عندما كانت تطعم العصافير

41 7 5
                                    


ذات يوم كنت مرهق جدا من العمل فأخذت اجازة ليومين ..عدت ماشيا في طريقي الى البيت فستوقفني منظر البحر عند الصباح .. كان راائع جداا مثل كل مرة. فقلت في نفسي لأجلس قليلا اتأمل انعكاسات اشعة الشمس على المياه كأنها قطع من الماس المتناثر .. جلست على احد المقاعد لمقهى يقابل البحر ورحت اتأمل المنظر بهدوء .. لفت انتباهي صوت زقزقة العصافير فنظرت امامي وجدت فتاة تجلس عند الطاولة التي امامي وهي تحمل في يدها قطع من الخبز تقطعه وترميه للعصافير وهم متجمعين حولها بلهفة ينتظرون متى سترمي القطعة التالي من الخبز .. حيث كانوا يتسابقون اليها .. اخذت انظر الى هذا المنظر اللطيف وكيف العصافير تتسابق على قطعة الخبز وكأنها اخر قطعة .. رفعت ناظري ونظرت الى الفتاة وجدتها مبتسمه ابتسامه يملئها الشفافية والطيبة .. احسست بالهدوء عند النظر اليها.. تعمقت النظر وابحرت عيناي فيها وكيف تطعم العصافير .. احسست كأني اخذت من كل ما يحيطني ، لم اعد اسمع شيء ، بقيت اتأملها .. لم انتبه لمرور الوقت .. نسيت ارهاقي تماما.. نفذ الخبز منها .. نظرت الى العصافير مازلوا ينتظرون المزيد فأعتذرت منهم و وعدتهم بأنها ستحضر المزيد غدا ..نهضت وحملت حقيبتها ورحلت بعد ان حلق جميع العصافير مبتعدين .. بقيت اتأملها ذاهبة الى ان تلاشت تماما .. انتبهت انني قد نسيت البحر تماما كأنما جماله لم يكن كافي ليضاهي جمال ما رأيت .. نظرت الى الساعه وجدت الوقت قد مر ساعة كامل وانا لم اشعر بها سوى بضع دقائق .. نهظت انا الاخر ذاهبا الى البيت حيث تعلو وجهي ابتسامه .. كأنني قد فزت لانني رأيت هذا المنظر الذي بعث فيني الدفئ والهدوء ...
(انتظروا بقية القصة ..)

واشراقها يضاهي اشراقة شمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن