البدايات هي الاجمل

2K 24 9
                                    

بدايتي معك لم اتخيلها يا سامر. اتعرف كم كان رائعا هذا اليوم؟ س أخبرك عما شعرت به يومها، يوم التقيتك يوم احتضنتني كأنك تجمع اشلائي المبعثرة في اللامكان. و كأنني كنت مجرة مبعثرة النجوم و انت جمعتني. كانت روحي منتشرة في الكون و الافلاك و اتيت انت لتجمع كل هذا لتجعل من حياتي لوحة ابدع الحب في تكوينها. هل كان حبا حقا؟! لا ادري. حاولت نسيانك يا سامر. بذلت جهدي حتى انتشلك من رأسي حتى انتزع جذورك التي انبتت بداخلي. اتمنى ان تفعل الكتابة ما لم تستطع الليالي فعله. اتمنى نسيانك و انتشالك مني.
كان الجو ربيعا و كنت انا في تلك الحديقة القريبه من منزلنا اقرأ كتابي، ربما اصبحت تعرف كم احب كتبي و كم انني مرتبط بها، و كانت فيروز تغني وقتها كانت تغني بناديلك يا حبيبي ما بتسمعلي ندا و لا التلات القريبه بترجعلي الصدا كانك مع حدا ضايع ب هالمدى حبيبي يا حبيبي مالي غيرك حدا. كانت الرياح تداعبني قليلا و العصافير كانت فرحة حتى الاشجار كانت تتراقص كأن فيروز ب صوتها ملأتهم حياة و فرحا. كانت الحديقة شبه فارغة او لنقل انني اخترت مكان قصي منها، فأنت تعلم انني لا احب الناس تعرف كم اتوتر منهم. كنت اذهب للحديقة كلما ضاقت بيا الدنيا. يومها كنت اشعر بأن القدر بدأ يخنقني بيديه بلا رحمة. شعرت انني على وشك الانفجار من الوحدة، كم هي مؤلمة تلك الوحدة تقتلنا دون ان يشعر بنا احد. تمنيت ان احب يا سامر تمنيت ان يكون الحب في حياتي كما كنت احلم. و بينما انا اسمع فيروز و اشعر بضيق اذ بك تأتي، اذ بعطرك يسري قشعريرة في جسدي، عطر ذكوري امتزجت به رائحة عرقك التي بت استطيع تميزها بين الف شخص. كانت رائحة مثيرة اشعلت فيا رغبة النظر الى مصدرها و بالفعل لم استطع منع نفسي ف رفعت رأسي قليلا لأراك امامي بهاتين العينين السوداوين و العضلات الممشوقه اواه ما هذا الجمال تمنيت لو احتضنك او انك احتضنتني لكنني تنهدت و ابتسمت انت لي سألتني ان كان ب امكانك الجلوس قلت لك طبعا. و جلست و انا تظاهرت ب القراءة لكنني لم استطع قراءة حرف يا سامر لم اقدر ف منذ اللحظة الاولى انتابني حبك. منذ النظرة الاولى تمنيت ان اكون لك. لم اكن اقرأ لحظتها يا سامر بل تخيلتني احتضنك و تهت في عالم الخيال حتى اوقظني صوتك، هل اخبرتك كم احببت ذلك الحنان به، هل تعلم كم اشتاق لصوتك الان؟ ليتك تعلم لكنني اخشى ان تشعر بنفس المي يا سامر اخاف عليك ان تتألم مثلي.
سألتني: اتحب فيروز الى هذه الدرجة؟
نظرت اليك لأجدك تبتسم و نظراتك كأنها تتفحصني، جاء صوتي خافتا خجلا
قلت لك: اجل احبها جدا.
لتقول لي انك تحبها ايضا و ابتسمت لك. و اعدت النظر الى الكتاب بسرعة. خفت ان تتلاقى عيناي بعيناك.
سألتني: اتحب القراءة؟
اغلقت كتابي و اجبتك: نعم.
ابتسمت و قلت لي: رائع فأنا امتلك مكتبة زاخرة.
فاتسعت عيناي و قلت لك حقا؟ كم اتمنى ان امتلك مكتبة عامرة.
قلت لي لماذا لا نتشاركها سويا يبدو اننا متشابهان.
و بعدها شاركتك تفاصيل حياتك و احلامك و احلامي. شاركتك كل شيئ حتى انتهى بي المطاف هنا على مكتبي اكتب كي انسى كل ما شاركتك اياه.
احمرت وجنتاي و ابتسمت.
ضحكت انت و قلت لي: تبدو جميلا حين تخجل.
مما جعلني احاول جمع اشيائي فأمسكتني من يدي و اجلستني ب جوارك، احسست كأنني خارت قواي هذه اول مرة تلمس يداي يد رجل احببته.
سألتني ما اسمك ؟
اجبتك في خجل رامي
فقلت لي و انا سامر.
كم عمرك يا رامي
فأتت اجابتي عشرون عاما. عشرون عاما لم احيا فيها كالعام و نصف العام الذي قضيناه معا. عشرون عاما لم اعرف فيها معنى الحب و ايضا لم اذق طعم الالم الذي عرفته خلال العام و نصف معك. تخيلتني معك الان في منزل الاحلام. لكنني وحدي ارتعش و اندب احلاما حمقاء كانت يوما مصدر سعادتي.
قلت لي تبدو اصغر انا عمري تسع و عشرون عاما ف ابتسمت لك.
اعطيتني رقمك و اخذت رقمي و اتفقنا على لقاء لأنني على حد تعبيرك اشبهك كثيرا. و كم تمنيت ان نكون شبيهان ببعضنا. لكن انت تسلب الحياة ممن تترف يا سامر و انا منحتك كل.الحب و كل الحنان. انا منحتك قلبي يا سامر و انت اهديتني الالم و الدموع و تلك المرارة العالقة في حلقي منذ ايام و التي هي اكثر مرارة من القهوة بدون سكر
عدت ادراجي الى البيت و وضعت سماعاتي لأجد فيروز تغني نسيت من يده ان استرد يدي، كنت فرحا كأنني طفل عاد لتوه من الملاهي، كأنني امتلكت الدنيا كانني احببت.
وصلت الى البيت فرحا لدرجة لا تصدق، و بسرعة الى غرفتي لم اشأ ان يبدد فرح اللقاء احد. اغلت الباب و نظرت للمرآة ثم اشحت بوجهي عنها و استلقيت على سرير و نظرت الى السقف استرجع هذا اللقاء اللي بدا لي حلما.
و بينما امي تعد الغداء و بعد مضي ساعات و انا غارق في احلامي اذ بنغمة هاتفي تعلن اتصالك ليأتيني صوتك الهادئ على الجهة الاخرى تسألني ان كان بإمكاننا تناول الغداء سويا ف وافقت فورا و وعدتني ان تمر علي لكنني طلبت ان يكون في اول الشارع الذي اسكنه، خفت ان يراك احد من اهلي فيسألني من هذا، لم اعرف ماذا اجب عندها. سألتني امي اين تذهب اخبرتها انني ساتناول الغداء عند احد الاصدقاء و هرعت حتى لا اصادف ابي فيبدأ بتحقيقه المعتاد اين و متى و لماذا و كيف.
اتيت ب سيارتك و لتقول لي تبدو رائعا. فابتسمت لك.
قلت لي هيا بنا انا جائع جدا.
سألتك عما سنتناوله.
قلت لي انتظر.
قدت السيارة، و انا جالس بجانبك تارة اختلس النظر الى يديك المملوءة بالعروق و اللتي كنت احبها و تارة اخرى الى صدرك الممشوق العريض،ااااه كم اتمنى استلقاء عليه، و تارة الى ذقنك التي كانت و ما زالت تغريني. و بقيت بين عروق يديك و صدرك الممشوق و لحيتك حتى وصلنا الى مطعم كان جد رائع.
اتانا النادل طلبت انا بيتزا و عندما سألك النادل قلت انك ستأكل مما سأكله مما احرجني و اعجبني في ان واحد.
و بينما ننتظر سألتني عن اصدقائي.
فقلت لك على حد تعبيري انني antisocial فإتسعت عيناك لتقول لي كيف؟
.فاخبرتك انني اخجل من العلاقات و ان ذوقي مختلف عن اقراني.
ف ابتسمت و قلت لي: انت طفل و لكن ناضج هذا ما اعجبني. طفل في اسلوبك في التعبير و نظراتك و ناضج فكرا. مما زاد من احراجي فقلت انك ستتعمد مدحي حتى تحمر وجنتاي. فضحكت انا بالرغم عني.
لتقول لي ان ضحكتي جميلة ايضا.
اخبرتني انك صاحب شركة استيراد و تصدير و انك اعزب. اتى النادل معلنا عن قدوم الطعام. بدأنا في الاكل و تحدثنا عن فيروز و عن مكتبتك. و ما ان انهينا طعامنا حتى عرضت ان تريني مكتبتك فوافقت على الفور. بعد وقت قليل وصلنا الى منزلك. و كم كان منزلا جميلا منظم الاركان به بعض نباتات الزينه و اثاث جد راق. دخلنا و قلت لي اجلس جلست و انت استأذنت منى في تغيير ملابسك و ذهبت. و عدت بملابس رياضية كانت تكشف عن عضلات صدرك و بطنك و كم تهت في هذه التفاصيل. وقفت امامي و امسكت يدي و انا استسلمت لك لتقودني الى مكتبة رائعة بها كتب كثيرة احسست انني قد دخلت معبدا.
قلت لي ماذا تشرب اخبرتك قهوة ساده ف اتسعت عيناك لتخبرني اتشربها بدون سكر مثلي و علت ضحكتينا.
ذهبت انت و انا جلست ابحث في الكتب حتى وجدت امامي على الطاولة قرب ال chaise long كتابا اسمه Giovanni's room عرفت انه كتاب يحكي قصة شاب مثلي فرنسي. لم اصدق ما رأت عيني طار قلبي فرحا اذا انت مثلي يا سامر. و تمددت على الكرسي و اخذت اقلب صفحات الكتاب و اذ بك تدخل و رائحة القهوة تعلن وصولك. نظرت لك و انت نظرت للكتاب و ابسمت. قلت لك اذا انت و لم تمهلني و سحبت الكتاب مني و قلت لي نعم هذا صحيح و ايضا احبك و ضممتني بقوه احسست وقتها بسعاده كادت تملأ الكون و اذ بك تقبلني لتعلن حبك و اذ بي اشعر ان القدر اخيرا وقف في صفي.

فصل الضبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن