بقيت عدة أيام في المشفى ..
كنت حقاً لا أشعر أنني على ما يُرام ..!
استمر سُفيان و عمي إبراهيم في زيارتي يومياً لتفقد حالتي ..
ثم و بعد أربعة أيام .. سُمح لي بالخروج ..~
كنت أتوقع ما سيحدث .. فهذه العائلة تُصر على تعذيبي ..!
أصروا على أن أبقى في بيت سفيان ليومين آخرين حتى أشفى تماماً ..~
كالعادة رفضت مراراً و هم أصروا تكراراً
و كان الفوز حليفهم كما في كل مرة ..~
-
أقلَّني سفيان لبيته .. كان قد جلب لي من شقتي بعض الملابس..
استحممت و غيرت ملابسي ثم دخلت غرفة الضيوف التي سأبيت فيها ..
جلست في الزاوية .. تأملت السقف .. فكرت قليلاً فيما أودى بي إلى هذه الحالة ..
أهي عيناها .. ؟ خَصلات شعرها ..؟ أم عذوبة صوتها ..؟!
كيف لطفلة أن تجعلني أُعاني كما فعلت هي ..!
كيف لفتاة بريئة كهذة أن تكون بهذه الخفَّة و هذا الدهاء و تنشل قلبي من مكانه دون أن أشعر حتى ..~
و كيف لقلبها أن يُطاوعها لترميني على جانب الطريق و تكمل هي وذلك الخسيس التافه ..!
هو لا يستحقها حقاً ..!
كيف يستحقها و هي النفيسة الغالية , وهي الجوهرة المصونة , وهي العفيفة الطاهرة الحسناء ..!
وكيف لقلبه أن يُنصفها و يحبها كما تستحق و هو لا يعرف عنها شيئا إلا القليل الفاتر ..!
أنا الأولى بها ..!
أنا الذي عشت معها طفولتها ..~
أنا من لاعبتها .. و بنيت معها الذكرايات ..!
أنا الذي تتعلق كل ذكراياتي الجميلة بها ..!
أعرف كل شيء عنها .. أكلتها المفضلة ولونها الذي تحب ..!
أعرف حتى أحلامها و أمانيها .!
أنا الذي كنت أجلس أُحاكيها و أروي لها حكاياتي و هي تنظر لي كما البطل المغوار ..!
وأنا الذي كانت تحكي له عن كل ما يؤرقها .. و كل ما يبغضها و يحزنها ببرائة طفلة..!
فكيف لدخيل أن يمحو أجمل الذكرايات و أبهى القصص ..!
كيف لها أن تسمح بذلك ..!؟
-
قاطع حبل تفكيري و تألمي و أنيني المكبوت سفيان عندما دخل ومعه سفرة العشاء ..~
- السلام عليكم يا وسام .. مازلت لا تبدو بخير أيها الهزيل .. هاكِ كل عساك تسمن قليلاً .. تبدو هيكلاً عظمياً متحركاً
YOU ARE READING
⚜ صَغـيرتـِي الشـَّقـرآء ⚜
Short Story- العشقُ كما المرض; تظـهر علامـاتُه على العـاشق ببطىء و تتّضح شيئا فشيئًا! فإن استفحل المرض وانتـشر ; هلك الجـسدُ و القلبُ و العـقل معًا في آن! وضاعت الروح بينـهم ..! صـآر الشفـاء مستحيـلًا و البرءُ مُحـالًا! فـرفقًا بأهل العشق فهم أشقـى البشر!