poner pies en polvorosa

44 2 3
                                    


أَطلَقَت تنهيدة متعبة حين توقفت الموسيقى الصاخبة عن العبث في أرجاء الغرفة،
خَطَت نحو قارورة المياه وجلست مستندة الى مرآة كبيرة تغطي الجدار خلفها..
العرق تصبب من جبينها بغزارة
" لابأس سوف تتقنين الرقصة قريباً، انتِ في تحسن مستمر"
إبتَسَمَت مُجامِلة إياها حين مُدَت بعلبة بيتزا، جَفَلَت وتحركت شفاهها إستعداداً لإفراج بضع كلمات
ليُخِرسُها صوت ويندي
" نحن من طلب البيتزا، تناوليها جيداً "
غمزة ثم إبتسامة لِتَجُر رفيقتيها خارج حدود إنعكاس المرآة.. غاصت في خفايا نفسها وعيناها معلقتان بقرص البيتزا الشهي وبطنها أصدرت أصواتاً نتيجة خلو معدتها
..
"

كيف أصبحتما صديقتان ؟"
أفصحت المدربة عن سؤالها لِتوقِف آيرين قبل وصولها لقاع حزنها..
جالت عيناها بالغرفة لتحرك شفاهها
"كنت اطلب البيتزا كثيراً من مطعم والديها وهي تقوم بايصال الطلبات...
مرة حين تركاني والداي في المنزل أخبرتها أن تاخذني في جولة بدراجتها بالمقابل ساشتري خمسة اقراص بيتزا، أضافت هي من الحجم الكبير وهكذا تمت الصفقة "
قهقهة هادئة خرجت من فمها بينما تسترجع أجمل أوقات طفولتها
" بعدها أصبحنا نتكلم كثيراً وهكذا نحن فقط.. إنسجمنا معاً بسرعة "
إسترجعت سرحانها في أكثر ذكريات أعوامها الخمسة والعشرون متعة
" لم أُقابلها من قبل.. لكن سَمِعتُ الكثير عنها... أنها جميلة، لطيفة ومن السهل التقرب منها "
بعدها ساد الصمت، جو غير مريح والمربك...
قالت آيرين لتبعده
" إنها جُزئيَتَها "
تَكَلَمَت كما لو أنها تود أن تُسأل لتخرج همها عن طريق الإجابة " هاه ؟!! "
إستَفهَمَت
" الجزء الذي لا أستطيع إتقانه... هو جُزئيَتَها من الرقصة المنفردة بعد جُزء الجَوقة... أنا لا أعلم ما إن كنت أستطيع أخذ مكانها بهذه الطريقة "
أطلَقَت كلماتها معبرة عن قلقها مع حَفنة هواء كان يحتل جوف رئتيها
" كل شيء سيكون بخير..."
أرسلت رَبَتات مُواسية على كَتِفَها
..

هَبَت واقفة مُستَرجِعة جموحها

" لدي شيء أقوم به "
خ

َطَوات سريعة واسعة تَضَمَنَت سحب سُترتها قاصدة المِصعد حتى بوابة البناية مارة بمدير أعمالِها غير واعية لِنِدائه، إِعتَمَرَت الخوذة رأسها في حين أن ذلك الشيو أمسك بها على عجلة مُتَسائِلاً
" أين ؟!"
لم تتردد قبل رَمقِه بحنق ونفض ذِراعها كما لو أن كائِن جُرثومي مُعدٍ مسها، قادت دراجتها بعيداً
..

إزدياد سرعة السيارة خلفها تَوافُقَاً مع سُرعة دراجتها إسَتفز غضبها الذي وصل سقف كِفايَتِه..
إسَتدَرج غَضَبُها أفكارها جاعلاً منها تقود من خَلفِها لِزُقاق شاغِر بينما تُفكر كم ضاقت ذرعاً بإفعال الساسانغ فانز وتَتَبِعُهُم إياها...
وَقفة إستِعراضية قامت بِها مُخَلِفة جواً غُبارياً إخترقته خُطُواتها وعيناها لاتُزاح عن السيارة المغطاة بالسواد أمامها،
وبوضوح كان فتى،
حتى أنها أسَرَت دُعاء في خَفايا نَفسها أن لا يكون هو..
حتماً سيكون
"حقاً مالذي كنتِ تُفكرين به عندما قُدتِ دراجتكِ لِمكان كهذا؟!! ألاتشعُرين بالخوف؟! الساسانغ فانز يُمكنهم فعل أي شيء بكِ!! منِ حُسن حظكِ كُنت أنا "
راوده غرور لم يُكلف نفسه عناء كَبتِه بل إتكأَ على الجِدار خَلفه بإستِعراض واضح ونظرات واثقة تكاد تَجعَلُك تفكر أنه قام بإنقاذ العالم مثلاً
" لمَ تُلاحِقُني؟ ألم أخُبركَ مِراراً أنني أكرَهُكَ! أنا لا أطُيق وجودكَ ألا تفهم!! مالذي تريده مني؟ "
صَرَخَت مُفرِجة عن غضبها الذي لم تكن عَقلانيَتَها تكفي لِردعه وبدى أن صوتها بُح
" أأأنا فقط أردت أن نُصــــبح أصدقاء.. "
صَغُر حجمه ليعود طفلاً وُبِخ جَراء إرتكابه الأخطاء،
صَخَب خفقان قلبه بِعلاقة طردية مع ضرب قدماها القوي الأرض و جائت صفعة توقِف إرتِجافه واضعةً إياه وسط صدمة لن يفيق منها قريباً
" إذهب الى الجحيم... ألا تعلم لمَ أكرهك؟ أنت السبب، أنت سرقتها مني.. ألاتعلم لمَ لا أُريد رؤيتك؟! لمَ أتمنى موتك؟!! "
يداها خائرة القوى كررت ضرب عظام قفصه الصدري حيث يقبع قلبه بالخلف
" هنا ليس ملكك.. إنه خاص بها ليس لك! أنت سرقت قلبها.. لو متَ يومها لما حدث لها شيء... أنا سَاترسم منفردة لوحدي بسببك... كنا نُخطط لأن نترسم معاً.. وغد سافل!! "
حركت دراجتها بعد بصق كلماتها عليه وقد جمع عقلها أفكار لايمكن أن تُطلِق على جزء منها بجيد..!
.
.
.
.
.

pies en polvo rosaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن