الـجزء الـسّادس

116 5 2
                                    

.. في الصباح انطلق الشاب ، .. اشترى طبق حلوى ،.. و مجموعة جميلة من الورود ثم سلك الطريق المؤدية إلى ذلك الكوخ الذي قاده إليه قلبه تلك الليلة ، ..
..
وصل إلى الكوخ و هو الآن واقف أمامه ، .. يريد بشدة أن يطرق ذلك الباب ، .. و لكنّ يده كانت مترددة .. ، .. هيّا افعلي ذلك ..، .. و بعد مرور وقت قصير استطاع تملّك نفسه و تشجّع لفعلها ، .. طرق ذلك الباب ..، و انتظر ، ..
..
.. فُتح الباب ، .. انتظر الشاب تلك العينان الجميلتان لينظر إليهما .. فبقي محدّقا منتظرا من وراء الباب ، .. إذ بأخيها يطِلّ .. " آه هذا أنت ! .. مرحبا بك ، تفضّل ! .. " .. فشكره الشاب ثم دخل للكوخ ..
..
.. بعد أن استقبلته العائلة بلطف ، .. دخل الشاب في صلب الموضوع ، .. و أعرب عن إعجابه بتلك الفتاة ! .. ، .. نظرت إليه الأم مليّا .. لكنّها أخبرته الحقيقة بكلّ أسف ، .. فالشاب لا يملك مصدر رزق كاف للاعتناء بابنته ، .. فهو بالكاد يستطيع تدبّر أمره ، .. وسط الظروف القاسية في تلك القرية النائية ..
..
.. تقبّل الشاب الأمر بكلّ خيبة أمل .. ، لكن بعد التفكير أدرك أنها الحقيقة ، .. و كلام الأم منطقي ، فهي تسعى وراء مستقبل ابنتها ! .. لذلك وعدها أنه سيحسّن أموره و يجد عملا يستطيع ضمان مستقبله و مستقبل فتاته .. ،
..
..، و قبل أن يرحل أهدى الشاب حبيبته عقد أمه الغالي الذي كان يضعه على رقبته ، .. ثم همّ بالخروج .. لكنها قاطعت خروجه قائلة : " أخبرني على الأقل !.. ما اسمك ؟ .. "
.. فابتسم الشاب ابتسامة خفيفة ثم قال .. : " سأخبركِ عندما أعود ! أعِدُكِ .." .. ثم رحل ..
..
.. و هكذا كان الأمر ، .. عاد الشاب للمنزل ،.. بعد أن اتفق مع عائلة الفتاة على ما سبق .. ، و في اليوم التالي بدأ البحث عن عمل شريف و محترم يكفي حاجياته و حاجيات عائلته المستقبلية ..
..
.. مرّت الأيام ، و تتالت ،.. و لكن الشاب لم يحصل على عمل مستقر ، و لا مدخول كافٍ .. ، .. لذلك قرّر الهجرة من تلك القرية ، .. إلى بلاد أخرى يستطيع إيجاد عمل محترم بها ... فهذا هو الحلّ الوحيد المتوفّر .. ،
..

آنِـسَـتِـي الـجَـمِـيـلَـة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن