سجين الباستيل

الجزء الاول

قصة "سجين الباستيل"
الجزء الاول
________________________________________________________________________________

عام 1789 فرنسا
_________________

فى احد شوارع فرنسا التى تسكنها الطبقة الفقيرة سار رجل انيق لا يبدو انه من سكان المنطقه بل بدا نبيلا ثريا حيث تركت قبعته السوداء التى اخفت وجهه و معطفه الاسود الطويل انطبعا لدى سكان الحى بانه غنى وغريب عن المنطقه وقد اثار ايضا بعض شكوكهم لمظهره الغامض وملابسه السوداء من رأسه لاخمص قدميه كانو يتتبعوه بنظراتهم حتى قصد احد الابنية ودلف اليها غائبا عن بصرهم.

صعد الرجل السلم المتكسر و المهزوز الى الطابق الثانى ولم يكن به سوى بعض الاثاث المهترئ وعلى احد الكراسى الخشب القديم جلس شخصا بانتظاره وفور أن رآه الرجل الجالس على الكرسى قال:كنت واثق انك ستأتى
ليرد الاخر باحتقان:اعرف أن هذا ليس فى صالح وسيضرك..جاستن او اى كان اسمك أن لم تفى بوعدك تعرف ما سيحدث لك
جاستن بنظرات متحدية:وانت ايضا ستضر..سيد جاك
لقد كان هو بعينه السيد جاك دى فيلسيه رئيس البلدية ولكن اى رياح رمته الى هذه المنطقة؟!
جاك بامتعاض:احضر الاوراق
جاستن:ليس قبل اعطائى ما اتفقنا عليه
ادخل جاك يده فى جيب معطفه الداخلى ليخرج اشياء منه ويرميه على الطاوله ويقول:جواز السفر و الهوية الجديدة و المال..الان سلمنى الاوراق
تفحص جاستن الهوية و جواز السفر وتغيرت نظرة عينيه وهو يتفحصهما وقال:هل تتذكر شخص اسمه جورج دى لف غى؟ام انك قد نسيته؟!
ارتفعت عينا جاستن ليرى ملامح جاك المصدومة لتظهر على وجهه ابتسامة جانبية و ينزل بصره مجددا لما فى يده..
جاك بصدمة:من اين تعرفه؟
جاستن:اذن انت تعرفه..وتعرف ايضا انك امرت بقتله
جاك متهربا:لقد كان منذ زمن طويل
جاستن:الزمن لم يغير فعلتك الشنيعة بوالدى
جاك وقد عادت صدمته اشد من ذى قبل:والدك؟!..ولكن الم تمت
جاستن بسخرية:اتقولها فى وجهى ايضا؟!
جاك:ما مطلبك؟
جاستن بنظرات باردة اتجاه جاك:مطلبى.. حقا؟ هل ارواح الناس لعبة هكذا؟ ليس ذنبى أن امى من الطبقة الاولى وابى من الثالثة ثم الم تكن امى اختك ايضا؟! ليستطرد:ليس لدى مطالب بل انا سافضحك فعلا هذه المرة بقتل ابى وتزوير الهويات اريد ان اجعلك المزور الثالث فى سجن الباستيل
جاك بسخرية:ادخالى السجن وسجن الباستيل ايضا؟!من به ستة حتى الان ومن المستحيل أن اكون السابع اننى جاك دى فيلسيه..ثم انا لم اعد اعتبر ليلياس اختى بعد أن هربت وتزوجت بشخص كاباك
جاستن بعصبية:اذن لم قتلته أن لم تعتبرها اختك؟
جاك:كان عليها أن تعرف خطأها الفادح و أن تعود الى راكعة
جاستن وقد بدا صوت بالارتفاع:يالك من حثالة..
ثم وقف واقترب منه ليجعل جاك يرجع خطوة و استطرد:سوف انهيك حقا..وسوف اعلن كل شئ و اوقعك

حدث كل شئ حينها فى سرعة البرق فبحركة لا ارادية من جاك حمل المزهرية من على الطاوله و كسرها على راس جاستن لتتناثر الشظايا فى انحاء الغرفة..وسالت الدماء من راس جاستن ليقع على الارض و ينام نوما ابديا فقط حينها استدرك جاك ما فعله ليشعر بالهلع حتى أن كان يرغب بالتخلص من احد كان يامر اتباعه لكن الان لقد لوثت يداه هو..فبادر لمحاولة يائسة لاخفاء الجريمة فقام ببعثرة الغرفة ليجعلها جريمة سرقة خصوصا أن الجرائم قد انتشرت بشكل كبير فى الآونة الاخيرة من قتل وسرقة..
لكن رغم انه قلب الغرفة راسا على عقب لم يعثر على الاوراق..لكنه اخذ جواز السفر و الهوية و المال معه واراد الخروج قبل أن يراه احد لكنه قد فشل فى هذا فاثناء نزوله السلم رآه شخصا ما..كان شابا وقد حفظ جاك وجهه تماما بالتاكيد سيكون مفيدا..

شعر الشاب بالغرابة فهذا الشخص يبدو نبيلا وايضا لا يزور جاستن اناس كثر بالعادة..لكنه قد صعد متجاهلا اياه فربما يكون اتى لشخص اخر ليس كان جاستن وحده هنا..لكنه حالما فتح الباب عرف أنه كان مخطئ..حاول ايفاق جاستن او الشعور بدقات قلبه ولكن لا يوجد اى امل لقد مات بالفعل..