مرت ثلاثة أيام، إعتدت على وجود نيكولاس بل ألفت وجوده معي كنا نناقش مواضيع مختلفة بحماس. ببساطة كان الحوار معه شيئا ممتعا.
في الثانية بعد الزوال، استلقينا على السرير نتأمل سقف غرفتي، فسألته:
~نيك
_نعم
~أخبرني عن عالمكم
استدار ليقابل وجهي و قال:
_ما الذي تريدين معرفته
~أي شيء
_في عالمي تنقسم كل فصيلة إلى طبقات، فالفلاديمير مثلا ينقسمون إلى الطبقة الحاكمة و النبلاء. هذه الطبقة لا تشرب الدماء كيفما كانت بل تتغذى على فصيلة O النادرة...
قاطعنا في هذه الأثناء صوت الجرس. نزلت بتململ و فتحت الباب، فارتمت بأحضاني تلك الحمقاء
*رووزي اشتقت لك أيتها ال..#-/+~++*- 😒😒 بدأت تشتم ثانية
فجأة لمحت نيكولاس جالسا في البهو. همست في أذني بحنق:
*من يكون ذاك الوسيم !
~هلا دخلت أولا أكاد أصبح كرة ثلجية.
*حسنا. ألقت التحية و ابتسم لها نيك بإمتنان
أعلم أنها ستقتلني بكل تأكيد لأنني لم أخبرها عنه لكنه لم يمكث معي أكثر من أربعة أيام. أغلقت باب غرفتي ثم فتحته من جديد و خاطبت نيك:
* لا تسترق السمع قد أقتلع أذنيك إن فعلت.
ضحكت بخفة و قلت:
~بوسعه قراءة أفكاري.
*اعلم.. أقصد كيف ؟!
جلسنا فوق سريري و سردت لها ما حدث معي منذ أسبوع حتى مجيئ نيكولاس فسألتني على حين غرة:
*لم تأتين للعيش معي؟
~آسفة لوسي لا يمكنني ذلك،أخبرني أن شخصا ما كلفه بحمايتي.
*كما تشائين ...
قاطعها صوت رنين هاتفها فردت، فهمت من حديثها أن المتصل زاك زوجها.
*عاد زاك من العمل علي الذهاب
~بلغي سلامي البارد له هههه
*ههه لم تتشاجران كالقطط دائما
~إنه لئيم. آخ كم أكره مزاحه الثقيل
ضحكنا معا. فتحت الباب لتنصرف لكنها توقفت و نادتني:
*هييي روزا تعالي إلى الحديقة أريد أن أكلمك على إنفراد. لحقت بها فقالت بنبرة جدية:
*آن الأوان لتنسي الماضي. ربما نيك سيساعدك على ذلك، يبدو لطيفا.
~لا أستطيع لوسيندا لا أستطيع
*بل أنت من تمنعين نفسك من عيش حياتك العادية. أنت بالثالثة و العشرين من عمرك حان الوقت لتتغيري روزي.
قبلت جبيني و تركتني أصارع نفسي بكلماتها. قلت بهدوء:
~سأفكر في الأمر
*وداعا
~وداعا عزيزتي قبلي كارمن نيابة عني
دخلت و أغلقت الباب، وجدت نيك مستلقيا على الأريكة بلا مبالاة، و شعره مبعثر على وجهه. مررت يداي في شعره الأشقر دون شعور فسرت بجسدي رعشة جعلتني أبعد يدي، لكنه أمسك رسغي و أجلسني بقربه
_من تكون تلك الفتاة ؟
~ صديقة طفولتي لوسيندا. أمها كانت صديقة خالتي إلفيس
تسللت دمعة إلى عيني و شقت طريقها ببطء على خدي فمسحها نيكولاس و احتضنني. أشعر بالأمان بقربه.
صعدت إلى غرفتي، كالعادة لا أحب أن أفوت موعدي مع القمر. جلست أتأمله و قد توسط كبد السماء ليزيح ظلمتها بنوره الهادىء، كنت أفكر بكلمات لوسي. هل حقا آن الأوان لأنساه؟ لا أعلم حقا.
قاطع تفكيري نيك و هو يفتح باب غرفتي. كان يلف منشفة حول خصره و شعره مبلل و مليء بالصابون منظره كان مضحكا.
_هيي روز هل يمكنني إستخدام حمامك؟
كنت أحدق بجسده المتناسق، طوله الفارع و عضلاته المشدودة يااي وسيم!!
_رووز ليس وقت التحديق.
~أدخل يا غبي
فتحت باب الحمام ثم فتحت الصنبور. ييي الماء بارد ، قفزت و كنت على وشك الوقوع. أغمضت عيني أنتظر سماع صوت إرتطام جمجمتي بالأرض لكنني أشعر فقط بأنفاس ترتطم بوجهي. فتحت عيناي ووجدته يتمعن في ملامحي
~كدت أكسر جمجمتي. قلت و أنا أضحك
_تبللت بالكامل أخرجي و دعيني أكمل إستحمامي.
~امم هل تخجل؟
_لا لكنني أعرفك خجولة بطبعك
~لا بل منحرفة
_تعالي إذن
صرخت بأعلى صوتي:
~لااااا
ضحك على منظري و قال
_أرأيت !!
خرجت مسرعة أضحك. و بعد عدة دقائق أنهى استحمامه و خرج يجفف شعره. استدار ناحيتي و قال:
_ألن تكفي عن التحديق بي؟
~لا. أجبته بنبرة تحدي
لمحت علامة على كتفه الأيمن فاقتربت منه. وجدته يحمل وشم تاج و عليه مكان فارغ على شاكلة قلب.
~ما تلك العلامة على كتفك نيك؟
_ختم الملكية، أي أنني وريث الدماء.
~و لم مكان القلب فارغ
_ستملأه توأمي الروحي. أنت تملكين قلبا على على كتفك الأيمن أليس كذلك!؟
~كيف عرفت ذلك؟
_لأنك توأمي الروحي.
~ماذا؟.....
_سأرتدي ملابسي و أعود
تركني وسط ذهولي و الأسئلة تتزاحم بعقلي. لحقت به بعد بضع دقائق و جلسنا في الحديقة.
~نيك ما الذي تقصده بتوأم روحك؟؟
_امممممم .. توأم روحي تعني الفتاة التي أحبها و سأتزوجها.
~و كيف لتوأم روحك أن تكون بشرية؟
_رووزا دعي كل شيء لأوانه
رددت بإنزعاج
~هففف حسنا.
تناولت العشاء بينما خرج نيك ليشتري له دماءا. حضرت كوب قهوة ساخنة، و حملت الكتاب الأحمر الذي شرعت في قراءته رفقة نيكولاس، و باشرت القراءة حتى استسلمت إلى النوم. و عاد حديث الذاكرة يتردد، و ما أدراكم ما حديث الذاكرة. حديث أوجاع بنبرة يأس تبعث في نفسك تشاؤما يجعلك ترى الموت بنفسه يكرهك
*فلاش باك*
~ما الذي تريده لوكاس؟
-روحك، سأسلبك روحك حبيبتي
~أرجوك لوك أنا أحبك أخبرني لم تريد قتلي؟
-سأقتلك لا محالة فلا تتوسلي. فمكافأتي تنتظر.
~مكافأة !!
-أجل مكافأة لمن يقتلك.
~اللعنة ما المميز في ليطارد الناس حياتي هكذا؟
- كفي عن ثرثرتك. و الآن .. كلمة أخيرة ؟!
فجأة مر مجهول كانت سرعته كالطيف، ناداه بهدوء مرعب:
_هيييي أنت؟
-من هناك ؟!
~صوته!! سمعت صوته من قبل! أين؟ اللعنة نسيت.
انهال المجهول على لوكاس اللعين بالضرب دون ذرة رحمة،و أغمي علي فأنا أكره الدماء. استفقت بين ذراعيه فإذا بي أرى عيونا حمراء لامعة تحدق بي، و ذاك الغريب يسألني:
_هل أنت بخير؟
نيكولاس !!! صوته كصوت نيك. خرجت إلى شرفة غرفتي،أفكر . إذن نيك أنقذ حياتي مرتين. هه إن أنقذني مرة ثالثة سأكون مدينة له بحياتي. عدت إلى سريري و حملت كتاب "ممالك الدماء" نفس الكتاب الذي ناولني نيكولاس، بحثت في الفهرس فوجدت إسم والده. توماس ويليام فلاديمير، الحفيد السادس و العشرون لفلاد. فتحت الكتاب على صفحته.
كانت هناك صورة عائلية، تذكرت عائلتي التي واراها الثرى و لم أرتو بعد من حنانها. غادروا و أنا في أمس الحاجة إليهم، الخالة إلفيس كانت بصيص أملي الوحيد وهاهو القدر قد اختطفها. دخل نيك دون انتباهي و استلقى بجواري.
~نيك أهذه أسرتك ؟؟
_أجل. عرفني على وجوههم و توقفت يدي عند صورة رجل يشبه أبي.
~نيك من هذا الرجل؟؟
_عمي الأكبر يشبهك كثيرا ...
أنت تقرأ
ملاك من عالم الظلام
Vampireرواية خيالية عن فتاة تدعى روزاليا فلودير. بعد وفاة خالتها، تنقلب حياتها رأسا على عقب و تدخل في متاهة مع أصلها. لكن نيكولاس فلاديمير أمير مملكة الظلام سيكشف لها القطع المفقودة من أحجية أصلها.