مع انتهاء فصل الخريف وحلول فصل الشتاء كانت اسرة السيد روبينسون تستعد لاستقبال طفلتهم القادمة حيث كانت السيده ماري زوجه روبينسون تستعد لوضع مولدتها مع نهايه الاسبوع ...
وبالبفعل مع نهايه اخر يوم من الاسبوع كان صوت صراخ الطفلة يعم المكان كانت فرحة الجميع بها شديدة الاب الام وحتي الجد والجده كانوا جميعا سعداء فقد كانت هذه اول مولودة تحصل عليها الاسره .....
بعد ما استعادت ماري وعيها دار الحوار التالي بينها وبين روبينسون :
روبينسون : اخ لقد استفقتِ اخيرا ... كيف حالك لقد كنت قلقا جدا
ماري: انا بخير لا تقلق ... ولكن اين ريما (الطفله)
روبينسون : اوه لقد عادت بها والدتك للمنزل ... وقد قال الطبيب انه لا بأس بمغادرتك اليوم
ماري : حقا ..جيد فأنا لا استريح في اسرة المشفي ... متي يمكننا الخروج؟
روبينسون: سوف اذهب لأنادي الطبيب ليفحصك وبعدها بإمكاننا الخروج ...سأذهب ولن اتأخر ........
جاء الطبيب بعد مناداة روبينسون له
الطبيب :كيف حالك يا سيدتي
ماري: أنا بخير
بعد فحص الطبيب لها ...
الطبيب: جيد ... اظن انه يمكنك مغادره المشفي الان .
ماري: اوه حقا رائع
روبينسون: شكرا لها ايها الطبيب ....
الطبيب : لا شكر علي واجب .... عليك بالاعتناء بصحتك سيده روبينسون
غادرت ماري المشفي مع زوجها وكانت متلهفة جداً لرؤية ابنتها .... كانت تفكر بها طوال الطريق ...
وصلت ماري الي المنزل وصعدت الي الغرفه التي توجد فيها والدتها وابنتها .... فرحت جها برؤيتها فقد كانت شديدة الجمال ... اخذتها ماري وحملتها بين زراعيها ودموعها كادت ان تسقط من الفرحة
جلست ماري علي السرير وابقت الطفلة بين يديها حتي نامت .. فقررت وضعها بجانبها والنوم هي الأخري فالتعب بدأ يسيطر عليها .... ..... ....بعد مرور ثلاث سنوات
كبرت ريما واصبح عمرها ثلاث سنوات .. واخذت تملأ البيت بهجة وسرورا وتزداد جمالاً علي جمالها كلما نمت اكثر وكان ايضا فرح والديها بها وحبهما لها يزيد ولا ننسي الجدة والجد فقد كانا بنفس سعادة الاب والام بل وأكثر منهما
وفي يوم من ايام الشتاء الباردة وصل اتصال لماري كان رقم هاتف زوجها
ردت ماري علي الهاتف : مرحبا يا عزيزي
ولكن كانت صدمتها عندما سمعت صوت رجل اخر يرد عليها
المتصل : مرحبا ... هل هذا رقم زوجة صاحب هذا الهاتف ..
ماري : نعم ... من المتصل
المتصل : هذا اتصال من المشفي ... اعتزر ولكن زوجك الان في المشفي
شعرت ماري برعشة غريبة تسري في جسدها
ماري بخوف وقلبها ينبض بسرعه : ماذا يفعل زوجي في المشفي هاه اجبني ؟
المتصل : زوجك اصيب في حادث دراجة نارية وهو الان في العناية .وفاقد للوعي ونسبة نجاته ضئيلة
وقع الهاتف من يد ماري واصبح وجهها شاحباً لم تدري ماذا تفعل لم تستطع تصديق الكلام ظنت انها تحلم اسرعت بالاتصال بوالدتها التي هرعت بالقدوم اليها
وصلت الجده لتجد الدموع تغطي وجه ابنتها المسكينة ...
حاولت انت تخفف من المها ولكن لا فائده
كانت ريما الصغيره نائمه ولا تعرف بما حدث لوالدها ....
استعدت ماري للذهاب الي المشفي وقررت إيقاظ ريما ..كانت ستقوم بتمريرها علي احد اصدقائها في الطريق .. ولكن الفتاة الصغيرة رفضت ترك امها رغم عدم معرفتها بما يحدث حولها ...
وصلت ماري .الجدة وريما الي المشفي الذي فيه زوجه ....وبعد معرفه مكان زوجها اسرعت ماري اليه خرج الطبيب من الغرفه وكان علي وجهه علامات الأسي ...
ماري : اين زوجي ؟.كيف حاله ؟.هل هو بخير ؟
صمت الطبيب......
ماري : اجبني .... قلت هل هو بخير ؟
الطبيب : أسف ... لقد فاتت الاوان ... توفي زوجك ... لم يستطع التحمل فقد كانت الحادثة شديده
وقعت ماري علي الارض واخذت تصرخ : كلا هذا كذب زوجي لن يموت انت تكذب ... لقد اتصل لقد وعدني بأن يعود ويتناول العشاء معي هو قال ذلك
وقفت ماري وارتمت في حضن امها ..: امي روبينسون لم يموت صح هو يكذب ارجوكي ردي ... امي انظري الي هاتفي لقد اتصل بي ... انظري هذه رسالة منه قال ان انتظره لتناول العشاء .... امي لقد قال بانه سيعود
أرجوكم قولي بأن هذا كذب ...
لم تستطع الام امساك نفسها عن الصراخ او البكاء ولم تلحط ابنتها التي كانت معها .. كانت الفتاه في حاله من الخوف والذهول والحزن هي لم تكن تعي تماما ما يحدث حولها فهي قد كانت في الثلاثه من عمرها
شدت الطفله بنطال الام قائلة : امي اين ابي ؟ ابي لم يصبه مكروه صحيح يا امي ؟
اخذت الام الطفله بين زراعيها ولم تستطع الكلام
كانت الام المسكينة ترفض تصديق ما حصل لزوجها ....
ولكنها في النهاية اُرغمت علي التصديق ..وجاء يوم الجنازة .. ولكنها لم تعرف كيف تخبر ابنتها .. ومازلت الدموع تتساقط بشدة من عينيها ...
دخلت الجدة عليها بعد ان قامت الام بتغيير ملابسها ... كانت ملابسها شديدة السواد ووجهها شاحب لدرجه يصعب تصديقها .. كان يمكن للناظر ان يظن انها جثة تسير علي الارض من شدة البأس الذي هي به ...
ارتمت بين زراعي الجدة وهي تبكي حاولت الجدة تهدئتها
ماري: أمي !...ريما !! لا أعرف كيف اخرها ولا اعرف ماذا اقول ... وانا لا يمكنني ان امنعها من رؤية وجه والدها للمرة الاخيرة ...
الجدة : أنا سأخبرها لا تخافي ... انزلي للأسفل وانتظرينا سأذهب واحاول اخبارها
ذهبت الجدة الي ريما التي كانت تجلس في الحديقة وكانت هنالك علامات حزن علي وجهها
جلست الجدة بجانب حفيدتها وقالت لها : ريما ماذا بك ؟ لماذا هذا الحزن علي وجهك
ريما : جدتي ابي لم يعد منذ الامس وامي الدموع لا تتوقف عن الانهمار من عينيها مثل المطر ولا تريدين مني ان اكون حزينه ... وايضا يا جدتي انتي وامي ترتدون الاسود وحسب معرفتي ان الناس يرتدونه عندما يموت احد ما .... جدتي اخبريني هل مات احد ؟.!
نظرت الجدة في عيني ريما الحزينتين :.ريما انتي قد كبرتي حقا ... لذلك استمعي إلي وعديني بأنك لن تبكي مهما حدث وستكونين فتاه مطيعة
ريما : حسنا يا جدتي ولكن اخبريني بما
الجده : حسنا سأخبرك .... ليلة أمس اثناء عودة والدك من عمله كان قد اصطدم بسياره واصيب في حادث ونقل الي المشفي لهذا ذهبنا الي هناك في الامس ولكن كان قد فات الاوان ... كان الله قد اختار والدك لينتقل اليه ... انه الان في افضل مكان .... وبالتأكيد ايضا انه سعيد وراضي ..... صحيح اننا سنفقده ولكن مكانه سيبقي دائما في قلوبنا وعقولنا ...والدك كان صالحا وطيبا ... وانتي عليكي دائما ان تدعي الله له ..... و....
لم تستطع الجده اكمال كلامها عندما رأت وجه ريما مغطي بالدموع لم تستطع ريما منع نفسها من البكاء .. لقد فقدت والدها
اكملت الجدت وهي تمسح دموع الصغيرة : ريما عليكي ان لا تبكي لان الامر سيحزن والدك .. وايضا عليكي ان تظهري قويه امام والدتك عليكي ان تجعليهت تتوقف عن البكاء انتِ كل ما تبقي لها عليكا ان تكون مصدر قوة لها لا مصدر ضعف وحزن ...
اخذت الجدة ريما بين زراعيها وضمتها اليها بقوة ......
الجدة : هيا امسحي دموعك علينا الذهاب لرؤية والدك ألا تريدين تودعيه هيا ايضا عليكي ان تكوني بجانب والدتك
حاولت ريما مسح دموعها والتظاهر بالقوة وذهبت مع جدتها الي أمها ...ضمت الام ريما اليها بقوة ...
قالت لها ريما : امي ارجوكي عليكي ان تتوقفي عن البكاء
هزت الام رأسها ولكن الدموع مازلت تنهمر من عينيها ....
ذهبت الام وابنتها لرؤيه زوجها مرة اخيرة ...
وعند وصولهم ... رفعت الام ابنتها حيث يرقد الاب ...قبلته ريما علي جبهته وتأملت ملامح وجهه فهذه ستكون اخر مرة تري فيهاا وجهه ...انتهت مراسم الدفن وعاد الجميع الي بيته والحزن يملئ قلوبهم ....
قضت الاسرة ايام حزينة لم تستطع فيها ان تذوق طعم الراحة او النوم .....____________________________________________________________________
انتهي الشابتر ... اتمني ان ينال اعجابكم ..... وارجو منكم دعمي ....
واتمني ان تكنبوا رأيكم + انتقاداتكم
أنت تقرأ
لا تبالي فستشفي الجراح
Romanceتحكي القصه حياه فتاه منذ يوم ولادتها الي اليوم الذي تم انتشالها من الضياع الذي كانت تعيشه ...