ذهبت إلى محطة القطار.. كان موعد الرحلة بعد نصف ساعة!..
كُنت انظر حولي، أحب التأمل في وجوه البشر، عندما أرى وجه عجوز أتخيله عندما كان في ريعان الشباب، وعندما أرى طفل أتخيل كيف أن هذا الوجه سيمتلئ بالتجاعيد..
لم يوقظني سوا صوت القطار قادم! ها قد انتهت النصف ساعة..
ركبت القطار وتوجهت الى اخر مقعد..
كُنت أريد بجانب النافذة، ولكن سبقني شاب مُراهق..
كان أسمر البشرة، شعرهُ ناعم وعيناه خُضر! أيضا يمتلك حفرتين بخدّيه! كانت واضحة بسبب تلك الابتسامة المرسومة على شفتيه الممُتلئة..
جلستُ بجانبة، وأصبحت احدق في وجهه..
مرّت عشر دقائق ولازلت مُحدقاً في وجهه.
كان ينظر الي مرتبكاً، ويتلفت دلالة على عدم راحته من تحديقي..
ولكنني لم أتوقف..
نظر الى عيناي، وقال بربكة " هل من المُمكن ان تتوقف عن فعل هذا؟ إنه غير مريح!".
أبتسمت وقلت " لا! لا استطيع!".
قال بإستغراب " ماذا تعني بـ لا استطيع؟".
قلت ببساطة" ليس ذنبي انك وسيم ؟".
قال وهو مُحرج " أشكرك يا صاح ولكن هذا يزعجني ، هلّ توقفت الان؟".
جلست محدقاً لدقائق، رأيته وهو يشد قبضته بقوة ..
أبتسمت وازحت نظري عنه بهدوء..
بعد مرور ساعة..
التفت إليه، وجدته نائم!
أقتربت منه، ونفخت بهدوء على وجهه!
فتح عينيه بإنزعاج!
قال بتذمر " ماذا فعلت ليعاقبني الرب بك!"
لقد نعتني بالعقوبة!
تراجعت قليلاً..
وقلت بتردد "انت؟ هل يمكنني ان اسألك؟.."
قال وهو مغمض عيناه" اسمي دانيل."
قلت" أوه، لم اسألك بعد ولكن اسمك جميل، انا نيسان."
لم يجيب علي..
قلت وانا احدق الى وجهه" هل رقصت يوماً مع الملائكة؟."
قال وهو ينظر إلي بسخرية" كنت أعلم بإنك لست طبيعي."
"لما لا تجيب على سؤالي؟."
دانيل بهدوء" لا، لم أجرب ذلك.. -بسُخرية- وانت؟".
قلت وانا انظر الى عينيه " لقد جربت ذلك،بالحلم"..
ضحك وقال "بدأت تعجبني يارجل"..
قلت سائلاً "هل اضاءتك الفراشة عندما احترقت بضوء الوردة؟".
قال مُجارياً لي بالحديث " نعم! بالحلم.."
"كاذب."
صمت دانيل ونظر الي مطولاً، وكأنه يستفسر هل انا طبيعي؟..
قال بحيرة " ماذا تريد؟"
أبتسمت لسؤاله..
أجبت بهدوء عميق "في يومٍ محتشد، إرسال قنينة وقبعة! لرجل مات قبل لحظات.. هذا كل ما أردته.."
صوت صفير القطار، يعلن وصولنا الى المحطة..
نظرت اليه مبتسماً " ها قد انتهت الرحلة! إلى اللقاء دانيل، شكراً لحسن استماعك.."
أمسك يدي بسرعة، وقال " هل ستذهب هكذا؟ اريد ان اتواصل معك!"
قلت بهدوء " سنتواصل بالحلم ! وداعاً..
نزلت من القطار..
وانا مبتسماً كعادتي.. أكمل باقي مسيرتي التأملية، وتتراكم الاسألة في عقلي..
أنت تقرأ
مواقف نِيسَان.
Fantasyمرحباً. إسمي غريب أعلم ذلك.. لا يهم كم أبلغ من العمر، او اين اعيش؟.. او حتى إن كنت انسان بشريّ ام فضائي؟.. المهم انني امتلك عقلاً يفكر، وقلباً يُحب. اليس صحيحاً؟