سماء مظلمة .. وغيوم يختلس القمر النظر من خلفها بين الفينة والأخرى ..
وخطواتي الهادئة .. على أرض توشحت بالبياض..
وكأنما هي ميت ينتظر أن يوارى بالتراب..
إلهي!!!!
مالذي أتفوه به! هل أصبحت فلسفتي ف الحياة .. ونظرتي إليها .. مظلمة لهذا الحد!!
هل سيطر اليأس على كياني .. لدرجة لم تعد تخول لي رؤية ملامح الجمال!!
الثلج جميييل! أنه رااائع..
أو هكذا أحاول أقناع ذاتي المهشمة ..
أواه يا ماركو .. أتعلم ماذا فعل بي غيابك؟؟
أتعلم أي حزن سيطر على حياتي؟
لم أجد جلاء لهمومي .. سوى أن أرسم أطيافك في كل مكان ..
فأنت معي .. ولم تمت في ذلك الحادث بيوم أسود مشؤوم!
لم تمت .. لم ترحل .. أنت هنا بجانبي دوما كما كنت..
ها أنا أصل لمنزلي .. عائدة من حفلة صغيرة في منزل إحدى صديقاتي..
أفتح باب غرفتي بشيء من اللهفة الزائفة .. التي صغتعا لأداري ألم الفقدان بداخلي ..
أحدق بتلك الدمية المحشوة الصغيرة..
حاكتها أصابعي بشيء من البراعه..لتبدو مشابهة لماركو محبوبي السابق الذي توفي قبل عام من الآن..
قلت بإبتسامة:
"أهلا ماركو .. لقد عدت كيف كان يومك؟؟"وكيف تراني أصوغ ذلك؟؟
كيف أصف شعوري آن ذاك؟!!
صوته!!!...أتاني .. أنا بالفعل أسمعه .. هل هذا خيال؟؟
ألتفتت لزاوية الغرفة .. حيث سمعت صوت ماركو يقول بنبرة حملت قدرا من السخرية:
"حتما جيد .. وكيف لا يكون كذلك"ألتفت .. نعم .. تسابقت لهفة نظراتي لأروي عيناي اللتي مزقها الضمأ لذلك الوجه الوسيم الذي غاب طويلا عن ناظريهما ..
أهو ماركو فعلا؟؟
شعره الأسود وخصلاته المبعثرة..
عينيه الخضراء التي تبدو كزمردة خضراء..
كل شيء ..
اقتربت أمد يدي.. علي أؤكد ما تراه عيناي..
لم أكد ألمسه .. حتى تلاشى ماركو تماما ..
أم أقول ..
خيال ماركو..
هل أصبح عقلي متيما به لهذا الحد!..
هل اعتادته حواسي حتى تجسده أمامي هكذا بهيئته .. وشكله .. وصوته!!؟
ماركو لما رحلت؟؟
ألقيت بنفسي في سريري ..
دموعي التي لم تشهدها سوى وسادتي .. شهقاتي التي كتمتها جدران غرفتي ..

أنت تقرأ
طغيان هلاوسي~ (ون شوت)
Short Storyهو أنا .. وأنا هو .. ورغم ذلك .. يجب أن يختفي أحدنا بين ذاتي والحب .. أنا مخيرة! بين الأنانية والرحمة..وجدت نفسي متعلقة! بين الماضي والحاضر .. ها أنا مترددة! أعلم .. ومهما كان أختياري .. ستتواجد دوما في أحد زوايا قلبي العميقة . لم ولن أنساك .. فمن...