البرتقالات الثلاث (القصيصة_القسم الأول)
كان يسكن في قرية أمير إسمه بلال، كان معتزاً بنفسه، فخوراً بشبابه، و متكبراً مع الأصدقاء. كان يملك الجاه و المال و الجمال و الحسن و العبقرية. كان الطفل الوحيد لوالديه، إنهما يستمعانِ إلى رغباته و إراداته كلهاِّ،و لا يمنعانه من شيءٍ ما، كذا كان هذا الأمير ذكيًّا، قوة الجسد، سخيّ اليد، واسع القلب.
ذات يوم خرج بلال في الصباح الباكر راغبا في التنزه عند البحيرة القريبة في الحديقة الفسيحة، ههنا رأى عند البحيرة عجوز فقيرة هزيلة أرادت أن تملأ كأسها بالماء كي تشربها لأنها كانت ظمآى، لكن رغم عجزها و ضعفها ما إستطاعت ذلك، و استمرت في المحاولة إلى حين، أراد الأمير أن يساعدها فأتاها ثم ابتسم و ملأ آنيتها.
فرحت العجوز فرحا بفعله الحميد و دعت له قا ئلة: "بارك الله فيك و في ذريتك أيها المحسن، و اللهم اعطك البرتقالات الثلاث، و اجعلك تبحث عنها و تجدها".
تسائل الأمير نفسه في تلك اللحظة ماذا تقول هذه العجوز و ماذا تقصد بقولها ذلك، بلا تفكرو تردد جرى الأمير إلى بيته هاربًا و سأل أمه أن يفسر ما قالت له العجوز بعد إخبارها بحادثته. بدأت أمها بشرح قول العجوز فقالت: "يا بني يحكى أن في الغابة الموحشة التي هي محفوظة بالحيوانات المفترسة على الشجرة ثلاث برتقالات معلقة، و لا يستطيع أن يقربها أحد، و إذا حاول أحد أن يقبرها فقد غُلِبَ عليه. سأل بلال أمه بدهشة: "وهل أستطيع أن أصل إليها". أجابته أمه بثقة:" لا! إنك لا تستطيع ذلك لأن الوصول إليها صعب جداً، لا بد لك أن تصرف وجهك من تلك الغابة لأن النصر عليها من المستحيل"، صرخ الأمير بالجزم و العزم: "لا بل أنا سأذهب إليها و أجدها".

أنت تقرأ
مجموعتي من الأشعار و القصيصات
Poetryأقدم لكم أيها القرّاء مجموعتي من أشعاري و قصيصاتي البسيطة الممتعة فاقرؤوها و استمتعوا بها!!!!