حلب !

396 21 9
                                    

سألني عن الوجع في أرضنا ، قال لي : " ما الذي يحدث بأرضكم في الجنوب ؟ " ، تفاجأت سؤاله ، ما شأنه هو ؟! ، قلت : " حصل ما حصل ذات ليلة حين صرخت صافرة إنذار ، لقد اعتدنا سماعها في الآونة الأخيرة ، و رغم ذلك كنا على خوف الطفل ذاته ، دخلت جيوش من أنحاء العالم لتحرر أرضنا من يد طاغية و أعوانه ، لست أدري إن كان لفظي صحيحاً أم أنهم جميعاً نفثوا اللهب على أرضنا ، كان نتيجة ذلك وفاة طفل أمام باب المشفى لعدم توفر الأكسجين ، هه ! ، هذا لا يعقل ، تخيل نفاد الأكسجين من هذه الأرض !" .

صمت لبرهة و قال : " هذا يعيدكم للعصور القديمة ، العالم حتى لو تفرق إﻻ أنهم يتكاتفون حين الوصول إلى أرضكم ، هل يوجد سحر ما على حدود أرضكم ؟! ، نحن نحتاجه و بقوة " .

- " فيم تحتاجه ؟! " .

قال بحزن :" في أرضنا هناك طاغية يقتل الأطفال ! ، ففي اليوم الذي بكيت فيه على طفل كنا نحن نبكي على عوائل و أفراد لا عوائل لهم ، كان الرجل منا يبكي على صديقه ليخبره أحدهم بأن أخاه سقط المنزل على رأسه ، هل رأيت ما يعني البكاء ؟ " ،

- " هذا يذكرني بقصة قديمة ، ألم يأت موسى بعد ، ألم يفر التنور ؟! ، الله قال هذا ، لقد قرأت ذات مرة بأنه إذا ما فار التنور و هطلت السماء مطرا و امتلأت الأرض فإن الأرض ستنجو ، أطفال بنو إسرائيل سينجون ، و ذاك الطاغية سيغرق و من معه ، لقد قال الله ذلك ! ، أم أنه ﻻ موسى لديكم ؟! " .

اغرورقت عيناه و من ثم سأل : " هل ذكر الله أن السماء ستهطل مطرا ساخنا ، هل ذكر الله أن الأرض ستفيض بالدم عوضاً عن الماء ؟ ، ما الذي قلته للتو ! ، نحن ﻻ موسى لدينا أصلاً ، ربما لا نكون من بني إسرائيل ، من يدري ؟! ، ربما نحن قوم فرعون و أعوانه ، و الله الآن يعاقبنا بأن جعل الدم في كل شربة ماء تدخل فمنا ، و اﻵن علينا فقط أن ننتظر ، إما رحمة الله و إما الطوفان " .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 30, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سوَادْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن