الحكم

289 3 4
                                    


الحكم
خرجت مع ابنه خالتي روان الى ساحة المدرسه ونحن في غايه السعاده... لقد كان اليوم يوم استلام نتاجنا الدراسيه لاخر عام دراسي في الثانويه...
- ولج سمر ممصدكة ممصدكة اخذنا اعلى درجات من بين الطالبات مال سادس.
- ايييي ولج ليهسه ممصدكة اني اجيب معدل ٩٨. خرب واني عبالي راح انجح اجيب باكوة ٨٠. هههههههه.
- لعد اني طلعت سجاجه ومادري. ٩٦!!
- هههههه مبرووووك علينا.
- اوووف ولج صدك تعبت. بس اهم شييي اخييرااا راح نخلص من الزي المدرسي. وبينااا للجامعه.
- هههههههههه الله. الحمد لله والشكر الحمد لله. من الفرحة راح اركض للبيت.
- ههههه اني هم. بس لا بلا لواكة الجو حار امشي خل نلحك على ابو الخط.
- هههههههه هوه هم هيج.
ركبنا سويا الباص ليقلنا الى المنزل وفور وصولي ركضت بسرعه الى والدي الذي كانو يجلسون في الصاله. وصرخت بفرحه: نجحت نجحت نجحت!!
- سمووورة حبيبتي الف مبروك
- الله يبارك بيكم. كلش فرحانه واخيراً راح اروح كليه قانون.
قال والدي: ان شاء الله نشوفج احسن محاميه. بس المهم كليلنا روان بت خالتج شكد جابت؟
- ٩٦. راح نروح اني وياها نفس الكليه.
- الحمد لله والشكر.
- الحمد لله... اكيد سامر من يسمع راح يفرح كلش. صدك بابا ليهسه محد يعرف عنه شي؟
بدى عليه الارتباك وقال: ها.. لا لا ليهسه ممبين.
- خير ان شاء الله... يلا عن اذنكم
تركتهم وذهبت الى غرفتي وانا مشتته الافكار... هل اصرخ من الفرح بماسبه تخرجي ام اصرخ من الحزن على اخي سامر الذي لا يعرف احداً عنه شي الى الان... بقيت افكر وافكر الى ان اتصلت بي روان...
- سموور سمووور.
- ها شكو؟
- راح اجي ابات يمج اليوم.
- ايييي يلاا تعالي حتى نسهر للصبح بمناسبه نجاحنة.
- ههههه اوكي ربع ساعه واجيج.
- ههههه احلى فقره هاي هم بت خالتي وهم بيتكم بصف بيتي.
- هههه شفتي ملزوكه بيج.
- يلا ولي خل ابدل بين ماتجين.
اغلقت الهاتف وغيرت ثيابي... ذهبت الى والدي واخبرتهم بقدوم روان الي... وبعد برهه وصلت هي وذهبنا الى غرفتي...
- اليوم للصبح نسهر.
- ههه اي.
- سمور ولج شكو شو مفرحانه.
- اي شلون افرح اذى سامر مموجود.
- اااوف خطيه. يلا اسبوع الجاي بالكعده مال عشاير نعرف شراح يصير وان شاء الله خير.
- شنو شنو شنو اسبوع شنو كعده عشاير؟
- شبيج بعد سبوع يسوون مجلس مال عشيره الولد الي كتله سامر وعشيرة اخوج حتى يعرفون شراح يحكمونه.
- شلون يحاكمو وهو مموجود يعني حكم غيابي راح يصير؟
- لا ولج شنو غيابي هاي شبيج مو سامر سلم نفسه!
- ش..شنو؟ ش.. شوكت؟ بابا كلي بعده محد يدري عنه شي.
- ااة... سم..
قبل ان اتكمل كلامها هرعت لوالدي وانا ابكي بحرقه ارتميت امامه وقلت
- ليش مكتلي سامر رجع اهئ بابا سامر راح يحاكمو ليش مكتلي. ااااة سااامر.
امسك بي واحتضني وقال : حبيبتي اهدي اهدي ان شاء الله خير بعد سبوع نشوف الحكم. وعمج بما انه شيخ العشيره راح يحاول يساعده.
- بابا خاف يسوون بي شي. بابا هوه بريء. والله مجان قصده يكتله.
- اي حبيبتي اعرف اعرف.
بقيت ابكي وابي يحاول تهديئي... وقالت روان بخوف لابي: عمو والله مجنت اعرف هيه متدري
- يلا بنتي ميخالف. وديها لغرفتها حتى ترتاح.
امسكت سمر بيدي واخذتني الى غرفتي.. جلست على السرير وانا كال المنومه. لاعرف مايحدث حولي فقط اشعر بدموعي تسيل بغزاره. انا وسامر اخوان من ذات الاب. وامه لقد توفيت يوم ولادته. لذلك تزوج ابي بامي لترعاه. وبعدها انجبوني. لقد كانت امي تعامل سامر وكانه تماماً والدها. لم تفرق يوماً ما بيننا. لقد اصيبت بنوبه قلبيه منذ سنه يوم ان سمعت بانه لقد هرب بسبب ارتكابه جريمه. ولاكني متأكدة تماماً بانه لقد قتل ذلك الشاب بالخطاء... ومنذ هذا الحادث وعيشرتنا وعشيرة الضحيه يحاولون ان يصلو الى سامر ليحكمو عليه. نعم فنحن نتبع قرارات العشائر وليس الحكومة. العشائر من تحدد ان كان احدهم سيسجن او سيقتل او سيدفع غرامه ماليه. والجيد في هذا بان كل فرد من العشيره لا يترك بدون طعام او مأوى. الجميع يكون موفر له المال والطعام. وبين الجميع هناك عدل وليس هناك فرق بين احد...
بعد مرور اسبوع...
اليوم هو يوم المحاكمة. ذهب عمي شيخ العشيرة ومعه كبار عشيرتنا ايضاً ليحضرون المحاكمة. وقبل ان يصدر القرار مسموح لعائله المحكوم رؤيته.... كان هناك العديد من الرجال من العشيرة الاخرى ورجال من عشيرتنا وهو كان يجلس بينهم....بكيت امامه وركضت اليه وحضنته بقوه.. لمست وجها وقلت بلهفه: انته زين؟ مابيك شي؟ اهئ الله يخليك النا.
مسح على شعري وقال محاول تهدأتي..: سمور ولج لتبجين. ان شاء الله ارجع باقرب وقت للبيت واخذج وين متردين مثل قبل.
- اهئ ان شاء الله.
سمعت صوت رجل خلفي يقول: انتهى وقت الزياة ممكن تتفضلون.
ودعته وذهبت معا والدتي الى البيت. اما والدي فبقي مع الاخرين ليتمو الحكم.
بقينا ننتضر بفارغ الصبر لعودته. كانت خالتي وروان بجانبنا يحاولون تهدأتنا.
بعد ساعتين عاد والدي... لم يبدو عليه السرور بل كان مرتبك وحزين... ركضت اليه وقلت: ها بابا؟ شصار؟
- راح يطلع باجر....
قفزت من الفرحة واحتضنت روان. قبلت والدي بعدها وقلت: الحمد لله يارب الحمد لله.
قاطعتني والدتي قائله: لعد شلون طلعو هيج؟ بدون ماياخذون حق الولد المات؟
نضرنا جميعاً لوالدي باستفسار ثم قال: اهل الولد قبلو بتعويض فلوس.... بس شيخ العشيره مالتهم كال فوك الفلوس... ياخذون .... ياخذون سمر... ف.. فصليه.
صرخت امي بصوت عالي: يبوووووووووو بنتي لااا.
- ههه؟ ف..فصليه؟ شنو يعني؟ راح يزوجوني غصب؟ ليش احنا بيا زمن عايشين؟
- هذا الحكم واذى متنفذ يقتلون سامر!
شعرت بأن قدماي لم تعد تحملني وسقطت ارضاً نضرت بعدم حيله الى والدي وقلت: ومدرستي؟ يعني مراح احقق حلمي واصير محاميه؟ زين اني بعدني صغيره. هستوني صرت ١٨ اتزوج هيج عادي. حتى واحد ماعرفه ولا شايفته؟...
ضحكت بصوت عالي وسرعان ما تحول ضحكي الى بكاء... اذاً اليوم لم يكن يوم الحكم بل كان يوم كتابه قدري! لقد حكمو علي بالسجن بدلاً عن اخي... نعم انا سعيده لانه اصبح حر.. ولاكنهم سلبو حريتي انا بداله... حسناً كان سيأتي يوم واتزوج بشخص يحبني ويرعاني ولاكن ليس هكذا! وليس الان!!...
مسحت دموعي بحدة ونضرت الى والدي وقلت: وانته؟ مكلتلهم بنتي صغيره؟ مكلتلهم مانطيها؟
بقي صامتاً ولم يجبني.. لقد كان عاجزاً ليس بيده حيلة... لقد حكمو وانتهى الامر.....
في صباح اليوم التالي عاد اخي الى المنزل... لم يستقبلوه بسعاده بل كان استقبال عادي... جميع من في المنزل كانو صامتين... كنت انا لاازال في غرفتي لا اتحدث لاحد... دخل هو وجلس بجانبي... امتلأت عيناه بالدموع وقال...
- ... سامحيني.
نضرت اليه باستفسار وقلت: على شنو؟
- بسبب راح تتزوجين غصباً عنج... بس والله العظيم لو هسه تكليلي ماريد اتزوج هسه اروحلهم واكلهم كتلوني بدال متاخذون اختي! مستعد اسوي كلشي ولا اشوفج هيج.
- لا اسم الله عليك. اهم شي انته بخير. واذى عليه هذا نصيبي ولازم اقبل بي. وعسى ان تكرهو شياً وهو خيراً لكم. يجوز يصير خير الي.
ابتسم الي وقبل جبيني وقال: ونعم بالله.
- صدك.. عرفت بمنو راح اتزوج؟
- اي.. ابن شيخ العشيره.. يصير كرايب الولد. هوه الشاب الوحيد الممتزوج بعشيرته واهله مصدكو يزوجو حتى يجيبون ولي العهد...
- اها. ان شاء الله خير.
بعد برهه خرج من غرفتي وعدت انا الى نوبه بكائي الى ان غفوت واستسلمت للنوم...
بعد مرور اسبوعين...
لقد حان اليوم الذي اترك فيه وابي وامي واذهب الى منزل زوجي! هه زوجي الذي لا اعرف اسمه حتى!... ذهبت لاستحم وفور خروجي وجدت علبه كبيره.. فتحتها وكانت تحتوي على فستان زفاف... نضرت الى روان التي كانت تجلس على سريري وقلت : شنو هذا منو جابه؟
- قبل شويه دزو الج من اهل العريس.
زفرت قليلاً ثم قلت لروان: ساعديني حتى البسه...
ارتديته ونضرت الى نفسي في المراء كان جميلاً جداً ولاكني لم آبه لامره...انتهيت من تجهيز نفسي وبعد برهه سمعت صوت نساء يهلهلون وضجيج عارم في الخارج.. على مايبدو بأن العريس لقد وصل... نزلت الى الطابق السفلي ورأيته يقف هناك بجانب اخي وابي.. لم استطع ان ادقق في تفاصيل وجهه لاني كنت اضع (الطرحة) توقفت امام ابي.. نضرت اليه وكأني كنت اتوسل بأن لا يسمح بزواجي.. ولاكن ليس باليد حيلة.. ابتسم بخفه... وامسك بيدي هو واوصلني الى عريسي... امسك هو بيدي وترجلنا سوياً الى سياره اقلتنا الى مكان الزفاف.. لقد كان في حديقه منزلهم. قامو بتزينها بشكل جميل ودعو الكثير من الناس... بدى على الجميع الفرح والسعاده... وكأننا لقد تزوجنا عن قصه حب... بعد ساعه من الاحتفال جاءت سيده كبيره في السن واسطحبتني معها.. على مايبدو انها والده زوجي... اوصلتني الى غرفه كبيره تحتوي على اثاث فخم جدا.... ابتسمت لي السيده وقالت : مبروك بنتي. انتضري زوجج هنا وبعد شويه يجيج.
ثم غادرت.. جلست انا بتوتر على السرير وبقيت انتضر... بعد بضع دقائق سمعت صوت باب الغرفه يفتح وازداد توتري... دخل رجل واضن بانه هو. انا الى الان لا اعرف اسمه ولم ارى وجهه حتى؟! .. تقدم نحوي وامسك بيدي بخفه واشار بان اقف... شعرت بحرارتي تزيد وبان قدماي لم تعد تحملاني.. وقفت بصعوبه وبقيت انضر للاسفل... قام هو برفع الطرحه ببطء وبقي ينضر الي.. رفعت راسي قليلاً ونضرت ايضاً اليه... ياللهي كان يمتلك بشره سمراء وعينان ثاقبه السواد... كان يبدو بغايه الجمال... بقي يحدق بي وقال بيرود: مبروك.
ابتعد قليلاً للخلف وقال: تكدرين ترتاحين اليوم اني وياج انجبرنا نتزوج ومستحيل يصير شي بيناتنه اذى مو احنا رايدي. وعلمود نرتاح ثيناتنا.. راح نلعب لعبه رجال ومرته كدام الناس.
- يعني مراح تجبرني على شي؟
- ابد. اخذي راحتج. انتي راح تنامين على الجربايه واني على القنفه هناك. حتى ترتاحين اكثر.
ابتسمت اليه وقلت: شكراً...
- يلا تصبحين على خير.
- ااة.. بس لحضه... بخصوص الملابس...
اشار الى خزانه في الغرفه وقال: شوفي هناك..
قمت بفتحها... لم يكن فيها الى قمصان نوم تفضح اكثر من ما تستر... بقيت ابحث واحبث على شي افضل ولم اجد.. قمت باغلاقها بغضب وزفرت قليلاً. . نضر الي بأستفسار وقال: معجبنج؟
نضرت بحدة وقلت: متوقع البس هاي الملابس هيج؟
قال ببرود: هذا الموجود.
بقيت اقف امام الخزانه ثم سألته: زين ممكن البس شي منك لحد ما اجيب ملابسي.
قال ببرود: الكنتور كبالج.
فتحت خزانته واخذت بيجامة سودا و تيشرت اسود. ذهبت الى الحمام وغير ملابسي. كان شكلي يبو مضحك الغايه لانها كانت كبيره جداً علي. خرجت وعدت الى الغرفه. جلس على السرير وكان هو يرقد على الاريكة... حاولت النوم طوال الليل ولاكني لم استطع. وهو ايضاً. اضن بأننا كنا نفكر في الذي سيحدث الان؟ كيف سنقظي حيتنا معاً هكذا ونحن لا نزال اغراب؟....
في بدايه الصباح.. سمعنا صوت احدهم يطرق الباب... نهض هو وفتحه. كانت والدته. دخلت للغرفه بفرح وتضاهرت انا بالنوم...
قالت والدته بفرح: صباحيه مباركة ابني يوم النفرح باطفالك.
قبل يدها وقال: الله يبارك بيج يمة.
- هاي شنو عروستك بعدهي مكاعده؟ يلا كعدها بعد شويه ادزلكم الريوك حتى تتريكون.
- هسه شويه واكعدها.
خرجت والدته من الغرفه وترجل هو نحوي...
- صباح الخير. ادري بيج منمتي.
فتحت عيناي وقلت ببرود: منين يجي النوم بهاي الحاله؟
نهضت وجلست على السرير بتعب... اما هو فدخل الى الحمام... بعد بضع دقائق احضرو لنا الفطور وتناولناه معاً بصمت.. تذكرت باني لازلت لاعرف ماسمه لذلك كسرت حاجز الصمت وقلت: انته شسمك؟
- ياسين. وانتي سمر صح؟
- اي. شكد عمرك؟
-٢٩
فتحت عيناي على اوسعهما وقلت بفزع: ٢٩؟؟
قال ببرود: اي.
- واني بعدني ١٩ مصايره. حيل. بس ممبين عليك. يعني توقعت ٢٥ ٢٦ هيج شي.
- حمدي الله مزوجوج لرجال جبير.
- شنو الفرق؟ هيج هيج اني المتأذيه.
- اني صابر عليج وراح اصبر بس غيري جان جبرج على شغلات مترديها.
- وشنو المانعك؟ اساسا جان بيدك توقف هذا الزواج مو انته ابن شيخ العشيره. وراح تصير الشيخ وراه.
لم يعلق شي وتجاهلني وخرج من الغرفه.
لااعرف لماذ اشعر بالاحتقار نحوه.. مع انه لا يزال يعاملني بهدوء وحرية. ولاكني اشعر باني ماحدث لي كله بسببه...
مرت ساعه على خروجه وبقيت اجلس بالغرفه بملل الى ان طرق احدهم باب غرفتي... لقد كان صوت نسائي يقول: ممكن ادخل؟
- تفضلي.
دخلت فتاة من عمري تقريبا وهي تحمل حقيبه..
- الف مبروك. اني اخت ياسين الصغيره ليلى.
- ها تشرفت بمعرفتج.
- وهاي جنطه مال ملابسج دزوها قبل شويه.
- ايييي شكراا عبالي مراح يجيبوها اليوم.
- هههه. المهم انتي شلونج؟ عجبج البيت؟
قلت ببرود: يعني متعرفين شلون اجيت هنا؟
جلست الى جانبي وابتسمت بلطف وقالت: ادري. بس راح تتعودين. ياسين كلش حباب وحنون واكيد مراح يأذيج. واذى تحتاجين اي شي اني هنا اعتبريني صديقتج.
- شكرا حبيبتي. متقصرين.
- يلا استأذن خاف تردين ترتاحين.
- لا لا وين. اصلاً ضايجة!!
- تجين اشوفج البيت ونكعد شويه بالحديقه؟
- اي اوكي. بس خمس دقايق ابدل واجي.
غيرت ملابسي وذهبت معها لنتجول في المنزل.. او الڤيلا. لانها كانت كبيره جدا والحديقه زينت بشكل رائع. بقينا نثرثر طوال الوقت الى ان عاد ياسين الى المنزل... القى التحيه علينا ثم دخل الى الغرفه.
اما انا فبقيت اجلس مع ليلى.. كانت تحدق بي طوال والوقت...
- ليلى؟ اكو شي؟
- شنو اكو شي؟ ياسين اجة!
- اي شفته. شبي؟
- شنو شبي؟ مكلج؟
- شيكلي؟
- اول ميرجع من شغله لازم يحضروله الحمام. ولان هسه تزوج يعني لازم انتي تحضريلهيا.
قلت بعدم مبالا: ليش مو اكو خدم خلي هم يحضرو.
- ميصير لازم انتي.
زفرت قليلاً ثم قلت : اوكي راح اروح لعد.
مشيت الى الغرفه بملل وببطء شديد... كان الباب مفتوح قليلاً نضرت عبره ورأيته يجلس على الاريكة وبيده صورة... كان يتلمس الصوره باطراف اصابعه وعندما تدارك وجودي وضعها بسرعه في جيبه.
نضر الي ببرود وقال: ليش واكفه هناك؟
- ااة ليلى كالت انته كل مترجع من الشغل لازم احضرلك الحمام.
قال ببرود: ماكو داعي اني اسوي.
قلت بعدم مبالا: بعد احسن.
جلست على الاريكة ودخل هو الى الحمام...
بقيت انتضره الى ان خرج... كان يلف المنشفه حول خصره ولايزال عاري الصدر.. بقيت احدق اليه الى ان تداركت نفسي واشحت بوجهي الى الناحية الاخرى.. لقد كان يبدو في غايه الوسامه.. اااة مالذي اقوله.. تداركت الامر وقلت: اكو واحد يطلع هيج.
قال ببرود: نسيت انتي هنا.
نضرت اليه بحدة وقلت: لعد رجعني لاهلي وكل واحد يروح لحاله ونخلص.
قال ببرود يكاد ان يقتلني: لو بيدي مجان تزوجتج اساسا بس مجبور.
انفعلت جداً صرخت به: وجاي تحجي عبالك اني شامره روحي عليك. بعدين مو انته راح تصير شيخ العشيره ليش متغير الحكم ونتطلق وكل واحد يروح لحاله
انفعل هو ايضاً وامسك بذراعي بقوه وقال: صوتج ميعلة هذا الموجود وانصحج تتعودين بسرعه لان ماعندي شي افيدج بي.
سحبت ذراعي منه بقوه وقلت: وايدك متنمد عليه.
خرجت من الغرفه ومشيت بسرعه صادفت والدته في الطريق..
- خير وين رايحة؟
- ااة للمطبخ جعت شويه.
- انتضري الغده.
- بس...
- ماكو بس هاي قوانين البيت ولازم تمشين عليه.
زفرت قليلاً وقلت: استغفر الله.
نضرت الي بحده وقالت: لا وفوكاها معاجبج؟
- هوه اني كلت شي.
- الضاهر لسانج طويل ويرادله كص. بس اني اكول لزوجج وهوه يشوف شغله وياج.
سمعت صوته خلفي يقول: يووم. شبيج وياها؟
- شوف مرتك جاي تتامر عليه.. نضرت الي وقالت: بنات اخر زمن.
ثم رحلت... نضرت اليه وعيناي تملأها الدموع وقلت: والله مسويت شي بس كلتلها جوعانه..
مسح بخفه على كتفي وقال: اهدي. اعرف شصار سمعتكم... تعالي اكلي فد شي.
دخلنا الى المطبخ وطلب من الخادمه ان تحضر لي شي لاتناوله..
كاد ان يخرج من المطبخ ولاكني استوقفته وقلت: خليك.. يعني اكل وياي؟
جلس بهدوء دون ان يقول شي وابتسم بخفه.
تناولنا الطعام سوياً وبعدها عدنا الى الغرفه...
جلس على الاريكة وجلست انا على السرير بملل..
كان قد انشغل ببعض الاوراق وانا انضر اليه... كان يبود وسيما جداً وهو يعمل عليها.. انه حقاً انسان غريب.. احياناً يكون بارد كالثلج واحياناً يكون حنون جداً. مبهر في توازنه ودقيق في عمله..
انتبه علي وانا اجلس امامه بملل وقال: اذى ضايجة روحي لغرفه اختي وسولفي وياه تسلي شي.
- قصدك ليلى؟
- اي شفتيها؟
- ايي كلش حبابه حجيت وياها.
قال ببرود: حلو خوش بدايه.
- زين بدال ما اروح واسولف ويا ليلى خلي نسولف سوه.. يعني قصدي ليهسه محد يعرف شي على الثاني. يعني هيج معلومات عامه.
ترك الاوراق جانباً ونضر الي بتمعن وقال: شتحبين تعرفين؟
- يعني شدرست؟ شنو اكثر شي تحبه هيج شي..
- امم امشي خل نتمشى بره شويه ونسولف.
ابتسمت بفرح وقلت: يلا.
خرجنا سويا وبدأنا بتبادل الحديث...
- اني ٢٩ سنه... خلصت كليه اثار ومن عمري ١٥ سنه واني اساعد ابويه لانه صاحب القرارات..
- اها.. واني عندي بس اخ واحد وابويه وامي... عمي شيخ عشيرتنا وانا واخويه كلش علاقتنا قوية وعندي بت خالتي اكثر وحده تعرفني وقريبه عليه.طلعت معدل ٩٨ وردت ادخل كليه قانون وتعرف الباقي... ممكن اسالك سوال.. الولد المات شيصير منك؟
- ابن خالي.
وضعت يدي على فمي بفزع وقلت: ياااة. من هاي عمتي متحبني يعني.. اليوم هيج عاملتني..
قال ببرود: لا لتفكرين هيج...
وبعدها لم نقل اي كلمه الى ان وصلنا الى المنزل... دخلنا الى الغرفه وابتسمت له وقلت: شكرا على اليوم.
قال ببرود: تصبحين على خير.
خلدت الى النوم وهو ايضاً... في اليوم التالي خرج الى عمله وبقيت انا مع ليلى في المنزل...
- ليلى، ابوج وامج وين؟
- راحو لبيت عمي.
- ها.. بقينا بس اني وياج.
- ايي شنسوي؟
- تعالي خل نسوي اكل لان جوعانه كلش ونسولف.
ذهبنا الى المطبخ واعددنا الطعام وتبادلنا الحديث..
- ليلى، انتي شكد عمرج؟
- ٢٠
- وليهسه متزوجتي؟
- لا خليني هيج احسن.
- هم يعني ماكو احد منا منا؟
اقتربت مني وهمست: اي اكو.
صفقت بفرح وقلت: منو منو منو؟
- اش ولج لاحد يسمعج.
- دولي منو يسمع بس اني وياج بالبيت. المهم كليلي؟
- امم صديق ياسين بالشغل. اسمه وسام. تقدملي بس اهلي مقبلو.
- ياا ليش؟
- يكولون مو مناسب الي ويردون يزوجوني لابن عمي بس اني ماحبه وماريده.
- دير بالج تستسلمين الهم. اذى الولد صدك يحبج لتتخلين عنه.
- انتي هم جنتي تحبين؟
- ابد. بقيت افكر بدراستي علمود اصير محاميه وبيوم الي احقق حلمي... زوجوني اخوج.
- اذى ياسين اول واحد بحياتج اني متأكد راح تحبي. وعلمود هاي استغلي الفرصه وتقربي منه لانه كلش حنون يعني اذى توالمتو راح تتونسون سوه هواي وراح تعيشين حياتج مثل اي بنيه تزوجت عادي.
- بس اني متزوجت عادي. اني فصليه. تعرفين شنو يعني يعني الله اعلم يكون كل الي بالبيت يكرهوني بس متحمليني بالكوة.
- لااا ليش هيج تكولين. باعي ابن خالي جان اساساً واحد ظالم ومتتربي ومشاكله زادت كلش. يعني من مات الله ريحنه منه.
- يعني انتو مرتاحين لان مات لعد اني شنو ذنبي تشمروني هيج. حسبي الله ونعم الوكيل.
كدت ان اخرج من المطبخ وصادفت ياسين.. نضرت اليه بحرقة وحقد وتركته وذهبت.
ركضت الى الغرفه وبدءت بالبكاء، بعد برهة دخل ياسين الى الغرفه وجلس بجانبي،
- ... ادري انو انتي زعلانه وضايجه لانج تزوجتي غصب، بس هذا قدرج، يعني قدرنا هيج يصير ومنكدر نسوي شي،
نضرت اليه بحقد وقلت: يعني شراح يصير مثلا؟ راح ابقه هيج عايشه وياك ببيت واساساً عايشين مثل الاغراب لا وفوكاها ينتضرون احمل ابنك ولي العهد، كلت يلا ميخالف هذا قدري راح احاول اتعود عليه، بس شلون اتعود واني اصلا ماتحمل ابقى بهذا البيت دقيقه
صرخ بي بقوه وقال: سمررر، كافي.
- لا موكافي، انسان اني مو لعبه بيدكم، حتى طلعه متخلوني اطلع واهلي ليهسه مشايفتهم. وبعدين كول لامك لتظل بالرايحة والجايه تلمحلي على الحمل. وهيه تدري كلش زين انته اصلا ملمستني.
صرخ بقوه وقال: دير بالج تحجين على امي هيج فاهمه.
وثم قام بصفعي...
انهرت على الارض وانا ابكي بحرقه، هذه اول مره اصفع فيها من احد... لم يقم احداً بضربي ابداً... بقي هومذهول من ما فعله وبعد برهه خرج من المنزل.
وضعت يدي على مكان الصفعه وقلت بحرقة: حسبي الله ونعم الوكيل. يارب اخذ حقي منهم. ياارب.
بقيت ليلتها في غرفتي ولم اخرج. كان الوقت قد تأخر لذلك شعرت بالنعاس ونمت...
( ياسين )
ذهبت الى مقهى ليلي وشربت كثيراً يومها... شربت وشربت حتى الثمالة. لحسن حظي كان صديقي وسام معي واقلني الى المنزل.. ذهبت الى الغرفه وكانت سمر نائمه بعمق.. اقتربت منها وداعبت خصلات شعرها... كانت تبدو جميله جدا وهي نائمة.. اقترب منها وقبلت وجنتيها... استيقضت بفزع وابتعدت بسرعه...
- انته شدتسوي؟
قلت بصوت مخمور: جاي اتغزل بمرتي...
اقتربت منها لامسك بيدها ولاكنه ابتعدت مره اخرى وقالت: انته سكران مو؟
اشرت بيدي بمعنى قليلاً وقلت: ش... شويه .
- لعد ولي اطلع من الغرفه لتوصخها بخمرتك.
اقتربت منها وامسكت بها جيداً وقلت: اريدج.
بدءت بالصراخ والمقاومه وقالت: عوفني انته سكران...
تجاهلت ما قالته وحاولت تقبيلها... كانت هي تقاوم تصرخ وتبكي ولم آبه... بمعنى اخر قمت بالاعتداء عليها...
بقيت تصرخ لاتركها ولا فائده...
- وخرر عاد انته سكران ياربييي...
- انتي مرتي افتهمتي يعني هذا حقي.
- الله ياخذك عوفنيييي...
اثناء مقاومتها لي.. شعرت بضربه قوية على رأسي افقدتني وعيي...
( سمر )
كان اقوى مني بكثير حاول جاهدة ان ابعده ولاكن لا فائده. الى ان استطعت ان امسك بشمعدان وضربته على راسه... كان قد فقد الوعي... بقيت انضر اليه بذعر لا اعرف ما افعل فحصت نبضه وكان لا يزال على قيد الحياة... ولحسن حظي لم ينزف رأسه... بقيت مذعوره لا اعرف مافعل وخطرت ببالي ليلى.. ركضت الى غرفتها وطلبت المساعده...
- الله يخليج تعالي ماعرف شسوي...
-ياستار شكوو...
دخلت الى الغرفه وانهارت هي الاخرى... صرخت بي وقالت: هاي شسوييتي؟
- هسه مو وكت صياح ساعدني مو انتي ممرضه.
قامت بفحصه وبعدها قالت لي: الحمد لله ماكو شي بس فاقد الوعي يعني ماكو خطورة.
- اي كعدي؟
- انطيني عطر..
اعطيتها العطر وحاولت ان تفيقه...
بدء بفتح عيناه ببطء ونضر حوله وقال: ش.. شصار؟
قالت ليلى: الحمد لله على سلامتك.
بقي هو مستلقي على السرير وامسكت ليلى بي بقوه وخرجنا من الغرفه..
- احجي شصاار ولج؟
- ااة... جان دايخ وتزحلك وطخ راسه بالكومدي... والي شفتي...
الحمد لله بأنها صدقتني وقالت: يلا اهم شي هوه بخير.. راح انام اني.. ديري بالج عليه.
عدت الى الغرفه وكان هو قد غط في النوم... نضرت اليه بحقد وقرف وذهبت الى الحمام...
استحميت وقمت بفرك جسدي بقوه بسبب ماحدث... من حسن حظي بأني اوقفته قبل ان يقوم باغتصابي...
احتقره احتقره جداً يمثل على الجميع بانه رجل حكيم ونقي ولاكن داخله شيطان قذر... كيف سابقى معه تحت سقف واحد؟ كيف سانضر اليه مره اخرى؟...
خرجت من الحمام وكان هو لا يزال نائماً... غيرت ثيابي و خطر في بالي ان اهرب... كان الجميع لا يزال نائماً لذلك لم اتردد وجمعت بعض الثياب واشياء ضروريا وخرجت من الغرفه.. راقبت المنزل جيداً لم يكن هناك احد موجود لذلك خرجت منه بسرعه وركضت نحو الشارع العام لعلي اجد سياره اجرى... ولحسن حظي بأن النهار كان قد حل... استقليت سيارة اجرة واتجهت الى منزلي... قبل ان اطرق الباب تراجعت.. وقلت في نفسي: يالله اني شسويت؟ مصيبه اذى يدرون اني فلتت. اكيد راح يعرفون اني هنا ويقتلوني...
ركضت بعيدا عن المنزل وذهبت الى بستان كنت العب فيه عندما كنت صغيره... اختبأت بين الاشجار وبقيت جالسا هناك افكر في ماسيحدث ان يجدوني بعد ان هربت... هذه تعتبر جريمه وسيقتلوني بلا شك. يالله ساعدني ماذا سافعل؟ اين ساذهب؟
غفوت من شده تعبي ولم اشعر بشيء...
بعد ساعات من النوم استيقظت على صوت مألوف علي وهو يقول: سمرر حبيبتي شجابج هنا؟
فتحت عيني بفزع لارى من كان..
- اااه سامر فززتني
قمت بمعانقته بخوف وقلت: ساعدني اني فلتت من البيت.
- شنووو شلون فلتي؟
- هسه الله يخليك مو وكت شلون وليش وديني لمكان ميلكوني بي هسه اكيد جاي يدورن عليه.
- امشي بسرعه امشييي.
ذهبت مع الى منزل او كوخ قريب من البستان ولاكنه مخفي ومن الصعب ان يعرف مكانه احد..
- ابقي هنا ولتطلعين بين ماجيبلج شي تاكلي. ولتخافين محد راح يلكاج هنا.
خرج من الكوخ وعاد بعد ربع ساعه يحمل مع كيس طعام.
- اكلي وارتاحي واحجيلي شصار؟
- تعبت والله تعبت. ماتحمل ابقه بعد يمهم.
نضر الي بحزن وندم وقال: كله من ورايه.
- لا لتكول هيج. هذا قدرنا... هسه اهم شي ميعرفون اني وين لحد ما الله يفرجها.
- زين شراح تسوين وين ترحين هسه اكيد راح يجون لبيتنا يدورون عليج.
- مادري مادري. بس اني تسرعت هواي. شفت الكل نايم وبدون تفكير اخذت غراضي واجيت هنا.
- يالله. اسمعيني زين... اريد منج جواب نهائي.. تردين تسافرين منا قبل ما يلكوج وترحين لبيت خالو حسن بتركيا؟
- ه.. ا.. هاا؟ لتركيا؟
- ايي؟ يعني اذى بقيتي هنا لحد مادبرلج فيزه ترحين لبيت خالو تعيشين هناك؟ وتخلصين من كل هذا؟
- ااةة... مادري خايف...
قبل ان اكمل كلامي دخل والدي الى الكوخ ودخل ياسين خلفه.....!!!
قمت بفزع واحتميت خلف اخي وقلت: بابا؟
قال اخي : بابا ليش جبته هنا؟ مراح ياخذ سمر اله على جثتي.
قال ابي: ابني اهدء. وخلي اشرحلكم.. سمر غلطت من عافت البيت واهل زوجها من عرفو كالو هاي فلتت ولازم تنقتل لان الي سوته يعتبر جريمه. بس ياسين الله يسلمه كال انو هو الي سمحلها تجي تزورنا وهسه هو جاي ياخذها ويا حتى يصدكون.
- بابا ماريد ارجع ويا ماريد. الله يعلم شراح يسوون بيه من اوصل. الله يخليك لتخلي ياخذني.
- بنتي هذا احسن حل. واذى على ياسين اني متأكد مراح يأذيج بشي. وحتى سمحلنا نجي نزورج شوكت منريد. والي تردي راح يصير.
قلت بخوف: بابا لتصدك بي هذا واحد كذاب.
قال ياسين: عمي.. تسمحلي شويه اريد احجي ويا سمر.
- اي ابني.
خرج والدي وسامر من الكوخ وبقينا نحن...
حاول ان يقترب مني ولاكني عدت بخوف للخلف وقلت: لتقترب.
- اوكي اهدي مثل متردين... سمراني اسف على الي صار البارحة والله مجنت بوعيي. اوعدج مراح يتكرر هذا الغلط مره ثانيه. سامحيني.
بدءت بالبكاء وقلت: انته واحد حقير واناني ومستحيل ارجع وياك.
- سمر اذى عرفو انتي فلتتي من البيت تعرفين شراح يسوون بيج. فالله يخليج رجعي وياي. واذى ماجيتي راح يدورون عليج لحد ميلكوج ويقتلوج وساعتها ماكدر بعد اساعدج.
- واني ماريد مساعدتك. اموت ولا اجي وياك.
- سمر سمر.. فكري باهلج شنو ذنبهم ينحرك قلبهم عليج هيج.
- واني شنو ذنبي ابقه ويا واحد مثلك؟ ماله امان.
- اني غلطت وجاي اعتذر ومستعد احلفلج على القران انو الي صار مراح يتكرر. بس تعال وياي هسه. بعدين اني لو اريد ااذيج جان دليتهم على مكانج وكلت انو انتي فعلاً فلتتي من البيت.
لم يكن بوسعي شيء سوى الموافقه والذهاب معه...
ركبت في سيارته وطوال الطريق كنا صامتين...
وصلنا الى المنزل وكانت والدته تنظر الي بحقد وكره شديد.. اما ليلى فعانقتني وقالت: اشتاقيتلج
ابتسمت لها وذهبت الى غرفتي...بعد بضع ثواني جاءت خادمه المنزل وقالت: ست سمر... الشيخ يريدج.
- الشيخ منو؟
- ابو استاذ ياسين.
- ها. ومعرفتي شيريد؟
- لا بس كلي اصيحج.
- اوكي يلا جايه.
ذهبت اليه والقيت التحيه... كانت تعابير وجهه لا تبشر بالخير...
قال لي: صار ٣ اشهر من تزوجتي ياسين وليهسه مسمعنا خبر يفرح.
قلت بغباء: خبر ايش؟
- خبر حفيدي.
- كلشي بيد الله. والي كاتبه يصير.
اشار بيده بمعنى انصرفي...
عدت الى غرفتي وانا اشعر بالتعب.. تجاهلت كل ماحدث معي اليوم والبارحة ونمت بعمق...
استيقظت في اليوم التالي على صوت زقزقه العصافير بالقرب من النافذه... فتحتها لاستنشق هواء نقي ورايت باقه من الزهور امامي عليه بطاقه صغيره مكتوب فيها: اني اسف على الي صار وياريت نفتح صفحة جديده.
تذكرت ماحدث بيني وبين ياسين وقمت بتمزيق الورقه ورميت باقه الزهور واغلقت النافذه.
كدت ان اخرج من الغرفه وصادفته عند الباب...
نضرت اليه بحقد وقلت: مو عبالك الي سويته يتصلح بباقه مال ورد.
تركته وخرجت..
مر شهر على ماحدث بيني وبينه. شهر ونحن لا نتحدث مع بعضنا.. ولاكنة كان يتصرف معي بغايه اللطف . وانا ايضاً بدءت ان انسا ماحدث وابدء معه صفحة جديدة.. او على الاقل ساحاول..!
ذهبت الى مكتبه لابحث عنه ولاكنه كان قد خرج... سالت الخادمة عنه..
- شوكت يرجع ياسين؟
- والله ماعرف بس الضاهر صار شي مهم وطلع. لان ماله بالعاده يطلع بهيج وكت.
- اها من يجي كليلي.
- حاضر.
بقيت انتضر عودته الى الساعه الثانيه ليلاً...
دخل بهدوء وتصنعت انا النوم... جلس على الاريكة وبدء بالبكاء... لقد كانت اول مره اراه يبكي.. قمت من السرير ومسح هو دموعه بسرعه...
جلست بجانبه وقلت بقلق: يا.. ياسين.. بيك شي ؟
- ل..ا روحي نامي انتي.
- زين تعال ارتاح على الجربايه... يلا كووم.
نهض وجلس على السرير وجلست بجانبه... مسحت على ضهره بخفه وقلت: ادري بيك مهموم وحزين.. كول احجي لتضل كاتم هيج على قلبك.
نضر الي بحزن وقال: ممكن طلب بس لتفهمين غلط؟
- اي كول.
- ممكن انام بحضنج؟
- ها؟ ااةة... تعال.
ترددت قليلاً ولاكني قبلت. اثناء نومه عندي بدء بالبكاء والحديث...
- الله... اول مره احسن بامان مثل مداحس هسه... اول مرة ابجي بحياتي كدام احد... من صغري محروم من حضن امي.. كل ما جنت اروح يمها تكلي عييب. انته رجال والرجال ميبچي. ولحد هسه. ممنوع ابچي لاني رجال. هموم الدنيا كلها على ضهري ونسيت شي اسمه بچي... معرفت شي اسمه حنان. خلوني مثل الحجر لا يبچي ولا ينهار.. بس اني انساان والله انسان!
بدءت بالبكاء ايضاً لحالته المزريه هذه... كان كالطفل بين ذراعي يبحث عن بعض الامان في حظن امه. بقي يبكي ويبكي الى ان نام بمعق. غفوت انت ايضاً...
استيقذت وانا اشعر بشي يحاوطني.. لقد كان ياسين مايزال ينام بين ذراعي.. حاولت النهوض ببطء حتى لا يستيقظ ولاكني فشلت. لقد شعر بي فاستيقظ ايضا.. تدراك الامر وابتعد عني وقال: اني اسف محسيت على روحي..
قلت ببرود: ولا يهمك. ومن تحب تفضفض اني موجوده.
ابتسم بلطف وقال: ماعرف شكلج بس انتي قلبج كلش طيب.
ابتسمت بتصنع وقلت: شكرا... عن اذنك
ترجلت خارج الغرفه وذهبت للمطبخ.. صادفت والدته هناك وككل مره تصر على مضايفتي..
- ها بشري؟
نضرت اليها باستنكار وقلت: بشنو؟
- ماكو شي جاي بالطريق؟
تنهدت قليلا وقلت: لا. والي كاتبه الله يصير.. عن اذنج.
عدت مره اخرى الى الغرفه وانا اشعر بالغضب.. كان هو لا يزال مستلقى على السرير بتعب. نضر الي وقال: شنو تريكتي؟
- لا ماشتهي.
- يعني اذى تحبين نطلع نتريك بره اني وياج؟
- صدك؟ اااةة لا ماكو داعي. روح انته خاف اثقل عليك.
ابتسم وقال: لا ماكو ثقل يلا بدلي.
غيرت ثيابي وذهبنا سويا الى احد المطاعم لنتناول الفطور...
- شتحبين تاكلين؟
- امم جبن وزيتون وهاي السوالف.
طلب لنا الطعام وبدءنا بالاكل..
- صارلي هواي مجاي هنا.
- ام ويامن جنت تجي؟
- ااةة ويا اصدقائي.
- اها.
بعد ان انتهينا من تناول الفطور كدنا ان نغادر ولاكنه توقف فجأة وبقي ينضر لشي بصدمة...
- ياسين شبيك؟
نضر حيث كان ينضر هو ورايت امراءة تتبادل الحديث مع احدهم وعندما تداركت وجود ياسين امامها بدى عليها التورتر والارتباك...
- ي..ياسين منو هاي؟
لم يعلق شي فامسك بيدي وقال بهدوء:تعالي وياي
اتجهنا نحو الامراءة وقال هو : هلو دينا شلونج؟
قالت هي بارتباك: ا. اهلا ي..اسين
امسك بيدي باحكام وقال: اعرفج على زوجتي سمر.
نضرت لي بحقد ثم اشارت الى الرجل بصحبتها وقالت: واعرفك هذا وسام خطيبي.
قال بنبره غاضبه: تشرفنا... يلا مع السلامه.
بقي يمسك بيدي ومشينا معا الى السيارة وبقيت مصدومه من ما رايته... اقسم باني شعرت بنضرات الحب والعتاب بينهم. هل هذه كانت حبيبته؟ هل يحبها؟ هل كان حزين بسببها؟
تدراكت بانه مازال يمسك بيدي فسحبتها بقوة وقلت: هسه عرفت ويامن جنت تجي لهذا المطعم.
تركته وترجلت داخل السيارة دخل هو ايضا وقال : اسمعيني..
قاطعته وقلت. ماريد اسمع شي شغل السيارة خل نروح يلا.
صمت ولم يعلق واتجهنا فعلا الى المنزل.. فور وصولنا اسرعت الى الغرفه واقفلت الباب.
انهرت على الارض وانا ابكي بحرقة.. كيف يريدنا ان نبداء من جديد وهو يعشق اخرى؟ كيف يريدوني ان ارتبط به وانا بالنسبه له كالكبوس الذي اجبر عليه؟.. بعد برهه سمعت طرق الباب وهمس هو قائلا: سمر فتحي الباب لو سمحتي..
ترجلت بتعب وفتحته وقلت: شتريد؟
- سمر اكو هواي شغلات انتي متعرفيها
قاطعته : ولا اريد اعرف. يكفي انو اجيت البارحة منهار لان حبيبه القلب راح تتزوج غيرك. يكفي انو انته قلبك محترك عليها. يكفي انو اني بالنسبه الك بس شي مجبور عليه وتريد تتخطا شلون مجان. واني ماعندي استعداد اواجه اهلك بالريحة وبالجايه علمود الطفل. روح شتسوي سوي بس عوفني بحالي كافي الي صار. وياريت لو تخليني اروح يم اهلي كم يوم.
اقترب مني وقال بهدوء: سمر والله موقصدي يصير كل هذا ولا قصدي اأذيج.
- كاافيي بس خليني اروح لاهلي ويصير خير.
تنهد وقال: حضري غراضج وتعالي.
خرج من الغرفه وبدأت بتحضير حقيبتي وترجلت الى الاسفل.. وكالعاده صارفت والدته..
- خير يا طير وين راحيه؟
قلت ببرود: لبيت اهلي.
- اييه روحيي خفة وراحة.
- اذى خفه وراحة لعد فد مره انطوني اقامه دائميا ببيت اهلي ولا تشوفون وجهي بعد.
- لو علي ماريد اشوفج بس شسوي مجبورة.
تجاهلت ماقالت وترجلت الى الخارج... كان هو يجلس في السيارة وعندما رأني خرج وقال انطيني الجنطة..
ابتعدت عنه وقلت : ماكو داعي.
وضعت الحقيبه داخل السيارة واتجهنا الى منزل والدي..
- ارتاحي شويه واني امر عليج اخذج.
- ياريت تخليني فترة.
خرجت من السيارة دخلت الى المنزل.. كنت لاازال املك المفاتيح تفأجئ الجميع برويتي واحتضنتني والدتي بقوه.
- حبيبيتييي سموور شلونج. شلون صحتج.
اجبت بتعب: زينه الحمد لله.
القيت التحيه على الجميع وترجلت الى غرفتي لانام. اااه كم اشتقت اليها.
نمت بعمق ليلتها.. استيقذت على صوت امي وهي تقول: سموورة اجتي روان عليج كومي.
بعد بضع ثواني شعرت بروان تقفز فوقي وتحتضني بقووة
- سموووووووور حييااتييي اشتاقييتلج حبيبتيي.
- يا عمري انتي اني اكثر.
بقينا نحتضن بعضنا لبرهه ثم جلست على السرير وقالت: احجييلي احجييلي كلشي يلا.
بدءت بسرد لها كل التفاصيل الذي حدثت يوم منذ يوم زفافي الى الان..
- يبووو ولج هاي شنو كل هذا صار وياج. بس تره ياسين حاات.
- شسويله اذى حات لو لا ترة واصله لهنا يمي لتجيبين سيرته.
- ولج مو انتي هبله يعني اكو وحده تشوف رجلها ويا ثانيه وتسكت.
- لعد شسوي تره هو مجبور عليه يعني قسمتي بعد.
- مااكو شي اسمه قسمتي اكو شي انو انتي هسه مرته وراح تبقين مرته لحد اخر يوم بعمركم فلازم تتفاهمون وتتمتعون بشبابكم سوة.
- شنتمتع واحنا واحد ميحب الثاني.
- امم يعني تردين تقنعيني انو كل هذا الي صار مو لانج تغارين؟
- اغاار؟؟ انيي؟ ليش اغار شكو بينا حتى اغاار؟
- بس اني تعبت بعد ماتحمل انهان بهاي الطريقه
- ولج باباتي هذا رجلج يعني حتى لو شيصير راح تبقين على ذمته. فابويه روحي اخذي حقج من زوجج.
- وشلون بلا اخذ حقي؟
- تخلي يدووخ بس علمود تحجين ويا كلمة. تخلي ميتحمل يبتعد عنج ثانيه.
- هسه مالي خلقة مراح اسوي شي.
- انچبي واسمعيني تره الرياجيل يموتون على المره الي تطيح حظهم وتركضهم. وهاي اول بدايه تبقين ببيت اهلج كم يوم حتى يشتاقلج ويجي ياخذج ومن ترحين هناك شعلي يومه ويوم البومه امه. وهسه اسمعيني مال تلبسين بجايم مال ميكي ماوس وهاي مال زعاطيط بعد ماكو. كله تلبسين قمصان نوم
- مو شكول قمصان نوم هوه.
- لا شكول سدي حلكج واسمعي.. ومال معبسه بوجها هم بطليها. يعني ابتسمي احجي شويه حجي حلو ويا يعني اذى يريد منج شغله تكليله تأمر وكذا...
وبقينا نثرثر طويلا على ما سافعل وتقريبا استطاعت روان ان تقنعني...
وبقيت في منزلي الى ان اتى ياسين بعد اسبوع للعوده الى منزله..
وصلنا الى المنزل وترجلت الى الغرفه بهدوء. لقد ارتحت فعلا عندما ذهبت الى منزلي والان ستبدء الخطه!
( هسه نشوف اني لو حبيبتك. )
بدءت بتغير ثيابي وارتديت قميص نوم ابيض حريري يصل الى فخذي وفتحت شعري وضعت ڤيونكا حمراء صغيره.
نضرت الى نفسي في المراء.. خجلت بعض الشي ولاكن تجاهلت الامر.. واثناء وقوفي امام المراء دخل هو فجأه.. بقي يحدق بي ثم تدارك نفسه وقال : اسف دخلت فجأة.
قلت ببرود: لا مو مشكله.
مشيت امامه ببطء وجلست على الاريكة وبقي هو ينضر الي باستغراب
- اكو شي ؟
- ها؟ ااة لا.. بس.. يعني.. مو بالعاده تلبسين هيج.
قلت ببرود: ليش مو متزوجين؟عادي!
ترجل وجلس بجانبي وهمس لي: بس اني ماتحمل.
- متتحمل شنو؟
همس مره اخرى: ماتحمل اشوفج هيج... اقترب اكثر وامسك بخصله من شعري وقام بتقبيلها.. ثم قربني اليه وحاول تقبيلي ولاكني ابتعدت عنه وقلت: تصبح على خير.
نضر الي باستنكار وقال: شنو؟
قلت بستفسار: خير؟
- هيج ماكو شي عن اذنج.
خرج من الغرفه وابتسمت بانتصار. ( بعدك مشايف شي والبادي اضلم! )
في اليوم التالي استيقذت باكرا ولم اجده في الغرفه. غيرت ثيابي واتجهت الى المطبخ..
سالت الخادمه اين ياسين وقالت: البارحة بات بره البيت بس خابر قبل شوي وطلب اسويله الريوق!
- اوكي روحي اني اسوي.
قمت بتحضير الفطور واخذته الى الغرفه وطلبت من الخادمه ان تخبره ان ياتي هناك.
وضعت الصحون على الطاوله وعدت لارتداء ذات قميص النوم...
بعد برهه طرق الباب وقلت بصوت ناعم: تفضل
دخل الى الغرفه ونضر الي مره اخرى..
- شنو مراح تفوت؟
ترجل وجلس امام الطاوله وبدأنا بالاكل..
قلت بصوت ناعم: عجبك الاكل؟
اجاب ببرود: اي
قلت بدلع: عوواافيي. اني سويته.
نضر الي باستنكار وقال: نزلتي للمطبخ وسويتي؟
- اي.
- شنو اي؟
اشار الي وقال: نزلتي هيج؟
نضرت الى نفسي وقلت: شلون هيج؟
قال بغضب: يعني بقميص النوم؟
- اي.
صرخ بغضب وقال: شنو اي شلون تنزلين هيج؟ ياويلج لو عدتيها مره ثانيه.
قلت بزعل متصنع: ليش شسويت يعني ماكو احد غريب بالبيت واهلك جانو نايمين!
زفر وقال: لتعيديها بعد.
قلت بدلع : اوكيي.
بعد ان انتهينا من الفطور قال لي: اريد انام لتخليني احد يزعجني اذى ممكن.
اقتربت منه وقلت : وين جنت البارحة؟
- سهران ويا صديقي.
- اها. صديقك؟
اقترب وامسك بيدي بلطف وقال: صديقي واذى ممصدقة خابري وتاكدي.
- لا ماكو داعي صدقتك... يلا روح نام على الجربايه
خرجت من الغرفه وتركته ينام.
ذهبت الى المطبخ ووضعت الصحون هناك.. وبعدها ذهبت لابحث عن والدة ياسين ( علمود اخبلها! ) كانت تجلس في الصاله وتقوم بالحياكة
- صبااح الخيير عمة!
نضرت الي بغرابه وقالت: هلة.
- تحبين اساعدج بالحياكة؟ خاف دتعبين؟
- لا ماريد ساعديني انتي حتى اصير بيبي ومعليج بعد.
قلت بدلع: ايي عمة هاي الايام جاي احس بتعب وارهاق مو طبيعي.
نضرت الي بدهشه وقالت: شنو يعني؟
قلت بخجل : مادري
نضرت الي بتمعن وقالت : باجر نروح نتاكد اني وياج يم الدكتوره.
- اوكي تامرين... يلا عن اذنج.
ذهبت الى الحديقه وابتسمت بانتصار ( بعدكم مشايفين شي يالنفسيات! انته وامك اني الكم.)
بقيت اجلس فالحديقه لوقت طويل وفجأة رأيت ياسين يقف امامي والغضب في عينيه وقال: امشي اريد احجي وياج.
قلت ببرود : خير شكو؟
صرخ بي: امشي وياي وبعدين تعرفين.
مشيت معه الى الغرفه واغلق الباب...
( ياسين )
بعد نومي بوقت دخلت امي الى الغرفه وهي توقذني بفرح
- ياسين يمة كوم مبروك حبيبي.
- خير يمك شكو؟
- مرتك حامل!
فتحت عيناي على اوسعهما وقلت : شنو؟ منو حامل؟
- سمر!
قلت بفزع: شلون؟ قصدي شلون عرفتي؟
- اليوم حجيت وياها بس مو متاكدين فباجر نروح اني وياها للدكتوره نتاكد بس متحملت انتضر لباجر واجيت افرحك هسه.
- هاا يمة يجوز غير شي يعني مو اكيد حامل.
- لا لا ماكو غير تفسير. يلا راح اشوف ابوك يريد شي.
خرجت من الغرفه وتركتني اغلي في داخلي. كيف تكون سمر حامل وانا لم المسها اساسا؟
ترجلت للبحث عنها ووجدتها تجلس في الحديقه اسمكت بها وترجلنا الى الغرفه...
قالت بقلق: شبيييك؟
صرخت بها: شنو شبييه شجاي تسوين انتي؟
- شكوو شسويت فهمني؟
- شكايله لامي ؟
- كلشي مكايله!
صرخت بها اكثر : شلووون كلشي مكايله لعد شلون تجي تكلي انتي حامل؟
نضرت له بدهشه متصنعه وقلت: شنوووو اني حامل؟ اني مكلت هيج!
- لعد منين جابت هالحجي؟
- مادري اني بس كلتلها جاي اتعب اخر فتره يعني يجوز عبالها حامل.
زفرت بقوه وقلت: وهسه شلون انتي شصار لمخج هسه هيه طايره من الفرح ومن وراج خاب ظنها.
قالت بفراغ الصبر: واني شعلية كلشي الصوج يمي. تره انتو جاي تفهمون الاشياء غلط شنو ذنبي.
- هففف ابقي هنا لحد ماجيج.
خرجت من الغرفه وذهبت الى والدتي..
- يمة ماكو داعي ترحين باجر ويا سمر للدكتوره هاي بس ارهاق من حاله نفسيه.
- لا ابني حاله نفسيه شنو يمة خاف حامل.
- لا يمة اني اعرف سمر هاي من وره الي صار اخر فتره.
- يمة انته شمفهمك بشغلات النسوان خلينا نروح ونشوف.
- يمة خلاص ماكو روحة... عن اذنج.
تركتها وعدت الى سمر..
قالت لي باستفسار: شسويت؟
- باجر مترحين ويا امي وخلاص. واذى تعبانه شي عود نروح اني وياج.
- لا ماكو داعي بس انام يجوز ارتاح.
خرج من الغرفه وخلدت الى النوم فعلاً..
استيقذت على يد احدهم تلامس خصلات شعري بلطف.. كانت يداه... نضرت اليه بتمعن وقلت: شدتسوي؟
ابتسم وقال: اغازلج.
ابتسمت وجلست على السرير وقلت: ليش هاي يسموها مغازله؟
- امم هيج شي.
- اهاا.
بقي ينضر الي لبعض الوقت ثم جلس الى جانبي على السرير وحاوطني بيداه وهمس: شدتسوين بيه انتي؟
همست له: شسويت؟
- جننتيني!
- امم شلون؟
- مادري شلون!
اقترب مني اكثر وقام بتقبيلي لاول مره اشعر بشفتاه على شفتي هكذا... قبلني بلطف وبعمق وبعد برهه استجبت له وبادلته القبلة...
شعرت بيده تحاول فك ازرار قميصي ابتعدت وقلت بستفسار: شدتسوي؟
نضر باستنكار وقال: شنو؟
- شنو شنو؟ ماريد تسوي هيج.
- تره انتي مرتي ..
- يعني؟ وانته كتلي انو ميصير شي اني ماريدة.
- يعني انت مترديني؟
-... لا.
- براحتج.
تركني وغادر الغرفه.
لست عبده له لكي يفعل بي ما يشاء وبعد ان يمل يرميني!
قمت بتغيير ثيابي ونزل الى الطابق السفلي.. مشيت امام الصاله قاصدة المطبخ.. وانتبهت على حديث ياسين مع والدته.
- يمة ماريد خلص. هذا الشي يرجع الي.
- ابني تره مو حاله هاي نريد حفيد عاد. الى متى ننتظرك هيج.
- الي كاتبه الله يصير بس زواج ثاني ماتزوج.
فتحت عيناي على اوسعها لما سمعت! هل تريده ان يتزوج باخرى؟ ماذا يظنون انني ذليله عندهم؟
قالت والدته وهي غاضبه: خلاص لعد مو مشكلتي الناس كلها جاي تنتضر ولي العهد. واني معايشتلك طول العمر اريد افرح بولدك قبل ماموت.
قال هو بتنهد: ان شاء الله يمة.
تابعت مشيي بحذر نحو المطبخ... لم تعد لي شهيه في الاكل لذلك عدت الى غرفتي...
تجاهلت كل ماحدث وبدأت بقرائه احد الكتب لعلي استرخي قليلا.. وبعد وقت غطيت في نوم عميق..
في صباح اليوم التالي.. استيقذت ورأيت ياسين يحضر في حقيبته ...
فتحت عيناي بتعب وقلت: هاي شنو؟
قال ببرود: راح اسافر.
استعدلت جلستي وقلت بقلق: وين؟
- عندي شغل مهم لازم اسافر كم يوم..
نهضت ووقف امامه وقلت: ليش مكتلي حتى اسويلك الجنطه؟
- ماكو داعي كلت خلي تخلصين مني شويه.
- ليش اخلص منك ؟
- مو انتي مطايقه وجودي يعني خلاص ماكو داعي نثكل على بعض.
- وانته ليش هيج تفكر اني مكتلك شي ولا اشتكيت من شي.
اقتربت منه وامسكت بيده بلطف وقلت: اذى على اشياء ثانيه فماريد منك غير بس شويه وقت اتعود عليك. وانته هم تحتاج وقت حتى ترتب افكارك.
ابتسم بتعب وقال يلا مع السلامه.
قلت بفزع: ليش هسه رايح؟
- اي.
اقتربت منه وقمت بمعانقته وقلت: ترجع بالسلامه.
شرعت بيده وهي تمسح على ضهري بلطف وقال: ان شاء الله.
... ورحل...
بقيت انتضره ايام بفارغ الصبر.. لقد اشتقت اليه اشتقت لقربه اشتقت لصوته المخملي حين يناديني اشتقت لنضراته.. طال غيابه كثيرا ولم اساله متى يعود.. كان يحدث والدته من الحين الى الاخر لكي يطمنها عليه ولم يطلب يوما محادثتي.. بقيت في فترة غيابه افكر في ما حدث..
حكمو علينا بالزوج ونحن اغراب
حكمو ان نأسس عائلة ونحن اغراب
حكمو ان نعيش مع بعضنا الى الابد ونحن اغراب
ولكنهم لم يفكرو ان القلوب هي من تحكم متى يصبح الغريب حبيب..
وها قد حكم القلب ان يكون له قريب!
طال غيابه ثلاثه اسابيع ولم اسمع عنه شي غير انه بخير.. كنت اسهر كل ليله انتضره انتضر ان يتصل بي ان يكلمني ان يعود الي فقط قربه مني يكفيني... ولاكني كل ما تذكرت بانني لا املك قلبه وان تفكيره مع امراءة اخرى يحترق قلبي الف مره اريده ان يحبني كما احبتته وليس ان يخدعني لكي يحصل على مايريد ويرميني كدميه..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 11, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحكمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن