الفصل الأول

10.3K 427 48
                                    


إيميليا براون

"أنا لستُ مجنونه" همست بها وهم يحملاني لأن ساقاي لم تستطع حملي من الصدمة، دخولي لهذهِ المصحة والراهبات تقف بإنتظاري مع بعض الممرضين كان الأمر مُخيفاً..

وبمجرد رؤيتي لبعض الأشخاص المحتجزين هناك على كراسي مربوطين بأحزمة وسيور، انشغل باقي المرضى في هدوء تام بالقيام بأعمال مختلفة، ولم افكر كثيراً بالوضع النفسي لهؤلاء البائسين.. لقد كُنت أفكر بما قد يحدُث لي فيما بعد..

حركت رأسي النفي عندما وصلت الغرفه والتي كانت صغيره للغايه ومن ثم القو بي علي الأرض واذا بهم يلقون ملابس المرضي امامي واغلقو الباب بإحكام ليتركوني بالظلام.. فقط نافذه الباب الحديدي ما تنير لي القليل جداً.

"الذين يأتون لهنا ليس فقط لكي نعالجهم.. بل لنجعلهم يتوبون" صوت الراهبه الكبيره صدر في المكان والتي اخفت ما كان ينير لي المُصباح بالخارج بوقوفها امام الباب ليظهر وجهها لي فقط.

"ستحظين بوقت ممتع مع جريس" أشارت بعينها ورائي وعندما نظرت ورائي وجدت فتاه تجلس بركن الغرفه تنظر نحوي بصمت.

"لا.." همست وعندما ذهبت الراهبه نهضت بسرعه وبدأت اضرب بقبضتي علي الباب بقوه، علي امل ان يخرجوني.. هُم لا يعلمون انني بكامل عقلي ولستُ مريضه كما يطلقون علي.

"أرجوكِ أخرجيني من هُنا! أنا لستُ مجنونه!" صرخت وأنا أمسك بقضبان النافذه الحديديه الخاصه بالباب وأنا أبكي.

"لا فائده من ما تفعلينهُ.. لن يصدقون" صوت الفتاه ورائي جعلني ألتفت لها بخوف وفجأه تحركت من مكانها وإقتربت مني لتظهر فتاه بشعر أشقر وعينان زرقاء.. كانت بنفس عمري تقريباً.

"لا فائده من الصراخ حقاً" عاودت القول مُجدداً لأتهنف بالبكاء..

هل حقاً علي الإستسلام الأن؟

جلست جريس علي حافه سريرها الذي يقابل سرير فارغ ويبدو انهُ ملك لي، جلست امامها بتردد وضحكت وهي تنظر لي وانا اجلس بحذر.

"اهدأي لستُ كما تظنين.. كما انكِ اول صحبه احصل عليها بهذا المكان، ايضاً المكان ليس بهذا السوء"

اطمئننت قليلاً ونظرت لملابسي التي كانت مليئه بالدماء واتذكر ما حدث لأدمع، كيف لي اعتاد علي كل هذا.. انهُ كالسجن.

انا لم ارتكب اي جريمه او يدعي زوج امي انني مجنونه فهو السبب بكل شئ حدث، لستُ انا من فعل كل هذا لأستحق ما يحدث لي.. وان اكون بمصحه.

"يجب ان تبدلي ملابسك.. سيحين موعد النوم" ابتسم جريس واومأت لها بتفهم ثم نهضت "الحمام بجانب قاعه الطعام بعد ثلاثه غرف من هُنا" قالت وخرجت قبل ان تكمل لأفعل ما اخبرتني بهِ لأجد حمام مشترك واسع لا يوجد احد بهِ دخلت الحمام واغلقت الباب ورائي لأجد الصنابير مُعلقه بالحائط بجانب بعضها بمسافه لا تتباعد كثيره عن بعضهم..

السجين // H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن