قصة : نسيم الفجر [2]

59 1 0
                                    

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
حسناً ، قام ابي بإرسالي للندن و في قبضة يدي عشرة آلاف فقط .. جيد ، لكن بحق الجحيم لمَ يجب عليّ ان اعيش في شقة ضيقة ؟! إيجارها مناسب هذا لربما امرٌ جيد .. لكن مع شخص لا أعرف شيئاً عنه سوى إسمه .. امرٌ سلبي تعدى الحدود السلبية !!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ماهذا الهراء !؟ بل ما هذا الأب !؟ ، انه الأسوء ، حسنٌ انا علمٍ بـ عواقب الصحافة و ما ستقوله و إلخ إلخ إلخ.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
لكن من يهتم !؟ اعني لن استطيع البقاء متخفية طيلة حياتي ،!!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
هذا ببساطة جزء من محادثتي الهاتفـ .. لا احذفوا تلك الكلمة .. بل جزء من مشاجرتي على الهاتف مع ابي العزيز !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
كان ذلك عندما غادر تومليسون .. و مع مغادرته ، بدأ هاتفي "i phone 6" يرن بصحبته أغنية سخيفة جدا ، لكن لا يمكنني تغييرها أبداً ، لقد وضعتها مارلين على حد قولها إنها المفضلة لدي منذ الطفولة ، يع ! لم أكُن أعلم بأن ذوقي بشع لهذا الحد !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
بحثت عن الهاتف في جميع أجزاء الحقيبة ، تباً اين هو ؟! ومع كل دقيقة تمر استطيع سماع صوت الاغنية تعلو اكثر فأكثر ، صحت بعصبية :
_فلتحل عليك اللعنة من هاتف !! أتعتقد بأن صوتك جميل لهذا الحد !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
واو صرت أتحدث للهاتف و هو يرن ، سمعت صوت ضحكه المبحوح مما جعلني اجفل بصدمة .. اللعنة إجعلوه يضحكُ للأبد !!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
أدرت بصري ناحيته و رأيته يضع يده على وجهه بينما كتفاه يهتزان بعفوية ، فجأة إختفت ضحكه ليقول ببرود :
_إنه في جيب سترتك أيتها المغفلة.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اجفلتُ مسودة الوجه ، بإمكانكم رؤية جميع محتويات حقيبتي خارجاً ، منتشرة على سجادة الأرضية ، إنقضضت على هاتفي بعصبية ، فقد دعوتُ الله داخلياً بأن هذا الرجل لم يلاحظ.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
لكن ذلك يبدو بأنه كان واضحاً ليجعله يصمت قليلا ، ثم ينفجر ضحكاً من جديد ، اللعنة ، أوليس هذا شيئا طبيعياً يعني .. اوه اشعر بسخونة تجتاح اُذناي.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
أخرجت الهاتف من جيبي ، بعدما توقف عن غناءه ، لحظة كيف !؟ أعني إنه فجيب سترتي و لم أشعر به ، لربما هي الحاسة السادسة كما يقولون !؟ .. لا يهم !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
عندما نظرت لإسم المتصل ، أصابني الذعر !
ما الأسوء من تفويت مكالمتان من أبيك ؟! لو لم يكن أبي لمَ علمت أنه يتصل الآن بالقوات الجوية للبحث عني ، احسست بأنني دب هارب من حديقة الحيوانات ☺💔.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
إتصلت بأبي مجدداً مترقبة ، لربما سيصرخ قلقاً .. إبنتي اين انتِ !؟ هل انتِ ميتة !؟ .. ، سرت قشعريرة في جسدي عندما سمعت صوت أبي البارد :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_جوليا ! أانتِ بخير !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_اه اجل طبعاً .. نعم حسنا ، لم أجد الهاتف ،
خرجت من الأمامي ، .. ااء طيب لكن لا تصرخ في وجهي ! .. في مكتب العقار ..
أجل ، لوكاس بالخارج .. -
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قاطعت صراخه بعدما فتحتُ ذلك الموضوع مجددا ، قلت بملل :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_حسنٌ ، ابي .. لا استطيع ! لا يمكنني العيش في شقة أجار !!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قال جون بملل :
_و ما بها شقة بايجار ؟!
_اف لا بأس بها إنها جميلة واسعة تفتح النفس .. اجل وداعا ☺.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اغلقت الهاتف ثم زفرتُ بضيق ، وضعت الهاتف في جيب سترتي و قلت ببرود موجهة كلامي لـ زين :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_انا اعتذر عن هذه الضجة يا .. لحظة ما اسمك !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_زين ، أنسيتيه بهذه السرعة !؟
_أسإل مخي ☺.
_اوه جولي ، ألا تزالين طفلة من الماضي !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
رمقته بضيق ، لم أفهم .. حاولت تغيير محور الحديث فأنا بالفعل لم استوعب ما قاله .. افّ ، أكره ذلك الشعور الذي يجعلني اشعر بالإحراج و لا ادري لمَ !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
فـ بكوني مشهورة نسبياً ، فهذا يعني بأن عدد الناس الذين يعرفونني أكثر بمراحل بالذي أعرفه بدوري ، لكن أنا لا أتذكر بأنني رأيته قبل الآن !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
غيرت دفة الحديث و قلت ببرود فاشل :
_دعكَ مني ، اء .. يمكنك الآن ان تخبرني عن مميزات تلك الشقة و إلى آخره.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
بعد إنتهاءنا من الإجراءات اللازمة لتلك
الشقة ، بقيت اسير في الممر عاقدة ذراعاي و أنا ازم شفتاي بضيق ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
لمَ قلت له "سيد" !؟ أعني هو الذي عليه أن يحترمني ، ألا يعلم مقدرتي على زجه بالسجن الي الابد بإشارة من إصبعي.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
بينما هو ناداني بإسمي المختصر "جولي" !؟ ، أولا اسمي جوليان ، ولم يناديني أحد قبل بـ جولي هذا غير والدي ، لربما هو يعرفني ، و لم يدعُني بـ "الآنسة براون" أو حتى "أنسة جوليان" !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ثانياً ، لمَ نسيتُ إسمه ؟! ، مع أنني ذكرتُ إسمه في مخيلتي أكثر من عدد المرات التي ارمش فيها ، اوه لدي الزمايهر*
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*زمايهر = زهايمر.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
هذا شيءٌ غريبٌ ايضاً ، ثالثاً لمَ نعتني بـ طفلة من الماضي ؟! حسنٌ ، تلك هي النقطة الحاسمة اعتقد بانه يعرفني بالفعل.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
أفقت من تفكيري المزمن إلى الواقع عندما عطس زين بقوة ، رفعت بصري عن الأرض و اخذت اجول به حولي ، رأيته يقف عند سيارة "فراري".

لحظة ! أين أنا !؟ يبدو و كأنه كـ باب الخلفي ، ، يبدو أنه كُتب لي الخروج دوماً من الخلفي ! .. ، قلت بغباء :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_أين نحن !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اخذ يمسح انفه بمنديل و هو يقول :
_كراج العقار ، كما ترين.
_لحظة ! ألن يقُلَني لوك !؟
_سأصطحبك لذاك المنزل برفقتي.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
غمغمت مجيبة بكسل ، ثم سحبت هاتفي من جيب سترتي و أرسلت لـ لوكاس رسالة اخبره فيها بـ موقعي ، و ان عليه العودة الى لا أدري أين ؟! ان يذهب فقط ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
بعدها أعدت وضعه في جيبي ثم سحبت قبعة سترتي و وضعتها على رأسي .. سرت إلى غاية وصولي لسيارته ثم ركبتها.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
كان عليّ ان اُقرّ بأن عددهم زاد للضعف ، الصحفيون ناشبون لي كالـ غراء ، تمتمتُ بضجر :
_اوهوه ، و ها هم هنا ايضاً ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قال زين بملل :
_لستِ الوحيدة المشهورة عزيزتي ..
_لستُ عزيزتك !!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
و للمرة الثانية على التوآلي عليّ ملاحظة حديثه معي ، لمَ لم أرفض الذهاب معه !؟ ، فهو لا زال غريباً عني حتى الآن .. ، حتى و إن كنا سنعيش معاً لفترة !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اوه أين ذهب كبريائي اللعين في تلك اللحظة ؟!، ثانيا ماذا يعني بأني لست الوحيدة المشهورة ؟! هذا يعطي احتمالاً ضعيفاً بأنه مشهور هو الآخر.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
و هذا يزيد من إحتمالية خروجه من الباب الخلفي وليس الأمامي و السؤال الأهم :
لمَ يريد شريك سكن ؟! و سمات الثراء تكاد تفترس وجهه.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تفحصت ملابسة للمرة الثانية ، بعد تفحصي لسيارته الواسعة والذي يبدو عليها بأنها أحدث صيحة ، واو.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
عندما تجاوزنا او تجاوز زين حشد الصحافة و وصلنا لغاية الشقة تلك ، ترجلتُ من السيارة ثم رفعت رأسي ملقية نظرة للشقة .. ، ما هذا !؟

Short stories | قصص قصيرةWhere stories live. Discover now