على قارعة الطريق جلست

101 1 0
                                    

على قارعة الطريق جَلست بعد أن أنهكتها سيئاتُ الطريق،فكُلما نَجت من حفرة واجهتها أخرى أكبر، وكُلما نهضت وخرجت تفاجأت بمُنحدر شديد وقوي؛ما إن عَبَرتهُ بآخر أنفاسها كان التالي أكثر علواً وإنحداراً...
ولكن هذه المرة "جلست على قارعة الطريق"،استُنزِفت طاقتُها البدنية،والتي كانت تدعمُها بطاقة روحانيّة حتى الداعِمُ استُنزِف، ارهقتها أزماتُ السيّر، وإن ظنت بأنها الأخيرة، خيبت ظنها أزمة جديدة...
هي كانت مؤمنة قوية،بل حاولت أن تكون كذلك، لأنها تتبع قاعدة "ما تظُن سيحدُث"، لطالما فكّرت بإيجابية وكانت على يقين بأن لتلك الإختبارات نهاية،أو على الأقل هُنالك إستراحة بين كل فوج وآخر،لكنها فيما بعد فهمت أن إختبارات الحياة ليست كتلك التي اعتادت عليها في مقاعد الدراسة...
"على قارعة الطريق جلست" بعد أن نَفَذ منها الصبر،وملّت عيناها الدمع، وأصبح الظلامُ الحالكُ المُحيطُ بها مصدر إلهام لحاسةٍ سادسة أو رُبما سابعة،لا بشر، لا مخلوقاتٍ حيّة، ولا حتى أشباح مُخيفة، أو ربما هي تأكدت أن لا شَبح مُخيف أكثر من 'إنسانٍ بشري' يحملُ الإنسانية إسماً لا صفةً...
هي وحدها مُتأملة لما حولها أو لما قد يكون حولها خلف ستارةِ الظلام، تستشعرُ وتُخمن ما قد يكون هُنالك من جديدٍ إن أكملت العبور، وتسترجعُ ما مرَ بها أو ما مرت به، وتحاول إكتشاف تكملةِ أُحجيّة إن حلّلتهافي عقلها الأنثويّ البريء سابقاً المُشوه حالياً، رُبما سيكُن بإستطاعتِها إستجماعُ قواها وتخطي تلك العثرات بل تخطي مساومات الطريق للعبور منه...
ربما المُشكلة الأكبر لديها ليس فيما تواجه، ربما وحدتها بلا مُساند ولا داعم هي ما تؤلمُها،فالمتاهة تصعُب على الفرد، وتصبح أسهل على الجماعة...
ها هي "جالسة على قارعة الطريق" حائرة أتُكمل رحلتها بجسدها المُنهك ،وهي تعلم أن وحدتها ستستأصلُ طاقتها الضئيلة،أم تجلسُ متأملةً بعتمةٍ ربما لن يأتي في دربها من ينيرهُ بسراجه ويكشف لها عن كُل ما أخفاهُ سوادُ ليلها الذي طال...

#بقلمي#من_مذكرات_أنثى
#على_قارعة_الطريق_جلست
#فاطمة_العفيشات

"مذكرات أنثى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن