ملامِح مُستذئِبة - werewolf features
تلونت السماء بِزُرقة باهتة للأبيض وتجمعت الغيوم لُتخبئ بعض نور الشمس تُبيحُ بإسقاط ثلجها للأسفل
إضافةً للجو البارد الذي تصل درجة حرارته تحت الصِفر ؛ في منطقة جبلية خالية من أنفاس البشر إقتحمتها أحدِ الحافِـلات الخاصة بِجامعة سيول مُتجهةٍ إلى مُتحف تاريخي مشهوراً بها لأحد التقارير الهامة للطلاب عبرت النفق المحفور وسط الجبل في منطقة خالية من السكان متوجِهة مِن مُحافظة إلى مُحافظة أخرى ، لي دونغهي كان أحد الطلاب الجامعيين بِداخل الحافلة ، يجلس بِجانب النافذة ينظر للأُفق خارِجها وهو يضع سماعات في أذنيه تعطيه جواً خاصاً به ، الهدوء عم على الحافلة عدى بعض الأصدقاء الذين يتحدثون بهمسات خفيفة ! لقد كانت الثامِنةِ صباحاً ومعظهم نائِمون وليست لهم القدرة الكاملة للإحساس بما يجري حولهم ، قطع الهدوء التام صخب وحركة إنحراف العجلات المُفاجئ الذي قد ذعر الكل وإستيقظ له ، دونغهي غير نظراته من النافذةِ التي ينظر لها الى النوافذ الأخرى مِمن حوله ليعلم ماذا يجري ، هم يمشون في طريق يفصل بينهم وبين الجرف العميق سوراً حديدي فقط ! الكل إرتعب وبدأ بالصراخ عندما وجدوا سيارة عائلية مجنونة تتدحرج من أمتار بلا توقف وسرعة فائقة ، فقد السائق سيطرته على تخطيها وتمايلت الحافِلة يميناً ويساراً وسط رعب الطُلاب وتكورهم في كراسيهم وضجيج خوفهم بدأت أشيائهم وحقائبهم تتساقط من الرفوف العُليا بالحافِلة ، توقفت الحافلة بِشكلٍ أفقي بوسط الشارع مستعدة للرجوع إلى المكان الذي أتوا منه ، دونغهي لم يسعه إﻻ الصراخ بذعر عندما تحرك محرك الحافلة وإستدارت عائِدةٍ للنفق تعطي السيارة فرصة أكبر بإصتدام جهته من الحافلة ، دونغهي أسرع وتخطى المصدوم بجانبه في الكرسي ليبتعد للجهة الأخرى لكن بسبب سرعة الأحداث لم يستطع دونغهي التفكير جيداً حيث إصتدمت السيارة الكبيرة بالحافلة و تناثر زُجاج النوافذ على الشوارع والطُلاب ودفعت السيارة بالحافلة بعنف بطرف الشارع نحو الجرف ، صرخ الطلاب ومِنهم من فقد وعيه ، أدمت شظايا الزجاج أجسادهم وأفسدت هيكل الحافلة ، ضربت الحافلة السور الحديدي وكسرت جُزءً منها والجُزء الآخر قد إنحنى للأسفل نحو الجرف ، حدث ذلك في ثانيتين حيث بسبب قفزة دونغهي المُفاجِأة في الهواء بِــنفس توقيتها إصتدمت السيارة بالحافلة ودفعتها نحو الجرف وذلك جعل دونغهي يصتدم بِزجاج النافذة هو الآخر ويكسره يكاد أن يسقط للأسفل ينقلب للأسفل رأساً على عقب في حين إن قدمه التي كانت تلتف حولها حقيبته كانت عالقة بين زجاج النافذة الشبه متحطِم متمكسة بِالحافلة ، دونغهي صرخ يستنجد ، لكن الطلاب كانوا إما فاقدين الوعي ومنهم من شُلت حركته بسبب إصابات الحادث العنيف والآخر حالته العقلية قد إختلت بالرعب والخوف ! كانوا في أمان وسلام وفي عدة ثواني إنقلبت حياتهم إلى حافة الموت ! باب الحافلة كان متحطِماً بسبب السيارة لم يكن للطلاب أي مخرج من الحافلة والمخرج الآخر كان من النوافذ التي تطل على مشهد الرعب .. جُرف الجبل ! خياراتهم كانت محدودة ومنهم من كان يصلي لإجل حياته ! دونغهي حاول رفع نفسه تدريجياً للحافلة وهو ينتحب هو يستطيع معرفة إن السور لن يتحمل عِبئ الحافلة عليه قبل أن ينحدر للأسفل تماماً ويسقط الطلاب نحو الهاوية ! لكن الزجاج المكسور لم يستطع تحمل ثِقل دونغهي وبسبب حركته الكثيرة لينجو ، تفتت الزجاج المكسور وسقط دونغهي صارِخاً بصرخة ﻻ يُعلى عليها لتوديع حياته ! لقد كان يرى إلى أي قاع بالضبط هو متجه رأى إقتراب الأشجار الكثيفة وإنغمس بِداخلها تسبب أغصانها جروحاً كثيرة ( ذلك سوف يكون أقل ألماً من السقوط مباشرةً نحو الأرض ) غطى دونغهي وجهه بيديه لتفادي الأغصان الجارِحة ثم سقط على غُصن ضخم لِشجرة عريقة كاد أن يمزق بطنه ، قذف دونغهي اللعاب من فمه مُجبراً لقوة الضربة ، تجمد للحظة في مكانه بالكاد يستطيع تحريك أطرافه الألم قد حاوط بإعصاب جسده يحمد الأله لوجود الشجر لتخفيف الضربة ، حاول دونغهي الإعتدال في وضعيته المؤلمة لكن ذلك جعله بخطأ جسيم يسقط للأسفل حيث المنحدر الصخري قد سقط عليه وإستمر بالتدحرج بلا توقف حتى وصل للأرض الموحلة بالقليل من العُشب يسقط على ظهره ! حقيبته كانت مُرافِقته طوال هذه الرحلة المؤلمة ! الألم كان يذله ذلاُ شديداً عبس وجهه النازف وإستمر بالتأوه حاول رفع نفسه لكن يبدو إن أحد يديه كُسِرت أو .. فقد الإحساس بها ! من يعلم ؟! الجروح كانت تشوه ملامح وجهه حيث كان باقي جسده محمي بالملابس الشتوية السمِيكة ! دونغهي كان يشعر بالصداع الألم يمزق أطراف جسده وإستمر بسعال الدم ! خرج الدم مُسرعاً فضولياً لرؤية العالم الخارجي ! الحقيبة التي سقطت لاِحقاً بِجانبه وبعدها بدأت بقية محتوياتها بالسقوط واحِدةٍ تلو الأخرى على بِساط الثلجِ الأبيض ، رن هاتف دونغهي يصدر إهتزازات وصوت موسيقى عالية ! دونغهي ببطئ إلتف له وبتركيز وجد إن المتصل صديقه المقرب كيوهيون ! إنقلب دونغهي بألم على بطنه وجفل بصرخة صغيرة صدرت من بين شفتيه يعضها ليتحمل ألمِه ، يده تؤلمه بِشدة يشعر وإنه يريد قطعها ليتخلص من الألم دون ذكر ضربة الغِصن في بطنه ﻻبد وإن بشرته اﻵن تحولت للأزرق المُخضّر المخيف منطِقة الضربة ! والجروح والخدوش في مختلف مناطِق جسده !! زحف دونغهي ببطئ شديد وهو يشد على أعصابه لِتحمل الألم ، لقد كان يرتجف مُتألماً وحركته تصلبت ، تقريباً وصل لهاتفه وفقط ضغط على زِر الرد حينها سمع صوت كيوهيون : دونغهي هيونغ هل وصلت ؟ ... هيونغ !
صرخ دونغهي بين أنفاسه بصعوبة بسبب بُعد الهاتِف : كــــيـــــــوهــــــيـــــــون !! إســـــــتــــــمـــــــــع لــــــي لـــــــــــن أكـــــــــــــرر كـــــــــلامـــــــــــــي ، إتــــــصـــــــــــــــــل على الطــــــــــوارئ بُســــــــرعـــــــة وأخــــــــبــــــــرهــــــــم بحــــــــــــادِث بــــيــــــن ... .
بدأ صوت دونغهي يختفي شيئاً فشيئاً ! لم يعد قادِراً على الكلام أو التحرك أكثر ، صداع حاد وبدأت المناظِر أمامه تتشابك في بعضها هو يعلم ما سوف يأتي بعد هذا ، بدأت عينيه بإفراز الدموع وهو ينظر للأشجار أمامه ، وجهه قد غطيّ بالوحل الممزوج بالثلج وتحتهما الدِماء النازِفة ! في حين إن بعض الدِماء إخترقت قماش بِنطاله وبدأت بالظهور علناً ، الرؤية بدأت تسود شيئاً فشيئاً وهمس دونغهي بِلسان مثقل : لا ! لا أريد أن أفقد وعيي هنا !
وآخر ماسمعه دونغهي قبل أن يتشتت وعيه هو صوت الدونغسينغ الخاص بِه من الهاتف " دونغهي هيونغ أجبني ! هل أنت بخير ؟ دونغهي هيونغ ! دونغهي هيونغ "
أنت تقرأ
ملامِح مُستذئِبة
Fantasyكُتاب الأدب ومنتجين الأفلام يخترِعون الكثير من القصص الخُرافِية التي لا حقيقة لها لإمتلاكهم للخيال الخصب حيث إما يكون مُرعِباً أو للإثارة ، لكن ماذا لو كان أحد هذه الخُرافات حقيقية .. ماذا لو لم تكن مبنية على مخيلة الكاتب أو المنتج ! ماذا لو كان أصل...