❄دفء الثلج❄

355 27 51
                                    

حدث ذلك منذ زمن بعيد, كنت في السابعة من العمر وقتها, لقد بكيت كثيرا في ذلك اليوم, بكيت أنا وأبي كما لم نبكي من قبل, في ذلك اليوم لقد فقدت أهم شخص لي على الإطلاق, لقد فقدت أمي لأعيش في وحدة منذ تلك اللحظة, ولكني الأن أفضل حالا بعد مرور ثلاث سنوات.

أبي يعمل تاجرا متنقلا وتدفعه ظروف عمله الى السفر الدائم, لقد كنت في السابق أبقى مع أمي في ترقب لعودة أبي, لكني الأن مضطرة إلى السفر معه حيث أنه سيكون من الصعب بقائي لعدم توفر شخص يرعاني.

لقد كان هناك عقبة كبيرة في طريق سفري مع أبي حيث أني كنت متعلقة جدا بصديقتي توموكا التي كانت كتوأم روحي, لقد كانت الصديقة المثالية لي, صحيح أني ما زلت على تواصل معها لكن فراقها قد خلف جرحا عميقا في داخلي, لقد كنت حزينة على فراقها لكني الآن اعتدت أيضا على هذا.

في بداية رحلتي كان الأمر صعبا, فبعد فراق توموكا ذهبت إلى مدرسة جديدة وتعرفت على المزيد من الصديقات, ولقد تلقيت صدمة أخرى عند فراقهن, كان هذا مؤلما جدا.

وبعد مرور ما يقارب سنة من الرحلات والسفر كنت قد بدأت أتعلم الدرس, الا وهو : لا تصادقي أحدا, اكتفي بالزمالة.
ولقد اعتدت تماما بعد مضي سنتين على السفر, لقد أصبح روتينا يوميا لي.

قد يظن من يراني أني أعيش في بؤس, لكني لا أستطيع إنكار أنني سعيدة في حياتي, صحيح أني تلقيت كثيرا من الصدمات لكني لن أبقى حبيسة أثرها مدى الحياة, أنا الآن بالفعل سعيدة مع أبي فهو شخص لطيف وودود جدا, وهو يبذل جهده لكي يسعدني ويعوضني الحنان الذي افتقدته بعد رحيل أمي.

أنا الآن في مدينة جديدة, وأستعد للذهاب إلى مدرسة جديدة, وهذه المرة لقد عزمت أني لن أصادق أي أحد أبدا, ولن أتحدث مع أحد إلا للضرورة, ليس لأني أكره الصداقة, بل لكي لا أضطر إلى فراق المزيد من الأشخاص, أجل لقد عزمت على ذلك, فأنا سأبقى هنا مدة شهرين فقط, وسرعان ما سيذهب كل شيء أفعله, لذا فأني لن أكون صداقة مع أي أحد.

لقد استمريت في تكرار هذه الجملة طوال الطريق إلى المدرسة, وبعد بضعة دقائق أوقف أبي السيارة قائلا لي: أتمنى لك حظا سعيدا يا ابنتي, بالتوفيق.
فقلت: شكرا يا أبي.

دخلت المدرسة الجديدة, وفي العادة يكون هذا الموقف مصحوبا بالكثير من الرهاب والخوف والقلق, ولكني لم أشعر بشيء من هذا أبدا, دخلت صفي الجديد برفقة المعلمة هانا, وسرعان ما التفتت جميع الفتيات إلي, قالت المعلمة هانا: هذه زميلتكم الجديدة هيكاري. ثم التفتت إلي وقالت: هيكاري, هلا عرفت عن نفسك؟.
فقلت بسرعة وبلا تردد أو ارتباك: أسمي هيكاري مومورا, عمري عشرة سنين, وأحب القراءة والتأمل, سررت بلقائكن.
قالت المعلمة مجددا: أرجو أن تكونوا لطيفات مع زميلتكن هيكاري.
ثم أشارت إلي لكي أجلس في مقعد خاو.

❄دفء الثلج❄حيث تعيش القصص. اكتشف الآن