عقد كأنه قرن
إليكم قصتي ...
تراب ينهال عليّ وأنا مقيدٌ لا أستطيع الحراكِ , شيءٌ ما يمنعني من الحركة , وكأن جبال الأرض اجتمعت على صدري .
أصيح بصوت المذعور " أخرجوني أنقذوني ألا يسمعني أحد ؟ " أسمع أصوات تدمدم فوقي !! هل سمعتم شيء ؟ ماذا يحصل ؟ وفي لحظة ,, كأنها دهرٌ .. استطعت أن أحس بأن أحدهم يحملني و بدأ يزيل ما يحيط بي من السلاسل والقيود وكأنني طفلٌ مقيدٌ بمهاده أجل هو كذلك إنه كالمهاد ولكن مهادٌ من نوع أخر ، مهاد النهاية وليس البداية ...
أخرجني شخص على أصوات تكبيرات ملئت الأرجاء نعم إنهم من كانوا يصلون عليّ منذ قليل و جاؤوا بي إلى قبري ليدفنوني وينهون بذلك آخر فصلٍ من قصتي التي سأرويها الآن لكم ..
أنا شاب جامعي في مقتبل العمر مهملٌ لدروسي ولا تسألوا لماذا لأنكم تعرفون الإجابة " إنهم أصدقاء السوء " نعم لقد كان لي صحبةً لا أحسد عليها كنا شباباً متهوراً لا نعرف من الدنيا إلا الآخذ ولم نعطي شيئاً قط .
في أولى ليالي صبايا الباردة حيث السماء ملبدة بالغيوم بينما الصمت يسود غرفتي والظلام يحتويها كنت انا كالذكريات الملقات على سرير قديم مهمل أفكر بمستقبل لا أرى له ملامح , فكيف أكون في هذا العمر وأنا لم أخطط لمستقبلي ؟؟ ألآن الحياة أراها صعبة وشاقة ؟ فإذا كنت أراها كذلك ! لماذا لا أسعى فيها ؟ ... وكعادتي أتحاور مع نفسي بالأسئلة التي لا أجد لها إجابة وينتهي حوارنا بوضع يدي على عيني وأغلقها لمحاولة الهروب من الواقع المرير ؟! صوت أمي يعلو في
أرجاء المنزل ، أمي ( محمد ) استيقظ يا بني ..! هيا سيذهب أبوك ليصلي الفجر !! أنا : أوف يا أمي أوف سأذهب بعد الإقامة!
أمي " منفعلة " : اذهب توضأ ستذهب مع أبيك الآن!
أنا : يا أمي ... " أبي مقاطعاً لي " و"بصوت هادئ ": اتركيه فكل انسان محاسب على عمله ..
أمي : ولكن يا أبا محمد...! ويستمر أبي بأسلوبه في مقاطعه المتحدث ..! ( في أمان الله ) .
و كالمعتاد أمي غاضبة وتُتمتم! وأنا أمشي إلى غرفتي كأنه لم يحدث شيء ! وها أنا أستلقي على سريري كمحارب أنهى لتوه معركةً كان الخاسر فيها ! بعد جهدٍ استنفذ منه ما يقارب نصف عمره .. يخترق أذني صوت نواح لا ادري مصدره ، مع عتمة كعتمة ليالي الشتاء لا قمر لها .. ما هذا ؟ لازال الظلام لا يفارق عيني بالرغم من أن عيوني شاخصةً أرهقها السهر ؟ ماذا يحدث هل الظلام أصبح سرمدي أم ذهب نور عيني ! وأنا أفكر في أمر العتمة التي تقع أمامي , أحاول تحريك يدي لأتأكد أني لست سوا مغمض العينيين ولكن يدي يدي ! لا تتحرك مقيدة و قدامي كذلك يا إلهي ما هذا ماذا يجري أين أنا ؟ يا الله وماذا جاء بي إلى هنا ؟ .. " صوت النواح يختفي " لا لا انتظر يا هذا انجدني النجدة ؟ ! " صوت صراخ وهلع " ماذا يجري أين أنا ؟ ! هذا هو نور الشمس يظهر شيئاً فشيئاً ، رجال كثيرون حولي ينظرون لي بتأمل وخوف و هناك من يردد سبحان الخالق العظيم سبحان الخالق العظيم ! وكانت المفاجأة حين وقفت على قدامي و أجد نفسي وسط خندق في الأرض و يحيطني القماش الأبيض و يسود المكان التراب البارز بالأحجار الكبيرة .. لحظة لحظة ؟ إنها تشبه المقبرة .. ! ما..ماذا ؟؟ في الحال ألقيت مغشي عليّ ؟ وبعد لحظات قليلة افتح عيني و أرى رجل في مثل عمري والدي تقريباً . ينظر إليّ بنظرات الدهشة و ابتسامة عريضة تملئ وجهه و خاطبني قائلاً '' حمداً لله علي سلامتك انهض وصلَّ واشكر ربك علي هذه المعجزة الربانية ,, أنظر إلى عينه وأترقب نظراته و أتوجه الي مكان صنبور المياه الذي أرشدني إليه .. أضع المياه علي وجهي لأمسح التراب و عيني تلقي بعين معاكسة لها في المرأة و أصرخ صرخة رجت أرجاء البيت من هذا ؟ يسرع الرجل نحوي ويقول خير خير
YOU ARE READING
عقد كأنه قرن ..
Cerita Pendekليس كل شيء في هذه الحياة مضمون ، فلا تدرى ماهو مخبألك في الدقيقة التالية ..