قلب معلق على الجدار

350 30 4
                                    

#قلب_معلق_على_الجدار
لفت حول روحها شرنقة من حرير.. مبتعدة عن العالم.. علقتها على إحدي أفرع الأشجار.
جاء إليها.. فمزق الخيوط، و أخرجها، لتفرد جناحيها.. ترفف حوله راقصة بين الأزهار.
دار بها بين ذراعيه.. فوق الصحاري، و الوديان، و البحار..
علمها عن الشوق و الحنين الكثير من الأسرار.
كان يسامرها في الليل، و في النهار..
يسمعها أعذب الكلمات، و يغني لها أنشودة الأسحار.
تطير حوله.. ضاحكة.. يغازلها.. يداعبها.. قائلاً لها: أنت قمر من الأقمار.
و حين كلَّت أجنحتها يوماً، تعباً من الأسفار..
في جيبه حملها، و على مكتبه وضعها، و فوق لوحٍ كرتونيٍ.. غرس أول الدبابيس فيها، ليثبتها داخل إطار.
لم تفهم شيئاً..
نظرت له صارخة: لماذا؟ ألم يكن ما بيننا حباً؟
قل شيئاً! حتى و لو أفتعلت شجار..
لكنه وضع دبوساً أخر على جناحها الثاني، و في عينيه سخرية.. مخبئة خلف الرموش ستار،
و أكمل رشق الدبابيس في جسد.. جعل الألم قلبه جمرة من نار.
علقها على أحد حوائط الغرفة، ثم خرج.. بعد أن أطفأ الأنوار.
لم يغرس آخر دبوس.. ليريحها من ألم الحياة، و تركها تئن حزينة.. متذكرة ما كان يقوله لها من أشعار.
في الصباح عاد.. أشعل غليونه و المدفأة..
رفع جفنيه ناظراً لها.. عينيه تلمع فخراً..
لم يهتم.. لم يتكلم.. لم يصدر عنه أي حوار،
و جلس يطالع الجريدة.. ليعرف الأخبار.
أما هي.. فدموعها قد جفت أثناء الليل.. لقد تحول قلبها الشفاف لحجرة من الأحجار..
حين أكتشفت.. أنها إحدى الفراشات المعلقة فوق مكتبه على جدار..
في يوم ما سيذوى.. و ينهار.
#سلوى
©Salwa M
May 23rd, 2016

هل كان حباً؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن