"تعال وسكِت ظنوني..تريد تشوفك عيوني"
8:00 صباحًا
أحّس بـ حرارة تطغى على برودة جسدِه، فتح عيناه ببطئ ليرى ضوء الشمس يُخبره بإنهُ لايزال على مايرام وإنتهى عقابه لنفسه .
نهض وذهب إلى أقرب كوخ للأطعمه يُصادفه،أسترخى على الكرسي بهدوءه المعتاد
..."خاطبتهُ بالانجليزي": بماذا أخدمك ياسيد؟
ريك رفع نظرُه بإبتسامة وتحدث بالعربية: أريد حساء وماء من فضلك.
... "أندهشت": كيف عرفت انني عربية؟
ريك: جمالُكِ أوضّح لي.
حسنًا أنا لستُ من النوع الأجتماعي، لا أفضل التحدث مع العابرين وقليل التحدث مع الزملاء، حتى أنني إذا رأيت شيءً ما أثار إعجابي لا أنطُق ولكن .. من المُفترض أن يحدث ذلك مع التغيُر الحاصل !
ذهبت إلى الغرفة تخفي إحراجها لأول مرة! رددت؛ لأ يانغم! لا يوجد شيء يدعّي الخجل، وأنا أكره جميع الزبائن ولا أريد حديث طويل معهم.
نهضت تخبر الشيّف عن طلب ريك.
الشيّف:مابِك يانغم؟
نغم:من المُمكن أن يكون تأثير الطقس عليّ.
أخذت نغم الطلبات وقامت بتوصيلها، كان هُنالك عازف بيانو يجلس في ركن من أركان الكوخ ويعزف بهدوء يُطرب نغم!
في يدها حساء وماء، تتراقص مع معزوفة البيانو وتطلق ضحكاتها مع زميلات عملها،ريك لم يبعد نظره عنها
أصابها التوتر ووضعت طلبه على الطاولة بحركة سريعة لعلها تهرب من أكثر شيء تكرهه! "النظرات"
في غفلة نغم سقط الحساء على أرضية الكوخ، أغمضت عيناها بقوة! منتظرة توبيخ من السيد وبالفعل آتى
السيد:نغغغغمممم!!!!!!! يالكِ من غبية! ستدفعين ثمن ذلك، لماذا تقفين؟ أركضي لتمسحي الأرضية!
نغم: لا تتعدى حدك حتى وإن كُنت مديري.
السيد أقترب منها: أُقسم انني سأجعلكِ تندمين !
نغم أطلقت ضحكة مستفزة ، مستهزئة بـ السيد.
السيد أمسك شعر نغم:سترين.
كان كل هذا تحت أنظار ريك الذي نهض وأمسك بـ يد السيد ليُفلت شعر نغم الذي لا يستحق ابدًا هذه القبضة .
ريك: ماثمن هذا؟ أنا سأدفعه، لأنني أنا الذي رميتُ بالحساء
السيد بطمع: مبلغ مالي، الآن تمسحين الأرضية وتحظرين له حساء آخر.
نغم ذهبت أحضرت حساء ووضعته على الطاولة وفي عينيها الف حكاية إنهزام وكبرياء !
عندما أحضرت المِمسحة، أخذها ريك ومسح الحساء المتساقط وأرجعها لـ نغم .
نغم: مبلغ مالي وكمان تمسح؟ حسيت بأني وحدة من أهلك .
ريك إبتسم: عربية وأنا عربي، يعني تُعتبري من أهلي.
نغم ضحكت على عباطة ريك وراحت
ريك أنتهى من الحساء،حمل الماء بيده ووضع مبلغ المال ومبلغ إضافي لحماية نغم المغلوبة على أمرها من السيد .
توجّه ريك لـ الطريق العام لكن أوقفته عاصفة شديده بجانب منزل أمامه طفلين يركضون وواضح إنتظارهم لشخص .
ريك جلس على الأرض بإنهزام!
ريك يحفر بدون وعي للحد إللي جعل يده تنجرح,ريك صاح بصوت مرتفع: أخرجي إنتي مكانك مش تحت التراب! إنتي فوق رأسي والرب بس أرجعي،أنا مهزوم ياأمي ماني قادر القى الثبات ودائمًا مشتّت-أرخى ظهره للخلف وبصوت رايح-أحتاجك ياحبيبتي .
قبل ثواني ؟
سامي يسحب يد نغم وخايف من منظر ريك .
نغم لم تسمع سِوى"أحتاجك ياحبيبتي",أقتربت ورفعت رأس ريك صُدِمت,نغم: ذا؟؟؟؟
كان ريك فاقد وعيه.
نغم رفعت ريك على كتفها وسامي من الجهة الآخرى،
كان الجو صعب جدًا! رياح ومطر يصعب عليهم المشي على التراب إللي صار طين
نغم أسندت ريك عند الباب لتفصخ حذائها،فتحت الباب ووضعت ريك على الأريكة وغطته،جلست على الكرسي وتنهدت تعب.
إيلين نازلة من غرفتها مو منتبهة لوجود ريك: غريبة العجوز طلعك بدري !
نغم: الجو خطير وقال أرجعوا قبل مايزداد .
إيلين شافت ريك: يمممه!!! نغغغم مين ذا؟
نغم: أسكتي، ذا اليوم جاء وأنا سرحت وطيحت الحساء،السيد خاصمني وشّد شعري وذا دفع تعويض مالي ومسح الحساء تخيلي؟
إيلين: يجي منو والله هههههههههههههههههههههههههههههههههه.
نغم ابتسمت.
إيلين: إيش ذا الطول؟عملاق
ريك مغمض عيناه: عملاق ولا أكون قد أصبع-يضحك-
إيلين: يانغم اليوم يوم الخوف ولا إيش؟ أصحى وأشوفو فجأه ويتكلم فجأه وهوا نايم
نغم تطالع في ريك سرحانه: ....
ريك جلس: مين جابني هِنا وكيف وليش؟.
إيلين: شوي شوي
ريك طالع فيها ورجع نظره لـ نغم: ...
نغم: سامي شافك وأنا جاية وحكى لي، جيت شفتك وحبيت أرجع لك إللي عملته اليوم.
ريك: ماعملت شئ-انتبه لـ يده- مُمكن منديل؟
نغم من طبعها مُحِبه للمساعدة وخصوصًا في هالحالات!
نهضت أحضرت معقم وقماش وبدأت تعقم جرح ريك .
ريك أمسك ايدها ليُبعدها: آه!
نغم نظرها على ايدها وأبعدتها عن يد ريك بسرعة,نغم: تحمل شوية! لازم يتعقم.
ريك: خلاص مش ضروري عطيني القماش أحطه.
نغم وكأنها ماتسمع,أكملت ووضعت القماش.
آتت حور عابسة: نغم جوعانه .
نغم: إيلين حأتطبخ.
إيلين ترفع صوتها: نغم ماعندنا خبز!
نغم نهضت تأخذ مِعطفها المُعلق على ركن الصالة : رايحة أجيـ...
قاطعها ريك: أنا بجيب طالما فـ منزلكم ولكم فضّل عليّ.
نغم بضحكة ساخرة: لو مسألتنا نرجع إللي نأخذه كل مرة ماحنخلص! وبالأساس المخبز قريب.
ريك ضائع بين ضحكتها وأسلوبها,ريك يُحدث نفسه؛ ليس لنا خلاص لو كنتُ سأقابلك دائماً ولو أراد قلبي ذلك،مغرورة، الغريب في الموضوع أن غرورها جذاب! من يُحبها سيهلك فعلًا.
نغم أرتدت المِعطف سريعًا وبين متاعب الطريق لم تصِل إلا بعد دقيقتين.
إيلين جلست على الأريكة ومدت ايدها لـ ريك: أنا إيلين أخت نغم بس مش أختها.
ريك صافحها: ريك,كيف كذا؟.
إيلين: أبوي متزوج أمها من زمان وصار حادث لهم.
ريك: الله يرحمهم .
إيلين تنهدت: يارب.
ريك أمسك بـ أيد إيلين:ناعم ملمسها زيّ الأطفال !
إيلين ابتسمت وظهرت غمازتها التي تُظهر تضاريس أضطرابها وفرحتها من هالكلمتين.
إيلين: بروح أشوف الطبخ إيش صار عليه.
ريك: حظيظ لو أكلت من يدينك.
إيلين أطلقت ضحكه فاتنه: عيّار !
ريك إبتسم إبتسامة جانبيه.
#عند نغم ؟
تتخير أفضل أنواع الخبز، تُكذب على ذاتها بإنه ليس لـ ريك,قماشها العقلي"تشبيه مجازي"جميعهُ يُطرز حور وسامي وإنهم يكبرون على الأشياء المُحفزه فقط وإنهم الأفضل دائمًا.
لم تصحى من غيبوبتها الصغيرة إلا عندما طُـفئت اضواء المخبز معلنه بإنه لا أحد سواها موجود !
ركضت لعلهم ينتبهون للصغيرة الذاهبه لشراء رغيف الخبز لإخوتها اليتامى،
جهشت على الأرض وبدأت بالبكاء: أفتتتتحححححوا،أنا لسى موجوده لاتخلوني هُنا!!!!!
عندما عرفت أنه لا فائدة لذلك،وضعت ظهرها على ركن من أركان المخبز،أغمضت عيناها وهدأت
عادت للبكاء عندما جاء على بالها سامي وحور جائعان وبِلا عشاء!
نغم: سامحوني .. ياإخوتي سامحوني ، لم نستطع تحمل حملكمَ بعد أمي، آهٍ ياأمي لو تشاهدين أبنتكِ بهذه الحالة وأهملت صغيرتكِ "حور "والذي بمثابة إبنكِ "سامي" هل ستعاقبينني؟ راضية بعقابكِ لكن أُريدك جانبي .
#في مكان آخر بعيد,12:09 بتوقيت الكويـت.
دخل البيت بمزاج خائب.
نظرات جميع اللذين على طاولة الطعام توجهت عليه,والدُه: شنو مامليتي من هالطلعات؟ عساج لا مليتي بس دام أن راسي يشم الهوى حركات الصبيان ماأبيها وطلعه بعد الساعة 11 ماكو!
تيم ببحة: أبشر"توجّه لـ حُجرته وأوقفه صوت والدته"
أم تيم: ..."تيم"
تيم أرجع رأسه للخلف وأغمض عينه بتضجر: هلا؟
أم تيم: غيري هدومج"ملابسك" وتعالي إكلي.
تيم أصغى لها وطلع لـِ الحُجرة,فصخ بسرعة ولبس ونزل,جلس على الكرسي المخصص له وبدأ يأكل.
أم تيم: وين كنتي لهالحزة؟
تيم: عند رفيجاتي.
أم تيم سكتت: ....
بعد دقيقة؟
أم تيم: إكلي مثل البنات
تيم: وحتى الأكل صار فيه طريقة للبنات وطريقة لصبيان؟
أم تيم: سِكتي لاتناقشيني! قلة أدبك ماتمشي عندي وقت ماأكلمج عيونج بالأرض!
تيم: يووووه ! خلاص ترى بشق هدومي منج
أخو تيم: حسني ألفاظج مع أمي يلي ماتستحين
تيم قام بعصبية وأقفل باب حُجرته..فتح الدرج وأخذ آلتهُ الحادة,دخل دورة المياه ورمى بنفسه في الحوض المليئ بالماء الدافئ وبدأ بالبُكاء
توقف وقام بجرح نفسه في أيدُه،قدمه،أطراف أصابعه
أغمض عينه بقوة: أحتاجُكِ، مهما حاولت التظاهر بعدم الأهتمام فلن أنجح لكن الجميع لا يفهمني كما تفهمينني وتشعرين بيّ،
أراكِ هُنا، في عيني وفي قلمي,في كُتبي وفي المكتوب ايضًا
أنتي عالقة بيّ ولا يمكنني نزعك منيّ وحتى المسافات والبُعد لم تسطِع فعل ذلك,حبيبتي ميساء سأبقى أُحبكِ.
أنت تقرأ
كنتُ وحيدًا وأصبحتُ وحيدك.
De Todoتومبوي متعجرف، لم يجرب الحب وعندما جربُه بقى بين آمرين : كرامتي ام حبيبتي ؟