ملاك من عالم الظلام

العاصفة قادمة

~وداعا بربرا
+وداعا عزيزتي
عدت إلى المنزل، وضعت حقيبتي في مكانها المعتاد و غيرت ملابسي بأخرى تدفئني. أعددت كوب شكولاتة ساخنة و بدأت طقوسي الليلية. موسيقى هادئة و كوبي و مذكرتي، ثم شرعت في الكتابة. فجأة، أفزعني صوت الرعد فخرجت إلى شرفة غرفتي أتأمل السماء. الغيوم الرمادية ترسل أشعة القمر المنير المختبئ بينها، و صوت الرياح يهمس لي بقدوم عاصفة. ألقيت نظرة على الأشجار، فتراها تكاد تبرح مكانها من شدة الرياح، ذكرتني بحياتي التي اجتاحتها العواصف. منذ وفاة الخالة إلفيس، انقلبت حياتي رأسا على عقب. أصبحت تراودني كوابيس مخيفة لدرجة أنني أكره وسادتي و ألعن النوم كل مساء. لكن التعب يثقل جفناي فيجعلني أخلد إلى النوم سريعا. والآن كذلك علي أن ألتحق بوسادتي اللعينة، أرجو ألا يراودني كابوس مفزع مجددا.
"الحلم الملعون سيتحقق"
استيقظت على تلك الأصوات الخشنة تخبرني أن الحلم الملعون سيتحقق. لست أفهم أدنى كلمة من همهماتهم. عن أي حلم يتحدثون؟؟ و من أولئك اللذين يتمتمون بكلمات مبهمة التي لم أميز منها سوى تلك الجملة ؟ شكلهم كان مرعبا، يرتدون عباءات سوداء على صدرها رسم الصليب و أياديهم لربما تشبه أيادي جدتي التاسعة و الستون لو بقيت حية لحدود الساعة. أغمضت عيناي و استسلمت للنوم ثانية. فتحت عيني ببطء لأجد نفسي وسط غرفة مظلمة. سمعت حركة أقدام و أحاديث خافتة و حالما استدرت وجدت جماعة من أولئك المخلوقات تهوي بخناجرها على رأس أحدهم حتى تهشم إلى أشلاء .استيقظت ثانية فزعة، ترتعش أطرافي من هول ما رأيت و شربت كأس ماء، ثم قررت أن آخذ حماما علني أنتعش.
خرجت أجفف شعري بعشوائية، و فوجئت بباب الشرفة يفتح بعنف، دخل مخلوق غريب الشكل يقترب مني وهو يحمل سيفه. احتميت بنفسي، و فجأة جذبني شخص ظهر من العدم و تركني خلفه. كسر عنق ذاك المخيف و استدار ناحيتي، جلست أحدق به. ولم يوقظني من شرودي سوى صوته الدافئ الذي يسألني إذا ما كنت بخير . لم أقو على إجابته. و سألني ثانية:
_هل أصابك مكروه روزا؟
اللعنة كيف عرف إسمي هذا الأحمق. شردت في ملامحه الوسيمة، بياضه المحير و عيناه الزرقاوتين يخيل إلي كأنني أحدق ببحر بلا شطآن. يبدو أني سأغرق.
تبا لي بدأت أهذي منذ متى و أنا أصف بأفكار حالمة كهذه.
قاطع حديثي السخيف مع نفسي مبتسما
_إرتدي ملابسك سأعود بسرعة.
حدقت به ببلاهة ،و انتبهت لنفسي، كنت أرتدي منشفتي فقط. يا إلهي! اللعنة عليك يا هذا. بل اللعنة علي أنا يجب أن أشكره قد أنقذ حياتي. نزلت إلى المطبخ، فوجدته ينتظرني هناك، وقد وضع علبة طعام على الطاولة. يبدو من المطعم المجاور لمنزلي، العلامة على العلبة تؤكد ذلك. أردت أن أسأله، لكنه قاطع سيل أسئلتي الذي كنت أجهزه قائلا :
_سأجيبك عن كل تساؤلاتك، تناولي طعامك الآن.
رمشت عيناي بعدم تصديق في حين كان عقلي يصرخ "هلا أخبرني أحد من يكون هذا بحق الجحيم؟ "
تناولت القليل من الطعام و جهزت لنا كوبين من الشكولاتة الساخنة و جلست أمامه في البهو و عانقت كوبي شوكولاتتي اللذيذة و قلت له ببرود:
~كلي آذان صاغية... هات ما عندك .
_ماالذي تريدين معرفته ؟
~كل شيء بدءا منك أنت حتى كيف وصلت إلى هنا
_حسنا ... إسمي نيكولاس إدوارد فلاديمير ، وريث ملك الدماء. أنا الإبن الأكبر لتوماس ويليام فلاديمير.
~عائلة مصاصي الدماء!! ... لكن كل ذلك أساطير قرأت عنها في كتب خالتي إلفيس!!
توجه إلى المكتبة و ضغط على أحد الكتب هناك ففتحت بوابة أخرى أخرج منها صندوق أسود اللون بنقوش ذهبية فتحه أمامي و حمل كتابا أحمر اللون و عليه ختم ذهبي. يبدو ملكيا... منذ متى وهو هنا وكبق علم بوجود الكتاب؟.. وضعه على الطاولة أمامي و قال:
_إفتحي الكتاب و إقرأي.
~حسنا ... منذ آلاف السنين في مكان غادرته الشمس إلى الأبد.....
_______________________________
السلام عليكم قرائي الأعزاء، كيف حالكم؟ أتمنى أن تكونوا بخير .

هذه أول قصصي الخيالية أتمنى أن تنال إعجابكم 

قراءة ممتعة ^_^