و قررت أن تقابل باسل قبل أن يذهب الى عمله و بالفعل نزلت مبكرا عن موعدها لتجده يجمع أوراقه و يستعد للخروج فرفع رأسه حين أحس بوجودها فقال لها:

باسل:صباح الخير يا هاله

هاله بخجل:صباح الخير

باسل:ايه عندك محاضرات بدري كده؟

هاله:لأ , بس كنت عايزه حضرتك في موضوع

باسل باهتمام:خير يا هاله؟

هاله:أنا محتاجه أسافر البلد أطمن على أمي

باسل:هتقعدي أد ايه؟

هاله وعينيها تلمع من سعادتها بموافقته:يومين بالضبط و هرجع ان شاء الله

باسل:طيب تحبي أخلي السواق يوصلك؟

هاله أجابت بسرعة:لا لا مفيش داعي , أنا هركب القطر

باسل يبتسم و كأنه فهم سبب رفضها فهي تخشى كلام أهل قريتها , فأستطرد قائلا:

باسل وهو يمد يده بمظروف :كويس أنك لقيتيني عشان أسلمك مرتبك

هاله وهي تتناول المظروف بفرح بالغ:متشكرة اوي

باسل:مش هتعدي الفلوس؟

هاله:أنا عارفه انهم 3000 جنيه

باسل:لا يا هاله

هاله وهي تشعر بالحزن أيمكن أن يكون قلل الراتب؟ لكنها تحتاجه بشده .. يا رب

هاله:هو حضرتك قللته ولا ايه؟

باسل:لا يا هاله انا زودتلك ألفين جنيه عشان تشتري أي حاجه محتاجاها لبس أو اي حاجه زي اي بنت

هاله وهي تشعر بالامتنان لباسل :مش عارفه أشكرك ازاي

باسل:أنا اللي لازم أشكرك على معاملتك لوالدتي و اهتمامك بيها

هاله:ربنا يخليهالك

باسل:هتسافري امتى؟

هاله:انا هخرج من الكليه عالمحطه

باسل:طيب خلي بالك من نفسك وسلمي على والدتك

هاله:ان شاء الله

و خرجت هاله وهي تشعر أن الله قد استجاب لدعائها وظلت تتخيل أنها تصل الى المستشفى وتقدم المال الازم لعلاج والدتها و تبدأ في الاطمئنان عليها , أنهت هاله محاضراتها و توجهت الى محطة القطار و استقلت قطارها و مر الوقت بسرعة و توجهت على الفور الى غرفة والدتها لتجدها نائمة لكن وجهها يكسوه الألم فقبلتها في رأسها برقة و قالت:

هاله:ماما .. ماما .. أنا جيت يا حبيبتي و عندي ليكي أخبار حلوة اوي

الأم تفتح عينيها ببطء:هاله .. انتي جيتي؟ أتأخرتي عليا ليه بقالي شهر ماشفتكيش

هاله:معلش يا حبيبتي أصلي لقيت شغل و قبضت مرتب حلو اوي وخلاص هنبدأ غسيل الكلى

الأم:الحمد لله ربنا يوسع رزقك يا بنتي , و الدراسة عاملة فيها ايه؟

هاله:متخافيش عليا ان شاء الله هتعين معيدة بعد ما أتخرج

الأم:يا رب أفرح بيكي قبل ما أموت

هاله تحتضنها بقوة:متقوليش كده يا ماما ربنا يخليكي ليا

الأم:ربنا يكرمك يا بنتي

جاء الطبيب:السام عليكم

هاله:و عليكم السلام , أنا جيبت الفلوس عشان غسيل الكلى

الطبيب:طيب كويس هنبدأ من انهارده ان شاء الله

أحست هاله بالسعاده أن والدتها في طريقها للشفاء و رفعت عينيها للسماء تحمد الله على ذلك.

اميرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن