الموت .. لم يخطر الموت على بالي ابدا .... كيف يخطر؟ و انا في هذا العمر الصغير , فعندما تكون شابا لن يخطر لك الموت , و ستعتقد بأنه بعيد عنك .. فلكثير من الناس يبلغون اعمار تتجاوز الستون و السبعون ثم بعد ذلك يتوفون فلماذا اكون انا مغايرة !!!
كنت اعتبر الموت في سن الشباب امر نادر الحدوث .. ربما اعتقدت بأني خالدة!! ليس خلودا دائما طبعا و انما خالدة لبلوغ السن الطبيعي للموت!! ان كان هذا منطقيا حتى !!
اعتقدت بأني سأموت بسن الستون او السبعون لكن لا حياتي انتهت قبل بلوغي العشرين حتى !! هل الوم الحياة على ذلك او الوم نفسي لان سبب موتي كان شيء واحد فقط ... أختياراتي !!
قصتي انتهت بلعشرين لكنها ابتدئت في السادسة عشر .. في هذا العمر الذي لن انساه ابدا ... هذا العمر الذي بدأت فيه اتخاذ القرارات و الاختيارات ....
اختياراتي أدت بي بأن اكون على سرير الان في مشفى صغير لوحدي من دون عائلة او حبيب من دون اصدقاء حتى ... ها أنا ذا أدون قصة حياتي .... لقد حدث !!
الفصل الاول :
البداية :
اول كلمة في هذا الكتاب هي ان كنت حزين اقرأني لانك ستفرح بأنك لست أنا .. ستشعر بأن هناك الكثير من الناس عاشو حياة اسوء من حياتك ... الاسم الكساندرا لكن افضل ان تنادوني الكسا اسهل و اسرع و الطف حتى !! ابي قال لي بأن امي اختارت هذا الاسم الطويل لانها كانت تتابع مسلسل غربي و كانت بطلة المسلسل تحمل هذا الاسم لذلك عشت مع هذا الاسم! غريب صح؟ لكن هذه هي امي او هذا ما يقوله ابي عنها .... كلا كلا هي لم تمت ... على الاقل بعد!!... لكنها تركتني مع أبي و ذهبت لتعيش حياة افضل لان حياة القرية لاتناسبها فقررت تركي عند ابي و اخذت اختي لويزيانا معها الى المدينة ....
قصتي تبدأ في سن السادسة عشر بعد تخرجي من المدرسة الثانوية بعمر اصغر من زملائي لاني كنت متوفقة و هذا السبب الاخر الذي ادخلني جامعة اوكسفورد في لندن .. نعم اشهر و اكبر جامعة في بريطانيا ... جامعة اوكسفورد ... حلم حياتي .. و ها انا ذا احقق هذا الحلم ....
حاليا ... وجهتي هي لندن مع ابي الذي يقود السيارة الى جانبي بهدوء تام مزينا وجهه بأبتسامة ساحرة و ذلك لانه سيقلني الى منزل والدتي في لندن ... الحقيقة ان ابي و امي منفصلان لكن علاقتهم مازالت قوية فابي مازال يحب امي و هو فرح الان بزيارتها ....
اخرج يدي من شباك السيارة و احركها لاحس بقوة الهواء الذي دفع شعري بقوة الى الوراء .. ابي يجلس بجانبي يدندن اغنية قديمة ربما تكون لمايكل جاكسون لست متاكدة لكن ما اعلمه ان امي تحب هذه الاغنية!!
أبي هو اكثر الناس مرحا في العالم فعندما وصلت رسالة قبولي من الجامعة هو حرفيا قفز على الكرسي و صرخ بأعلى صوت و حتى رقص قليلا ثم حضنني و اقام لي اكبر حفلة في القرية ...
الطريق من قريتي الى لندن يستغرق اكثر من خمس ساعات , امضينا هذا الوقت مع الاغاني و تبادل اطراف الحديث عن مستقبلي و بعض الجمل عن امي و طباعها و كيف كانت لاني لااعرفها مطلقا فقد غادرت و انا بعمر الثالثة ....
أبي يعلم تماما باني ساسكن بلمهجع المخصص للجامعة و ليس لدى امي لكنه يصر على لقائها مدعيا باشتياقها لي ... الكذبة التي لم و لن اصدقها !!!
حقيقا لست متلهفة لهذا اللقاء لان امي ببساطة لم تهتم لي ابدا فهي لم تزرني ابدا كل ما اعرفهه بانها تحب عيد الكريسمس لانه العيد الوحيد الذي ترسل لي به هدية و بطاقة معايدة .....
عدت ساعات ثم توقفت السيارة امام منزل كبير جدا ابيض اللون و ترجل ابي من السيارة و دق الجرس , ثواني و فتح الباب و ظهرت فتاة شاحبة البياض بشعر اسود داكن و خصل خضراء اللون تضع احمر شفاه اسود و كحل عين طويل اسود ايضا
" لابد انك ابي؟" قالت الفتاة التي عرفت الان بانها اختي لويزيانا
" اهلا عزيزتي لويزيانا " ابتسم ابي و تقدم لاحتضانها لكنها ابتعدت و نفخت في الهواء
" اسمي لويز " قالت و دخلت الي المنزل تاركتنا باعين متوسعة على وقاحتها .... ما هي الا ثواني و جاءت امراة جميلة بشعر اشقر و عيون خضراء تشبهني كثيرا لكنها ارقى و اجمل ...
" حبيبتي " قالت و احتضنتني و انا بادلتها هي تبدو لطيفة ليس كما تخيلت ... و هذا ما اخطئت به .... الحكم من المظهر او الهيئة .... لا تحكم على شخص من هيئته و انما من افعاله .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.