السلامُ عليكم و رحمة الله و بركاته 🙆💕
كما هو بادٍ من العنوان، موضوعنا اليوم عن تحسين الأخطاء في الأسلوب، و بخاصةٍ الأخطاء الشائعة التي سنأتي على ذكرها لاحقاً.
أولاً، و قبل الخوض في الموضوع الرئيسي، يجب توضيح بعض المفاهيم المختلطة لدى أغلب الكاتبات الإلكترونيات.
الأسلوب، لا يقتصر على استخدام المصطلحات البليغة أو التشبيهات، فهذه الأشياء تندرج تحت مسمى الوصف، و الوصف هو أحد عنصري الأسلوب، أما الآخر، فهو السرد، و لا يقل أهميةً عن الوصف، فكلاهما يكمل الآخر.
لنفهم الموضوع بشكلٍ أفضل، لنمثل الأسلوب ببناء، السرد يمثل العمدان التي يقوم عليها البناء، و الوصف يمثل الطوب المستعمل للبناء، دون وجود أحدهما، إما سيبقى البناء مجرد أعمدة، أو سينهار سريعاً.
الوصف يشتمل المصطلحات، التشبيهات، جمالية النص و مدى بلاغته، و كيفية بث الحياة فيه من خلال وصفٍ حي.
السرد يشمل كيفية طرح القصة، التنقل بين أحداث الحبكة، التسلسل، الوضوح.
لذا لنبدأ أولاً مع الأخطاءِ في السرد
السرد قد يندرج تحته أيضاً الشكل الخارجي للعمل الروائي، فهو المميز له عن بقيةِ النصوص الأدبية.
لدينا، قصة، زمان، مكان، حبكة، شخصيات، كيف نربطها ببعضها و نوافق فيما بينها كلها، هذا هو حرفياً، السرد.
طرق السرد متعددة، قد يكون السارد هو الراوي، أي شخصاً مجهول الهويةِ يقص الأحداث بحياديةٍ كما يحدث لمن يسجل وقائع القضايا في مركز الشرطة، هو موضوعيٌ و غير متحيزٍ لإحدى الشخصيات. غالباً ما يناسب هذا النوع من السرد القصصَ كثيرةَ الحركة، و التي تحوي الكثير من المشاهد، أو القصص التي تكون المشاعر فيها عاملاً لفضح اللغز كما في قصص الغموض، أو حتى القصصَ التي لا تحتاج إلى التركيز على المشاعر كالقصص التاريخيةِ.
الطريقةُ الثانية هي أن يختار الكاتبُ إحدى الشخصياتِ لتكون هي من يسرد القصة، من وجهةِ نظرها، و بحسب معتقداتها الشخصيةِ تصنِف بقيةَ الشخصيات على أساس أنها طيبةٌ أو شريرة. هذا النوع من السرد متحيز، فهو يركز على مشاعر هذه الشخصيةِ الواحدةِ و يهمل بقيةَ الشخصيات تقريباً، كما أنه يكون مملاً أحياناً إن كانت الشخصيةُ بطبيعةِ الحال غير لافتةٍ للانتباه، أو ليس ثمةَ أمرٌ مميز فيها.
لكنه يكون ناجحاً تماماً في نقل مشاعر تلكَ الشخصية. و يجب الانتباه أنه في حال استخدام هذا النوع من السرد يجبُ أن تجيد الشخصيةُ المختارة تفرس ملامحه الآخرين، و تحليل أفعالهم بدقةٍ ليصل للقاريءِ شعور بقيةِ الشخصيات، لكن هذا ليس إلزامياً طوال الوقت، فأنت لا تستطيع تفسير كل ما يجول في خلج صديقكَ من تعبيرات وجهه فقط! فما بالك إن كان من التقته الشخصيةُ شخصاً عرفته تواً!
