#نجوى_الأرض_و_البحر
"ألا تأتين؟" قالها البحر.
" ألن تخضعين؟
أريد أن أراك على أمواجي تركعين.""لا!" قالت الأرض.
"فأنا في مكاني راسخة، أما أنت.. فما تلبث أن تغير حالك كل حين..
لتزيد فيًّ الشوق و الحنين.
تارة هادئ.. تلامسني بزد الموج،
و تارة هائج.. تبطشني بعاصفة من صراخ رياح تزيد الأنين
عاصف قاسي.. أو هادئ مستكين.""إذاً.. على عِندك تظلين!"
هددها بالفراق.. بالرحيل.. ببعد الهاجرين،
و غادرها وحيدة.. تبكي..ثم ما لبث أن عاد كالطفل الحزين..
يقبل طرف قدميها على الشاطئ.. بعشق في قلبه مكين.
"ألن تسخرين؟
فقد عدت إليك راكعاً كأحد النادمين..
و بين ذراعيك، أنا من التائبين."" و هل أسخر من نفسي يا كل نفسي؟" قالتها
و دمع عينيها يتساقط كدماء النازفين.
" كلما تغادرني.. تعاودني..
تقربني.. فتبعدني،
و أنا ما بين لهفة، و انتظار، و فيض مشاعر كاللؤلؤ في محارك دفين..
كقلب ضارع مسكين..
يتزايد نبضه كلما جئته،
و يختنق في بعدك كالغارقين."و هل لي دوماً ستنتظرين؟"
" نعم سأنتظر..
ألديك شك في هذا اليقين؟"
يعاود ضمها إليه فرحاً..
يمسح العبرات عن رموش عينيها المسدلين..
قائلاً لها: " و أنا سأعود إليك دوماً.. يا من لروحي تأسرين."
#سلوى
©Salwa M
May 24th, 2016