شعرت بيد متهالكه تعاني من رجفه بسيطه تتناولني من ذراعي ..التفت لاجدها امرأة عجوز هرمه ضعيفة الجسم
«إمكثي معنا إلى أن تجدي أهلك لا بأس في ذلك..بالتأكيد سيبحثون عنك»هذا ما قالته
لم يكن لدي خيار آخر سوى الموافقه..فمن أين سأجد مسكناً يأويني وجيوبي فارغه لا تملأها سوا حبات الرمال والحجاره!!
اشارت إلي بأن أتبعها ففعلت ذلك..
مشينا بين النخيل إلى ان وصلنا إلى المنزل..كان منزلها مبنياً من الطين.. لا نوافذ له..سقفه من سعف النخيل!!..
كان منزلاً بسيطاً ولكنه خيرٌ لي من ان اسكن ازقة الشوارع!!
.
لم يكن للبيت باب بل كان بابه عباره عن ستاره..
اشارت إلي بالدخول ففعلت..كان يوجد به ثلاثه افرشه..وثلاث وسادات..
توجهت لها بالسؤال
«هل يسكن احد معك؟»
-نعم..إبنتي الوحيده مريم التي تبلغ من العمر السابعه والثلاثين عاماً وإبنها خالد الذي بلغ العقد الاول من عمره
-وأين هما لا اراهما!!
-مريم تعمل بمعمل خياطه..وخالد يدرس صباحاً ثم يذهب ليجد لنفسه أي عمل كحمل البضائع ليجد عن طريقه بعض المال فيدخره إلى وقت الحاجه
احسست بأنني قد أحملتهم عبأً آخر بتواجدي بينهم..علي ان اعمل انا الاخرى لاخفف هذا العبء عن كاهلهم..
-ارتاحي على هذا الفراش يابنيتي الى ان احضر شيئا لتسدي به جوعك..
-لا اعلم كيف اشكرك.. جميلك هذا لن انساه لك طوال حياتي
اكتفت بابتسامه رسمتها على وجهها من ثم خرجت
تمددت على ذلك الفرش القاسي ونظرت الى السقف الذي تغطيه سعف النخيل
من ثم ابحرت بتفكيري الى مكان اخر..
مكان يجمعني مع عائلتي التي محاها البحر عن ذاكرتي.. لأجد نفسي فارغه من كل شيء..كزجاجه مملوءه بالهواء..
كنت كغصن كسر من شجره..كرياحٍ هبت في مكان لم تشتهيه..
في ذلك الحين وصلت بي آلام الذاكره إلى أوج حدتها
لم أجد سوى أن أدعوا لنفسي أن يكون كابوساً أفيق منه بعد قليل..
رجعت العجوز لتقدم لي الرغيف..وقد جلبت معها فراشاً رابعاً
-أريد حماماً
-حسناً تعالي..اخرجتني الى الخارج
-إنظري ذاك هو حمام المسجد..اشارت إليه بإصبعها
-حسناً اشكرك
-انتظري..
توجهت نحو قطعة قماش ملتفه فتحتها واخرجت منها ما البسه
-البسي هذا ريثما تجف ثيابك
اومأت برأسي ثم مضيت نحو حمام المسجد الذي دلتني عليه
كان للحمام رائحه كريهه..بالكاد تحملتها..تحممت سريعاً ثم خرجت
توجهت إلى البحر علني أجد ذاكرتي مركونه على احد ازقة موجاته
لعل احد موجاته تقودها إلي..او إن رياح البحر تردها إلي
تقدمت لتلك المساحه الواسعه من البحر لأحدثه
-سرقت مني ذاكرتي!! «قلتها مع دمعه تسربت من عيناي»
-اكرهك وبشده.....صمت لبرهه ثم اردفت
-من انا ايها البحر؟ من اكون انا ما اسمي ومن هو ابي واين امي..اين خبأت ذاكرتي..ولمن وهبتها..وماذا جنيت من نهبها من هذا الرأس «قلتها بغضب ومع آخر كلمه اخذت اضرب على ذلك الرأس الذي سمح لها بالتسرب إلى أعماق هذا البحر اللعين»
---------------------------------------------
محتاجه تشجيع اكثر عشان انزل البارت الثالث😍❤
الآن رأيكم؟ أي إنتقاد؟