ما بعد الصدمة

454 14 0
                                    

مرت الأيام ..

و أنا ما زلت على ما أنا عليه ..

أغرق في حزن .. أختنق ببعد حبيبتي ..

قد تعتقدون أني أبالغ في الوصف ..!

ولكنني حقا أموت دونها ..

بعد شهرين و أربعة أيام من تلك الحادثه التي سلبت روحي ..

التقيت بسفيان .. زوج أخت معشوقتي ..

رأى حزني .. فذبول عيني و شحوب وجهي يفضحانني 

- ما بك يا وسام ..؟ لا تبدو بخير ..؟ 

- أنا بخير .. أنا فقط أحتاج للراحة بعد السفر 

سفيان ابتسم باستهزاء :

- هه .. ولكنك رجعت من السفر منذ أشهر 

- أنت تعلم .. مازلتُ لم أعدل روتين يومي 

- حسنا إذا .. أنت الأدرى .. مارأيك أن أدعوك إلى الغداء في منزلي ..؟

آآخ .. لماذا هذه العائلة مصرة على تعذيبي .. لا أريد أي شيء آخر متعلق بتلك الشقرآء .. فأنا أكتفيت بعدآ و فراقا و حزنا

- بارك الله فيك يا سفيان .. و لكن كما تعلم .. أنا مشغول جدا هذه الأيام .. ربما في فرصة  أخرى ..!

- أجل أجل .. هه من الواضح أنك مشغول .. و الدليل على ذلك أنك لم تخرج من البيت منذ أسابيع .. لن أقبل رفضك .. تعال إلى منزلي اليوم على العشاء .. فأواب و عمي إبراهيم سيكونان موجودين

مستحيل ..! لن يحدث هذا .. لن أحتمل قربها أو قرب أي شخص له علاقة بها 

- أرجوك سفيان .. لا تصر .. فأنا حقا لست في مزاج جيد هذه الفترة للقاء أشخاص غرباء 

- غرباء ..؟ هل تنظر إلى أواب و عمي كأشخاص غرباء ..؟ و هم يعتبرونك مثل ابنٍ لهم ..!

- لم أقصد هذا حقا ... أنا ...

- تعال اليوم .. أنت تحتاج إلى أن تلتقي الناس 

ثم نظر إلى جسمي باستهزاء و بابتسامة ساخرة  و أكمل ..:

-و كذلك تحتاج إلى أن تطعم هذا الجسم النحيل ..!

و تركني في واقعي المرير و ذهب ..

ليتك تعلم يا سفيان .. أن جسمي النحيل يعاني .. يتخبط دون روح 

جآء المساء .. و حآن موعد اللقاء ..

ركبت السيارة و أنا في طريقي لبيت سفيان الذي لا يبعد عن بيت شقرائي كثيرآ 

لم يقطع تساؤلاتي عن كونها موجودة هناك أم لا إلا عند وصولي 

نزلت السيارة و ركبتيَ لا تكادان تقويان على حملي 

قرعت الجرس .. و صدمت عند فتح الباب ..!

خرجت لي .. هي .. و شعرها البني الذي تتخلله خصلات صفراء منسدل على كتفها ..

كانت ترتدي فستانا لم أملك الوقت الكافي لأتأمل تفاصيله ..

⚜ صَغـيرتـِي الشـَّقـرآء ⚜Where stories live. Discover now